(( 1 ))
الههرطقة الأولي
(( بلون العفوية والصفاء والنقاء ))
(( تغير معالم طبيعية وفكريه ))
\
/
\
كم كانت تلك الأيام محفوفة بليالي
الروعه والسحر ..!!
عندما كان الشجر
والزرع , والخضره,
تكسو مساحات
الأرض(( والبشر ))
-
-
لا سوادٌ يلطخ طرقاتها
بطبقات الأسفلت المقيت..
ولا مصابيح تفسد سحر سمائها
المشتعلة بأضواء النجوم ..!!
-
-
تلك القريه الصغيره القابعة
فوق اعلي قمة جبال في المملكه
سلسلة جبال (( الألب )) اقصد
سلسلة جبال (( السروات )) ...!!
انها قريتي الصغيرة أن ذاك
\
/
\
(( .. النماص .. ))
/
\
/
مدينه المطر ,والضباب, والثلج
مدينه الخضرة والطبيعه الساحره..؟؟
ياا الله كم عاودني الحنين في
هذه اللحظة لأستنشاق هوائها وتقبيل ترابها
\
/
\
اذكر ذالك اليوم تماماً عندما
غزتنا جيوش(( دنابر ))((1)) البلديه
بصوتها الشبية لمواتير السقي الزراعية
الذي يمتلك جدي واحدا منها عند حافة
البئر في اول المزرعه
طق طق طق طق طق طق
وكأنهم قادمين من الفضاء الخارجي
كي يدمروا الجبال ويقطعو الشجر ..؟؟
بكل تلك الأليات المدرعه من جرافات ,
وتراكترات ,وقالبات (( دنابر )) رمل
الي كاسحات طرق وخلاطات
وكأن النجوم في السماء
قد تهاوت من هول مارايت
\
/
\
يالله كم اصابني الفزع
عندما هرعت الي احضان امي
الوذ بصدرها باكياً من هؤلاء
الغزاة القساة الكفرة
-
-
-
فمالبث الا ان اتي ابي ليرضيني (( بنصف ريال )) مرة وحده
كي اشتري ايسكريم الـــ ((شربيت))( 2 )
من بقالة العمة ((زرعه)) ( 3 )
الواقعه بأول القريه وهرعت اركض نحو البقاله
لأتذكر ان جنود الأحتلال لا زالوا هنا يتربصون ببرائتي
ولا زالو يطقطقون بمعداتهم هنا وهناك فعدّت ادراجي
باكياً ليقابلني ابي (( رحمه الله )) بلهجة عنيفه ويقول لي
(( ياخبل )) (( 4 )) ,
(( اَستَفَعّوا عقلك )).( 5 )
(( كنهم بياكلونك )) ( 6 )
هؤلاء عمال شركة بن لادن جائوا كي يشقوا لنا طريق
يربطنا بالقري الأخر والمجاورة ويسهل لنا حياة التنقل
ولكي اشتري لك سيكل صحراوي مقاس (( 21 )) من ابها
مما زرع في قلبي نوع من الطمئنينة وغمر قلبي بالسعاده
وغير موازين الفكر لدي 360 درجة //
وكيف لا وهناك دراجة تنتظرني
في ابها تلك المدينه الحلم
فقد كانت بالنسبه لي من سابع المستحيلات
فعدت مسرعاً الوح بيدي الكريمه لعمال الشركة واقول بألحاح
ومتي وتغلقون ..علشان بويه بيشتريلي (( بُسكُلَيت ))
مخرجاً للعمال لساني علي مصراعية كي اغيظهم ..؟؟
تاركاً اياهم لأذهب نحو البقاله بكل ثقة تكسو وجنتاي ابنسامة
توزع لمن علي هذه الأرض قاطبة من هول فرحتي بالسيكل
لأتمتع ((بالشربيت)) الذيذ
تحت شجرة الكينا
التي يستظل بها
منزلنا العتيق
بوسط القريه
-
-
يالله ماجمل تلك الأيام
\
/
(( تغير معالم طبيعية وفكريه ))
\
/
هذه النبضه كانت هي المنعطف الأول في طفولتي
والتي حولت بداخلي طرق الفكر وطرق التعامل الحياتي
في ظل امتداد ثعابين الأسفلت القادمه من المدينه
الي جحور القريه العذراء..؟؟
لتغير نمط , وفكر , ومعيشه
اهل الصفاء والنقاء والعفويه
\
/
\
هنا ....!!
فبدئت تنفتح افاقي الفكريه
الي ما وراء تلك الجبال الشاهقة
التي تحاصر قريتنا الصغيره
-
-
حقيقة ان التطور والحضاره هي احد اقسي
الضرائب التي يدفعها الأنسان الريفي ولها
دور (( الكونداليزا رايس )) في عصرنا الحالي
فيالِ عُذرية قريتنا المفقوءة
علي ايدي المغتصبة العمه زرعه
فليرحم الله العمة(( زرعه ))
ويسكنها جنات النعيم
اول من أدخل ديدان
الحضاره الي قريتنا
الهادئه
\
\
(( ورحمة الله عليك ياابي ))
-
-
انتظروني في هرطقة
جديدة مع الذاكرة
وحتي اعود
بذاكرة جديد
وهرطقة مختلفه
وقفات تتاريه :-
(( الدنابر )) ( 1 )
هي تلك الشاحنات اضخمة التي يحمل فيها كبار
الصخور والجلاميد وأيضاً تلك التي كانت تزيل القمامه
(( الشربيت )) (2)
وهو ذاك الأيسكريم المعد في المنزل عصير فمتو وسكر وماء
(( زرعه )) 3
ليس الزرع احد اشهر اسماء العجز في ذاك الوقت والظاهر انه فية الي اليوم
(( ياخبل )) (( 4 ))
هو الغير سوي ذو العقل المختل والسبب الخوف من حدث ما
(( اَستَفَعّوا عقلك )).( 5 )
المقصود اخذو ماتبقي لك من العقل ومن هم الذين سيأخذون ..؟؟
طبعاً هم اخواننا (( الجن )) نعوذ بالله وأياكم من كل الشرور
(( كنهم بياكلونك )) ( 6 )
عائده الي العمال وانهم بشر ولن يأكلوك
هرطقة تتاريه :
لم يكن هناك في القرية الا الفريزر الموجود في بقالة العمة (( زرعه ))
كانت مهنة محتكره تدر الكثير من الأرباح وخاصة ان (( الخبلان ))
كاتو بكثره في تلك الأيام
(( دمتم بكل هرطقات الذاكرة ))
(( التتاري الدفين ))
-
-
-
شادي الثريا