السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ذكرتِنِي ببيت للإمام الشافعي -رحمه الله- أؤمن به كثيراً وخصوصاً بعدما تعرضت
لموقف مشابه..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسة *** فصدر الذي يستوعب السر أضيق..
بصراحة الموقف تعرضت له من أعز صديقاتي منذ مايزيد على 7 سنين وبعدها فقدت
ثقتي في جميع من حولي وصرت حذرة إلى درجة أن تكوين الصداقة الحقة يستغرق
مني سنوات .. لأتأكد من شخصية من معي جيداً قبل مشاركتها في أي موضوع وإن كان
عادياً.. وبالأصح صرت لا أشارك أي من صديقاتي بالمواضيع التي تخصني كثيراً..
واعتدت على حل مواضيعي ومشاكلي بيني وبين نفسي بعد دراستها جيداً.. الأمر أصعب
علي من ناحية كتمان الألم أو الهم أو المشكلة وتحملها وحدي, لكنه أسهل من ناحية أني
لا أندم على شئ قلته أو صديق أزعجته بمشاكلي وهمومي!! أصبحت أستمع أكثر مما
أعطي.. ولا أخفيك كثيراً ما أود البوح عما بخاطري لكنني أجد صعوبة في ذلك و أؤثر
الصمت..
ومن المسؤول عن إشاعة السر بالمقدمة أعلاه الشخص الأول أو الشخص الثاني ؟
برأيي كلا الطرفين يتحملان مسؤولية إشاعة السر ولكن ليس بالقدر نفسة..
فالطرف الثاني الذي أشاع السر يتحمل معظم المسؤوليه لأن صديقه أمنه على سره
والأمانه حملها الإنسان.. كما أن الطرف الأول وضع ثقته فيه بينما لم يحترم ذاك تلك
الثقة.. برأيي أن هؤلاء الناس غير جديرين بالصداقة!
وبماذا تصف الاول وبماذ تصف الثاني ..؟
الأول.. طُعن في ظهره..
والثاني.. خائن للعشرة..
وهل السر إذا باح به صاحبه نقول ( عليه السلام ) بمعنى أنه انتهى أمره وخرج عن دائرة الأسرار ؟
لا.. يختلف بحسب من نبوح لهم.. هناك أناس -وهم قلّة- إذا بحت لهم بسر كأنك بحت به
لنفسك.. نتكلم معهم بكل أريحية وثقة أن مابحنا به لن يخرج عنَا, بينما هناك من لا يملك
القدرة على كتمان السر ولا يتردد بنشر أي قول ثم يُتبعه بـ"لا تعلــم أحد" وهو في
الحقيقة لم يترك أحداً إلا وأخبره وربما زاد عليه!
...
رونق.. مواضيعك تجبرني على الدخول وتخرج مابجعبتي لأنها دوماً تعبرعني ..
دام لنا هذا التألق.. وسلم القلم على هكذا مقدمة وهكذا طرح
تحيتي