عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-12, 09:49 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
 علي مجدوع آل علي  
اللقب:
:: كاتب وقاص سعودي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية علي مجدوع آل علي

بيانات العضو
التسجيل: 21-12-11
العضوية: 392
المواضيع: 36
المشاركات: 217
المجموع: 253
بمعدل : 0.06 يوميا
آخر زيارة : 26-03-18
الجنس :  من معشر الرجال
الدولة : المملكة العربية السعودية
نقاط التقييم: 2847
قوة التقييم: علي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 56
وحصلتُ على 103 إعجاب في 60 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
علي مجدوع آل علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : علي مجدوع آل علي المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]استيقظت
في ذلك العزاء
أرى نفسي صغيراً
لأربع سنين تقريباً
أرى حولي أناساً
يبكون بكاءً مريراً
تأتيني تلك المرأة
فتقول لي
يا بني تعال إلى أمك الحزينة
فعلمت أنها أمي المقصودة
ذهبت إليها
سألتها : ما بالك أماه
ولماذا هذي البكاء
قالت : يا بني إن أباك إلى رحمة الله
دهشتي حينها شعرت بذلك الشعور في النحيب
كأنني ذلك الصغير فعلاً
أطلقت الدموع تجري
كانت حارقة جارحة لخدي
أماه : أحقيقٌ هذا ؟؟
أمات أبي فعلاً
نعم بني
مات في حادثٍ أليم
أين أخوتي أماه لا أراهم هنا
أخوتك لا يوجد لك أخوة أنت وحيدنا أيها الغالي ما بالك ألا تعلم هذا
أم أن صدمة الخبر أنستك ؟
وحيد ؟ بلا أب ولا أخوة من لي غيرك أماه
أحسست بتلك الوحدة أحسست بتلك الأم الحزينة
ويحي هل سأعيش هكذا سأستمر هكذا
أي مدارٌ أنا فيه
أي ألم سأخوض غماره
وكم يا ترى سأبقى
الأمر والأدهى أن أحاسيسي تلتهب وكأنها ليست لي
كأن العالم كله ليس لي
كأن جسدي ليس لي
كأن العزاء ليس لي
كأني هو أي نعم هو
ذلك الصغير الذي أصبح يتيماً
أصبحت مقروناً بهذه الأم الحزينة
كأني أبنها فعلاً
يا إلهي كن معي ولا تكلني إلى ما هو أسوء من هذا
طال وقت العزاء وعلت تلك الصيحات وذلك النحيب
مشيت في ذلك الطريق إلى معشر رجال
وجدتهم يقبلون رأسي
بالتوالي
يقولون لي : رحم الله أباك وأحسن الله عزائك
زاد لهيب مشاعري
بدأت البكاء
وإذ بلساني ينطق
وتلك الجمل تتوالى
أواه إلهي أعد أبي
أواه إلهي ليكن الخبر كذوباً
أواه إلهي لماذا أنا الصغير
أواه إلهي ما أحكمك
طال الحزن أياماً
لم يفارقني خبر الصدمة العظيمة
وحزني على تلك الأم المسكينة
وحزني على نفسي التعيسة
إلهي كن معي ولا تكلني إلى غيري
كن معي إلهي وأعني على بلواي
كن معي إلهي ومع أمي لنكمل باقي المشوار
كن معي إلهي





عشت تلك الحياة الأليمة
عشت تلك الحياة وحيداً
كانت أمي معي للحظة تتلوها اللحظة
كنت صغيراً لا أعي ولا أفهم شيئاً
فقط وعيٌ لأن أبي مات
فقط لا أرى إلا هذا الأمر أمامي
لا يزول في منامي
ولا ينتهي من أحلامي
ولا يفارق أنظاري
كانت عيناي لا ترمش دائماً
كنت أسبح في تيار كوني
أريد أن أراك أبي
أريد أن تضحك لي
أريد أن تناديني
أبي أتسمع ندائي الكوني
أين أنت الآن يا ترى
أبي يا أبي
أنني أرى أولئك الصبية
أني أراهم وألحظهم
كلٌ مع أباه يمشي
كلٌ مع أباه يجري
أرى أولئك الصبية
أقترب منهم
أستمع لحديثهم
كلٌ يمسك بيديه تلك اللعبة
ويتباهى أمام البقية
أبي من أحضرها ففرحت
فوجدت نفسي
أذهب لأمي وأطلب منها تلك اللعبة
أحضري لي مثلهم أمي
فتذهب لتشتري لي تلك اللعبة
من أين لا أدري حينها
كانت تعمل بخفية
لتلبي لي مطلبي
أمي إنها من ضحت لأجلي
تركت زهو النساء خلفي
تركت الحياة لرعايتي
تركت الملذات من الأطعمة
لكي تطعمني
وأنا وقتها
لا أرى هذا بياناً
جل همي أبي وأولئك الصبية
جل همي أن أرى أبي
أحدثه ويحدثني
مازلت صغيراً مازلت صغيراً
أين الاحتواء أين الرعاية
لم يبقى لي سوى أمي
ألبستني عباءتها وضمتني
مسحت رأسي طبطبت على ظهري
سهرت تلك الليالي لأجل هناء نومي
تداعت بالسهر والحمى لأجل صحتي
تهت في ذلك المدار الحزين
ولا أجد نفسي

بدأت السنين تركض ركض الأليم
بدأت بالنضوج ونضج معي الأنين
كانت أيامي مزهوة بالنجاح يتلوه النجاح
كنت أتقدم الصفوف بجرأة عالية
كنت أسابق الرياح
لا أدري كيف ؟
لكنها كانت عامرة بالتفوق والأفراح
لم تكن همي ولم تكن تعني لي شيئاً
كنت أسابق الزمن لعلي ألقاك أبي
كنت أعتلي القمم لعلي أراك أبي
كانت أمي ورائي تدفعني دفعاً
وتقول دائماً
أي بني تقدم وتقدم
تفنن وتعلم
أي بني لا تلتفت إلى الوراء
أذهب لعلك تلاقي أباك يوماً
وكلك نجاح
لا تلتمس الأوجاع ولا تيأس من كرم الله
أرتقي أي بني
ولكن
أهو اهتمامي
لا وألف لا
كنت لا أزال أرى أولئك الصبية
كنت لا أزال أعتلي قمة الأسى
لم أرى أبي
مازلت بلا حراك
بارقة الأمل أمامي لرؤيتك أبي
قد تأتيني يوما
لأقول : أنظر أبتاه
إنجازي ونجاحي
تمر السنين ومن نجاح إلى نجاح
ومن تفوق إلى تفوق
حتى نضج فكري نوعاً ما
تلبسني ذلك الرداء
رداء العزاء
لا فائدة ترجو لن أصل إليك أبي
سأذهب مع هؤلاء الصبية أبي
سأصحبهم لعل صحبتهم تؤنس روحي قليلاً
لعل ضحكهم يضحكني رويداً
كي أعيش بهناء ولو يوماً
صحبت أولئك الصبية
صحبتهم وتدنت نجاحاتي
تدنت مستويات تفوقي
صحبت أولئك فأصبحوا همي
أمي تحزن لذلك
وتقول : وكان النعي في ابني
أمي تعيش الحزن الأخر
وأنا أعيش في لهوي ولا أدري
كنت سأضيع
أولئك الصبية في داخل تفكيري
أبعدوا كل حزني وهمي
عن الإدراك سنيناً
نسيت أمي الحنونة
نسيت عزاءك أبي
أولئك الصبية اصطحبوني إلى ديار الهوى
أبعدوني عن طريقي السامي
كانت لحظة من سنين عمري
لا تنسى
أأقف عندها وأهلك
أأعلق نفسي في مدارها
أأستمر هكذا وأضيع في مدار حزني
لبقية عمري
استمعوا إلي يا رعاة
استمعوا إلي يا من كفل تربيتي
هذا ليس أمري ولا طريقي
هذا ليس همي ولا علاجي
إنه الهروب من ذاكرتي
إنه بلوغٌ لذلك المدى الحزين
لم أطيق الاحتمال
فآثرت النسيان والهلاك
على أن أبقى في أحضان ذكرى
فأبي لا يغيب عن الأنظار
لا يغيب عن رأسي
أيها الرعاة هوناً
فأنا لست سيء الطباع
أيها الرعاة أنا أداري نفسي
بلثمتي أداري نفسي لكي لا تعرفوني
فهذا الاختيار فهل هو المعقول أم ماذا ؟
أيها الرعاة خذوا بيدي
أيها الرعاة لا تخذلوني فأخذل
أيها الرعاة لا تديروا الأوجه عني
أدخلوا أعماقي وأعلموا ماذا حل بذاتي
أعمروا فؤادي بعطفكم الذي مل مني
أيها الرعاة أنا هنا فلاحظوا وجودي


تلذذ الزمن في تعذيبي
وتنكل
بدأت طريقاً للضياع
في غياهب مداري الأول
أطلت التفكير
أطلت التأمل
أيعقل ما أنا فيه
هل أنا على صواب
وذلك السؤال الذي ألجمني بشدة
وماذا إذا كنت يتيماً ؟
أنت لست وحيداً
أشباهٌ لك في أقاصي الدنيا
أيتام
لكنهم ذو أمجاد
لم يقبعوا وراء الجدران
فكانوا بلا انهزام
بلا انعدام وجدان
كانوا ذو إقدام
ذو كتمان
لتلك الأحزان
-
في تلك اللحظات راودني شعور غريب
مساسٌ من قوة مجهولة
بدأت تتسرب إلى عروقي
وتجري مجرى الدماء
وصلت إلى القلب
تضخ فيه ضخاً
مع ذلك النفض له
فنبض نبضاً شديداً
بدأت رغبتي في التنحي
عن تلك الأحزان والأقدار
لأصنع ما أوكلني الله إليه
لأصنع قدري بذلك الاختيار
تحت مشيئة القدير المتعال
فكرت وفكرت
في خيط أمل
أبدأ بإمساكه
لأخيط حلتي الجديدة
بالزهو مجيدة
وبحمد الإله ذليلة
تأملت وفكرت
وتعلوني تلك الدهشة
وشهقت تلك الشهقة
يا إلهي
أماه و أماه
تلك السيدة الحزينة
تلك المرأة العظيمة
ما هذا الذي أنا فيه
وما لذي أعمرته تلك السنين
بذلك الجفاء
لأمي المسكينة
طأطأت الرأس حزيناً
أليماً
أمي ورائي تلك السنين
أمي كانت ماثلة أمامي
جهدت الجهد الجهيد
في إقامة صلب ذاتي
كانت ورائي كانت بقائي
لله ما أقسى تفكيري
ذهبت إليها سريعاً
قبلت يداها
بل أرجلها
وبدأت بالبكاء
أماه أعذريني
سامحي جهلي ونقصان عقلي
أماه
أنتِ الشهد المصفى
و
العسل المحلى
أماه
سيدتي وتاج تيجاني
العبقُ الريحانِ
خاتونْ في مملكةِ عُثمانِ
أماه
لهيب ألمي
يحرقني
أماه
طوال تلك السنين
لم أركِ سوى الآن
عذراً أماه
عذراً أماه
-
أي بني
وفلذة كبدي
ومهجة فؤادي
قف هيا
وكف عن ذلك البكاء
أي بني
تعال إلي
وكن معي كما كنتُ معك
-
في هذه اللحظة
وفي تلك الساعة
لم أعد أشعر باليتم ولا الوحدانية
في هذه الأثناء
أتتني مرحلة دوران
كأن العالم من أمامي يتبخر
ويسودُ ظلامٌ
ما هذا ؟
أصبحت في بؤرة لا حياة فيها
أتاني ذلك التخدير
فإغماءٌ إثرها


؛؛؛؛؛؛؛

يتبع ...
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]












توقيع : علي مجدوع آل علي

المدونة الرسمية
http://www.alimjdoo3.com/
علي مجدوع آل علي

عرض البوم صور علي مجدوع آل علي   رد مع اقتباس