اليوم السادس والعشرون...
زارت ورود بيت خالتها لتجد فاطمة معتكفة في مصلاها
ورود : لماذا تعتكفين هنا يافاطمة...؟
أغلقت فاطمة جهاز الصوت : لا أعتكف إنما أسمع القرآن وأحفظ ما تيسر لي حفظه.
ذهلت ورود وقد بدى هذا بنبرة صوتها : تحفظين القرآن ...وهل بدأت بذلك حقا
ابتسمت فاطمة: لماذا ذهلت فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة وإني يا عزيزتي أستحي أن ألقى وجه ربي دون حفظ آياته وتدبرها.
ورود: نعم ولكن
فاطمة : لكن ماذا ...لا عذر لي فالله أخذ مني البصر وأعطاني القدرة على الحفظ ثم إن العمر جد قصير وإن طال والحساب عسير وإن هان والزاد قليل وإن كثر والسفر طويل طويل
لقد عاهدت نفسي أن أجهدها في سبيل الله بدار العمل لتجد راحتها وسكينتها عنده في دار الجزاء.
دمعت ورود: أعينيني كي أكون بجلدك وصبرك
مدت فاطمة يدها : هيا معي لنقرأ القرآن ونتدبر معانيه ونحفظه تلاوة وترتيل
أدارت الجهاز لتتم ما بدأت به .