عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-14, 02:40 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
 نسيان  
اللقب:
كاتب متألق
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية نسيان

بيانات العضو
التسجيل: 18-05-10
العضوية: 138
المواضيع: 194
المشاركات: 2031
المجموع: 2,225
بمعدل : 0.44 يوميا
آخر زيارة : 24-03-20
الجنس :  انثى
الدولة : بين الورق و الخبر
نقاط التقييم: 16953
قوة التقييم: نسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond reputeنسيان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 1,782
وحصلتُ على 1,080 إعجاب في 778 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
نسيان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : نسيان المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي القرار الملكي و مجالس تويتر

القرار الملكي ومجالس «تويتر»

أسوأ خبر قرأته منذ سنوات عن قتل شاب سعودي لم يتجاوز العشرين عاما من المنضمين إلى «دولة الشام والعراق الإسلامية» (داعش) على يد أحد مسلحي «جبهة النصرة»..!
ما علاقة هذا الشاب السعودي الذي ترك مقعده في الجامعة بـ«داعش» أو «النصرة»؟ وفي سبيل ماذا فقد حياته؟ أين القضية التي قدم فيها أعز ما يملك؟ والأسوأ أن يبادر أحد أبناء داعية مشهور إلى توجيه الشكر والعرفان إلى «داعش» على ما تقوم به من انتصارات على أرض الشام، مع دعائه لها بالتمكين والنصر. تتساءلون: أين هذا الابن وأين أبوه الداعية؟ هل هو في حلب أو حمص؟ سأقول لكم بكل أسف إنه هنا، في السعودية، آمنا، مطمئنا، بل يعيش حياة الرفاهية. هل في ذلك عدل؟
حينما تقدمت السعودية بمبادرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب في عام 2005 كانت الدولة تواجه تنظيم القاعدة مواجهة مسلحة، بعد أن نفذت المنظمة الإرهابية عمليات فشلت في بعضها ونجحت في أخرى بهدف زعزعة الحالة الأمنية في المملكة.
منذ سنوات ونحن نعاني من التشدد في لغة خطاب بعض أئمة المساجد، وننادي بتقنين مواضيع خطب هؤلاء وتشديد الرقابة على أفكارهم المطروحة، على اعتبار أن إمام المسجد محط ثقة لأبناء الحي ومحبيه الآخرين خاصة من فئة الشباب، يتأثرون بميوله الفكرية وعلمه الديني، وينظرون إليه كمرجع في الرأي والموقف، متبنين معتقداته بكثير من الارتياح والثقة. واتخذت الحكومة السعودية إجراءات قلصت فعليا من الأنشطة التي كانت تصب في مصلحة الفكر المتطرف وواجهت الإرهابيين بقوة.
ما الذي تغير حتى تصدر السعودية قرارها الملكي الأخير بتجريم الدعم والتحريض والانتماء إلى الأحزاب المتطرفة؟
أهم العوامل التي أرى أنها حفزت صدور القرار الملكي هي أن نحو نصف مستخدمي الإنترنت في السعودية يغردون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أي ما يقارب 5 ملايين مستخدم، وخلال شهر واحد، بحسب إحصاءات إدارة «تويتر»، نما الاستخدام في السعودية لهذا الموقع بنسبة 3000 في المائة، متصدرة دول العالم بما فيها أميركا وأوروبا. أي أنه خلال خمس سنوات قادمة سيكون ربع سكان السعودية من المغردين! كم عدد المصلين الذين قد يستمعون لإمام المسجد أو ينضمون إلى ناد صيفي دعوي؟ خمسون؟ مائة؟ ألف شخص؟ سيظل العدد محدودا قليل التأثير.
عندما تكتب إحدى الشخصيات ذات الشعبية الكبيرة لدى الشباب تغريدة من 140 حرفا فإن الملايين يقرأونها خلال ثوان معدودة، هذا عدا عن أن نظام الموقع يقبل برفع ملفات ذات عدد لا محدود من الكلمات، أي أننا نتحدث عن اتساع هائل في رقعة تأثير الكلمة. وهنا يتعاظم دور أهم أدوات فعل الجريمة وهي التحريض. أما المستخدمون الآخرون من ذوي المسميات المستعارة أو الرمزية فتأثيرهم غير ملحوظ مهما حرضوا وألبوا الناس، لأنهم في عداد الشخصيات الوهمية. كما أن للحكومات وسائلها في تتبع الأسماء المستعارة وكشف هويتها لأسباب أمنية.
خطاب الكراهية والتحريض والتكفير لم يقسم المجتمع السعودي إلى فسطاطين فقط، بل حتى الأسر السعودية تعاني في داخلها من إشكالية الاختلاف الفكري، الذي تجاوز حد الاختلاف إلى التناحر وشق الصف بين الإخوة والأقارب. هذا القرار لم يستهدف فقط وقف الاستهتار بأرواح الشباب وتحريضهم على القتال في معارك ليست معاركهم، في سوريا والعراق، بل أيضا تعديل الانحراف الذي شاب اهتمام الشباب، وجرفهم عن الاهتمام بقضاياهم الحقيقية كالتعليم والعمل والتكافل الاجتماعي، أو حتى الحديث عن القضية العربية الأم، وهي قضية القدس المحتلة التي ترتكب في حقها الجرائم كل يوم في غفلة من أصحاب الحق. ثلاث سنوات من عمر الأزمة السورية لم نسمع دعاة التحريض يحثون الشباب على عبور الجولان، متذرعين بأن هذا العمل محكوم عليه بالفشل، كون إسرائيل محكمة الخناق على حدودها. وفي هذا خدعة، أما الحقيقة فلأن الموت في سبيل القدس لا يحقق أجندة سياسية كما تفعل «داعش» و«جبهة النصرة» وحزب الله.
القرار السعودي لم يتأخر كما يقال، بل جاء في توقيت نضجت فيه كل الرؤى، وأعطيت فيه كل الفرص، ولا تزال تُعطى، فأمام العابثين 22 يوما قبل أن يعدلوا اعوجاج طروحاتهم حتى لا يساقوا إلى القضاء. يكفينا ما رأينا من أمور يشيب لها الرأس، من محرضين يدعون مناصرتهم للسوريين والعراقيين ضد أنظمتهم، ويحثون الشباب الغر على النفير بلا رضا من والديهم ولا اعتبار لطاعتهم، إلى أرض الجهاد المزعومة، في حين أنهم يتنعمون بوجود أبنائهم من حولهم أحياء يرزقون؛ يزوجونهم ويحتفون بتخرجهم في جامعات الغرب الذي يشتمونه ليل نهار. هذا القرار شفا صدور قوم مؤمنين من ظلم واقع، وقلق كان يؤرق الوالدين من فساد فكري قد يلحق بأبنائهم من جراء قيادات الفكر المتطرف الذين يداهمون الأبناء من خلال تليفوناتهم الذكية داخل بيوتهم وفي سياراتهم وعلى طاولة طعامهم.
نحن نقرأ في هذا القرار الملكي الفيصل باعتباره ماضيا على كل سعودي أو مقيم داخل المملكة، في كل منبر، سواء كان خطيبا في مسجد، أو معلما في مدرسة، أو أستاذا في جامعة، أو مغردا في «تويتر». أيا كان منطلق الفعل أو القول، سيكون صاحبه واقعا تحت طائلة المحاسبة، وفي هذا شعور غير مسبوق بالرضا والارتياح.












عرض البوم صور نسيان   رد مع اقتباس