عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-12, 07:22 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
 ماااريا  
اللقب:
مشرفة قسم الأدب العربي والعالمي
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية ماااريا

بيانات العضو
التسجيل: 20-12-10
العضوية: 231
المواضيع: 124
المشاركات: 1650
المجموع: 1,774
بمعدل : 0.36 يوميا
آخر زيارة : 03-07-22
الجنس :  أنثى
الدولة : فلسطين
نقاط التقييم: 3379
قوة التقييم: ماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond reputeماااريا has a reputation beyond repute


مسابقة عنوان الجمال الوسام الأول للمشرف المميز ( المركز الأول ) المسباقة الرمضانية 1432هـ 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 108
وحصلتُ على 101 إعجاب في 75 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ماااريا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ماااريا المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي


مرة أخرى لم يرحمه الراعي فواصل الخروف الركض فكان أن شفط بطنه إلى الداخل واستطال جسمه وتساقط صوفه...ونبت مكان الصوف وبر رمادي قصير وخشن...
وأصبح من الصعب على الراعي أن يلحق به...لكن ما أن يلحق به حتى يواصل ضربه وإهانته...
وهو ما جعل الخروف يرهف السمع حتى يستعد للهرب كلما سمع صوت قدوم الراعي أو كلابه...
ومع تكرار المحاولة انتصبت أذناه وأصبحت مدببة قابلة للحركة في كل اتجاه...ولكنّ الراعي كان يستطيع أن يصل إليه ليلا وضربه براحته فالخراف لا ترى في الظلام...
وفي ليلة قال الخروف له :
سيدي الراعي...أنا خروف...لا تحاول تحويلي إلى شيء آخر غير الخروف...لكن الراعي لم يستوعب ما سمع...

فأصبح الخروف يسهر ليلا ويحدق بعينه في الظلام...ولكثرة تحديقه كبرت عيناه وبدأت تطلقان شررا.. وغدت عيناه كعودي كبريت في الليل...
تريان في الظلام أيضا.

كانت نقطة ضعف الخروف هي إليته...فهي ثقيلة تعطله عن الركض..لكن.. لكثرةالركض ذابت إليته واستطالت , وفي النهاية أصبحت ذيلا على شكل سوط...
ورغم فشل الراعي في اللحاق به فإنه كان يلقي الحجارة عليه ويؤلمه...

كرر الخروف على مسامع الراعي:
"إنني خروف يا سيدي...ولدت خروفا...وأريد أن أموت كبشا...فلماذا تضغط علي كي أتحول إلى مخلوق آخر ؟!!

لم يكن الراعي يفهم...فبدأ الخروف يهاجم الراعي عندما كان يحصره في حفرة ما لحماية نفسه من الضرب...وغضب الراعي أكثر...فضاعف من قسوته بجنون لم يشعر به من قبل...فاضطر الخروف أن يستعمل أسنانه , لكنه لم يستطع ذلك لأن أسنانه داخل ذقنه المفلطحة.
وبعد محاولات دامت أياما بدأت أسنانه تنمو ؛ وفيما بعد استطال لسانه أكثر وأصبح صوته غليظا خشنا ؛ ولم يستوعب الراعي ذلك...وواصل ما يفعل وبالقسوة نفسها...

ذات صباح شتوي استيقظ الراعي مبكرا ليجد المكان مغطى بالجليد ؛ تناول هراوته التي سيحثّ بها نعاجه المتبقية على حليب عشر بقرات وذهب إلى الزريبة, لكن ما إن خرج من الباب حتى وجد بقعا من الدم الأحمر فوق الثلج...ثم رأى أشلاء أغنام متناثرة.. لقد قُتلت كافة النعاج ومُزقت ,
ولم يبق منها ولا واحدة...
ظلل عينيه بيديه ونظر بعيدا فرأى الخروف...كان الخروف قد مد قائمتيه الأماميتين أمامه وتمدد بجثته الضخمة على الثلج وهو يلعق بلسانه الطويل الدماء من حول فمه...ثمة كلبا حراسة يتمددان على جانبيه دون حراك...
نهض الخروف وسار بهدوء نحو الراعي....كان يصدر صوتا مرعبا....
وبينما الراعي يتراجع إلى الخلف مرتجفا قال متمتما :
"يا خروفي...يا خروفي....يا خروفي الجميل"...
عوى الخروف قائلا :
"أنا لم أعد خروفا" ...
كرر الراعي ماقال...

عوى الخروف قائلا :
"في السابق كنت خروفا , ولكن بفضلك أصبحت ذئبا"...وجــــرى وراءه...


عزيز نيسن ... (أديب تركي
)












توقيع : ماااريا


عرض البوم صور ماااريا   رد مع اقتباس