عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-17, 06:00 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج16

مراد في طريقه إلينا ...
وفي صالة الجلوس ...لست أدري هل تَعَمّدت إرباكي حين ألقيت بجسدك فوق المقعد المجاور ؟
حسناً ما أخبرنا به والدك كفيلاً بانتشالي من كل شيءٍ يدور من حولي ...مراد في طريقه إلينا
لماذا هيئ لي أن نظراتكم مصوبة نحوي كالسهام تخترق صدري ؟تُرى لماذا ترقرق الدمع في عينيك وهذا الكم من الذهول والوجع البادي على وجه سمر .
صورة مراد بين أصابع والدتك المرتجفة حركت فضولي فانتزعتها أنظر لهذا الحاضر الغائب.
أتعلم كم أذهلني هذا التشابه بينكما ... كنت أدقق في الصورة وأعود لوجهك كأنني أبحث عن فارق بين صورتين متطابقتين ...تراني التقيته هو وعشقته هو واختلط الأمر علي حين رأيتك ...هذا مستحيل.
هززت رأسي ألقي منه هذه الفكرة ،أعدت الصورة مكانها وفررتُ فيك إلى حجرتي فأنت وحدك من عشقته ـ نعم أنتما متشابهين لكن قلبي عشقك أنت لا سواك.
في وقتٍ لاحق أخبرتني سمر أن مراد ابن خالتكما الكبرى وأنت نسخةٌ عنه بالوجه والجسم والأخلاق فارقٌ بسيطٌ بينكما لا يعرفه إلا قلبٌ عاشق... إنها ابتسامتك.
وقد زدت سمر في صمتي أن رائحة عطرك لا تجاريها رائحة رجلٍ آخر على وجه هذه الأرض.
أطرق مفكراً: إذن هي تتحدث عن رائحة عطرٍ لن يتعرف إليها أحدٌ سواها ...ألهذا الحد عالقة بي بعالمي أسكت الأفكار في رأسه وابتسم رغم ضوضاء الحزن الآتي.
أعاد الدفتر إلى مكانه بعناية فائقة وغادر المكان على وعدٍ بالعودة,مضت الأيام سوداء حالكة الظلام ثقيلة صامتة يفترس المنزل حزنٌ قاتل وقد مزق القلوب رحيل أحد الأحبة .
هم ليسو سواءً في هذا الحزن ...وكما هي عادت البشر يبدأ المصاب كبيراً ثم يصغر فيصغر حتى يتلاشى لكن ليس هذه المرة ...الميت لن ينسى فسمر عاشقة أقسمت على إقامة النصب التذكارية له حتى في قلوب من حولها.
يكفي يا سمر ...أهكذا يبكي العاشق المذبوح برحيلهم على ضريح من يحب ؟تَقُضين مضجعة فكفي.
رفعت رأسها عن ضريحه تضم صورته إلى صدرها: لا تكوني جبانة كمثلي لا تفترشي التردد أرضا وتتظللي الصمتُ سماءً ...غادري إلى من تحبي اهديه رحيق نفسك وطهر قلبك فالموت لا ينتظر.
آه لو تعلمي كم الندم الذي يقتلني ...لماذا تركته يمضي وقلبي معه إلى دار الفناء ولذت بنفسي تحت أجنحة الصمت والتردد.
أدركي حبيبك قبل أن يباغتكما الموت اتركينا وعودي له أطلقي أجنحتك في كبد السماء وابحثي عن معشوق قلبك بإصرار بصبرٍ وثبات ولا تقبلي لصدره بديل.
تَركَتها وغادرت إلى جامعتها تركتها صريعة الدمع والندم لا تملك من حبيبها إلا حفنة ذكرياتٍ وبعض الصور.
أما أحمد فقد عاد لذات الحجرة ربما يبحث عن جرعة مخدرٍ تسكت هذا البكاء في قلبه بحث عن دفترها واستلقى كعادته على السرير ليغرق فيها وحدها ليبحر في عالم أفكارها وأحزانها.
أقسم لم أدعو بضرٍ يمسه...
رباه أغثني فأنت المغيث رباه أخرجني مما أنا فيه...ولمن منكم أعتذر ؟كيف أخبركم أني لم أدعوا في سجودي بضرٍ يمسه إنما كنت أطلب من ربي الخلاص.
فغداً يصل مراد هذا المنزل ,ربما في الغد يتعرى وجه السر المخبئ بين أضلعي ربما تبزغ شمس حقيقة غاصت في ظلام الغياب طويلا.
قلبي يرتجف خوفاً من إماطة اللثام عن وجه مشاعري رغم هذا أقسم لم أدعو بضرٍ يمسه
إلهي كم هو فاتنٌ ذاك النبيل الغائب في غياهب الموت ...حقاً لم أعلم أنه في مراحل مرضه الأخيرة لذا عاد مودعاً لكم على أن الموت لم يمهله فرصة الوداع الأخير.
عاد لكم جسداً مسجى فوق نعشه اصفرار وجهه لم يمنع ذاك النور المنبعث منه ـ يااه أي رجل كان هذا المراد حتى أشرق بهذا الكم من النور حين رحل.
سأصوغ لكم اعترافي يوماً ما أغلفه باعتذارٍ صادق وقسم ثابت أني لم أدعو بالسوء له يوماً ثم أرحل ...فأنا فتنةٌ كما تقول أمي لكني بصدق لعنةٌ تأتي على كل من تقترب منه بالويل والمحن.
هذا اليوم مزقني نزيف الدمع على وجوهكم ونحيب سمر الذي ما أسكته حتى المخدر ...ماذا أفعل طوال اليوم تهت بين دموعكم كطفلة تضيع بين الجنائز.
آآآآه يا أمي لو أنك اخذتيني في حضنك ذاك النهار لمن تركتيني ؟سامحك الله يا أبي أي لعنةٍ زرعت في منزل صديقك.
سأبكي اليوم وغداً وما بعدهما لن أبكي نفسي وإنما سأبكي ذاك الراحل الذي تشبثتم به بقلوبكم حتى بعد أن طواه الردى,سأبكي دعائي الطويل في سجودي بالخلاص مما أنا فيه فلو أني شككت يوماً أن دعائي سيرحل به إلى عالمٍ آخر لقبعت في زاوية حجرتي أمضغ جروحي وأبتلع حزني بكل رضا.
اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
كان غارقا بدموعه أيرحل بك الحزن إلى هذا النوع من الأفكار ...حقا تعتقدين أن دعائك من رحل به.

\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس