عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-13, 11:26 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 علي مجدوع آل علي  
اللقب:
:: كاتب وقاص سعودي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية علي مجدوع آل علي

بيانات العضو
التسجيل: 21-12-11
العضوية: 392
المواضيع: 36
المشاركات: 217
المجموع: 253
بمعدل : 0.06 يوميا
آخر زيارة : 26-03-18
الجنس :  من معشر الرجال
الدولة : المملكة العربية السعودية
نقاط التقييم: 2847
قوة التقييم: علي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 56
وحصلتُ على 103 إعجاب في 60 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
علي مجدوع آل علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي سوق مترامي الأطراف

[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=justify]بعدما أنهى حامد صلاة العصر وبعدما ركب سيارته ظلَّ لبعض الوقت ساكناً وهو ضجر من رتابة يوميه معتادة ، فكرَّ إلى أين يذهب كي ينهي هذا الملل ، فلمْ يجد سوى السوق المركزي كي يتجول فيه لعلّهُ يجد مساحة ما تُذهب عنهُ هذا الكدر.
توجه بسيارته إلى حيث السوق المركزي الكبير في مدينته ، وكالعادةِ طبعاً لم يجد موقفاً مناسباً لسيارته، وكالعادة أيضاً وجد المواقف المخصصة للمعاقين محجوزة من قبل أحدهم، لعلّهُ معاق فكريا لذلك سيكون مباحاً له حجز الموقف، إنّهُ معاق بلا أدنى شك ولهُ أن يفعل هذا.
نزل حامد من سيارتهِ متوجهاً إلى البوابة الرئيسية التي تفتح مصراعيها لكل الناس تدعوهم إلى جلبة الإغراءات المعروضة هنا وهناك، وهو يسير وعلى حافة الطريق رأى بأم عينيه التي تصدق كل ما تراه أولئك النسوة الجالسات واللواتي يعرضن بضاعة غير مرخصة أن تُباع، حلوى وبعض ألعاب تطير من بين أماكنها حشرات وذباب وفايروسات فاتكة لا تُرى بالعين المجرّدة، أولئك النسوة من جنسيات أخرى لا تحتضن هذه البلد تراثها ، ولا يُدرى هل يرثي حامد هذه المشاهد أم هي من ترثي حالتنا للخدر الذي أصابنا، إنّه الفقر المدقع الذي دفعهن لهذا، وإنّه الإهمال منا بأن سمحنا لتلك الظواهر بالانتشار.
حال دخوله إلى السوق وقعت عيناه على بعض التماثيل الواقفة بلا حراك، شخصيات ترى حالها فاتنة للنساء المارّات من هنا والقادمات من هناك، يقوم كل تمثال بالتلويح بأرقامه التي تُمثله ، وبابتسامة كلاسيكية تُخفي أنياب ذئاب شرسة كي تكون استعراضا لقدرات الاصطياد الفاتكة، يا لهُ من مشهد قد حُرم تجربته لأنّهُ على يقين بأنّهُ ليس الزير في هذا الزمن.
في وسط السوق رغب حامد بالاستراحة قليلا بأحد المقاهي، فاختار المقهى الشهير ( ستار بكس ) كي يكون المكان الذي سيجلس فيه ليقضي وقتا مسترخيا مع قهوته التي يفضلها دائماً وهي القهوة الأمريكية السوداء والتي تتكفل بأن تجعلهُ يقظاً كي يُنجز بعض ما يتطلب إنجازه، وهو كذلك إذ بشابٍ رداءه بنطال جينز وفانيلة موشومة بعبارات انجليزية، وجههُ قد تعرّى من اللحية والشارب، يظهر عليه بعض الحماسة لأنّه تنقل من طاولة إلى أخرى قد حدّث في كل انتقال مع جلساء الطاولات بحديث لم يُعلم فحواه لأنّه كان يتحدث بصوتٍ خافت، فعلم حامد بأنّه أحد المقصودين من حديث الشاب، وتساءل لعلّه يطلب مالا، أو مساعدة ما، وإذ بالشاب واقفا أمام حامد مباشرة، فاستأذنه بلطف أن يجالسه بعض الوقت، فوافق حامد على ذلك فضولا منه كي يعلم مراد هذا الشاب، عُرضت عليه الضيافة فاعتذر بلطف، ثم قال: ألا تعلم يا أخي الكريم بأنَّ هذا المقهى تمتلكهُ شركة يهودية وبأنَّ عائد ربحه يساعد على بناء اقتصاد إسرائيل التي اغتصبت الأراضي الفلسطينية، فقال له حامد: قد علمتُ هذا ! ولكن ما الذي ترمي إليه.!
فقال الشاب: لعلّك تقاطع !! كي لا تكون أحد المساهمين في المشروع الصهيوني!
فقال حامد للشاب ساخرا : أنظر إلى هيئتك أليس عيباً بأن تكون مُقلّداً للثقافات الأخرى في الملبس !
صمت الشاب قليلاً ثمَّ قال: إنّك محق !! هل لك بأن تأذنَ لي !
فقال حامد: لك هذا ! وسأخرج بدوري من هنا !
فخرج الاثنان ثمّ افترقا بأن سار كل منهما معاكسا لاتجاه الآخر.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

سابقة النشر في
20 / 5 / 1434 هـ

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : سوق مترامي الأطراف     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : علي مجدوع آل علي














توقيع : علي مجدوع آل علي

المدونة الرسمية
http://www.alimjdoo3.com/
علي مجدوع آل علي

عرض البوم صور علي مجدوع آل علي   رد مع اقتباس