[الــمُــنـــى]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=right]



/
\
/

كيف يمكن أن يكون للزمن وقعان متضادان ..؟؟!!
وقع خفيف لا تحس بخطوه المتسارع بحد الجنون ..!!
وآخر بطيء لا تحتمل حركته المتثاقلة ..!!
والتي تكاد من بُطئها تطبق على أنفاسك فتخنقك ..؟؟!!
هذا هو الفرق بين أوقات الفرح التي نعبر جسورها بسرعة الضوء الفيزيائية ..!!
وبين ساعات الحزن التي تنغرس عقاربها في أعماق الروح ..!!
فيسري سمها بين شعاب النفس ..!!
ويفيض ماء نهرها ليغرق كل مراكز الحس ..!!

الزمن هو الزمن ..!!
وساعات اليوم هي هي ..
ودقائق الساعة وثوانيها ..
هي ... هي ..!!
لكن لم يتغير أحساسنا بالوقت ..؟؟!!
لم أحيانا يكون كالماء الزلال البارد ..؟؟!!
كالشهد الحلو ..؟؟!!
وأحيانا أخرى كطعم المر والحنظل ..؟؟!!
لم تنقضي ساعات الفرح وتتسرب من بين أيدينا ..
دون أن نتمكن من أيصال سكرها إلي مشارف أفواهنا ..!!
أو حتى من أرتشاف حلاوتها ..؟؟!!

لم أن مرت علينا لحظات موجعة ..
تحولت الثواني إلي عصور ودهور ..؟؟!!
وإن باغتتنا ليالي السعد ...
تحولت أرقام الثواني بلغة الرياضيات إلي..
أجزاء من الكسور ..؟؟!
ها هو الوقت يمضي بنا ..
وها هي ساعاته .. ودقائقه .. وثوانيه ..
ترحل دون أن نتمكن من اللحاق بها ..
أو إمساكها..؟؟!!
إنه أمر خارج عن نطاق سيطرتنا ..
وحدود تفكيرنا ..
بعد برهة من الزمن مرت عليك وأنت تناظر خاطرتي ..
ستحتظر تلك الثواني من عالمك ..
وستصبح في عداد الأشياء المفقودة ..
وغير القابلة للأسترداد ..؟؟!!
وستشكل ماضيا بالنسبة لك ..!!
إن هذا الشعور بأنك أصبحت ...
خارج نطاق الوقت ... والزمن ..!!
يعطيك أحساساً بأنك تموت وببطء ..!!
يذكرك بالحقيقة الأبدية أنك ...
اليوم هنا .. وغداً هناك ..!!
وأن عمرك ما هو إلا ثواني محسوبة عليك ..؟؟!
فأغتنمها ..!!
إن اللحظات المحتظرة التي أرآها علي تلك ..
الساعة المعلقة أمامي ...
لا تجد مدفناً تأوي إليه سوى ...
ذاك الماضي العريض والمليء بأكداس
اللحظات الصغيرة المسروقة ..
من عمر كل منا ..
هذا الماضي الذي تدعمه صور حفظناها في الذاكرة ..
أو ألتقطناها بعدسة كاميراتنا ..
لنحفظها بعد ذلك في ألبوم صورنا الخاصة ..!!
عندما نظرت إلي أرشيف ذكرياتي وصوري ..
هلت دمعة حارة من العين ..
من يصدق أن صاحبة تلك الصور ..
هي كاتبة هذا المقال ..!!
ترى إن كانت تلك اللحظات من عمري وعمرك ..
تجلب لنفوسنا التعب والحسرة في...
لحظة من لحظات الضعف التي نعيشها ..؟؟!
لم نصر على إقتناء الكاميرات ..
وألتقاط الصور .؟؟!!...
وحفظها في ألبومات قد تكون فاخرة أحياناً ؟؟!
هل لنجدد عهداً مضى ..؟؟
أم لنذرف الدموع ..؟؟!!
أم لنجعل منها عظة وعبرة ..؟؟!
أن لا شيء يدوم ..!!
أسئلة كثيرة تدور بخلدي ....
ولا أجد الصياغة المناسبة لها ..؟؟!!
وضعتها بين أيديكم ونواظركم .. علني أجد لديكم مقالا ..!!

( نُشرتْ سابقا بعنوان آخر )

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]