عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-17, 05:52 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج7

إنها سمر شقيقتك الوحيدة هي فتاة ناضجة متفهمه رغم هذا في قلبها طفلةٌ تعشق اللهو والضحك دخلت ممازحة ضاحكة على أن بكائي ألجم فمها
اقتربت تربت على كتفي متسائلة بحنان ... هل من خطبٍ ألم بي ...؟
تبادر إلى ذهني شكٌ أن في جعبتها حديثٌ ما عن شقيقها الغائب لست أدري لماذا انتظرت منها خبرا عن عودته للمنزل وبمجرد الشك بأمرٍ كهذا بدأ قلبي يعترض وبشدة فقد انتفض في صدري نابضاً بسرعة قاتله
لكنها لم تتحدث عنه أبداً,كانت تمازحني وتحثني على الخروج من سجني إلى العالم الفسيح من حولي وقد كررت طمأنتي بأن زوجي لن يعترض طريقي إذا غادرت هذا السجن فهو يعلم أن هذا ليس زواجاً إنما حكماً جائراً على قلبي بالإعدام.
رفضت الخروج فألحت علي بهذا الأمر وأخبرتني أنها لن تتركني للوحدة تقتل كل جميلٍ في حياتي.
غادرت لأسخر من عبارتها الأخيرة بيني وبين نفسي ( وهل كانت الحياة جميلة قبل هذا لتغدوا كذلك بعد أن...
عذرا حبيبي فقد تقتلني الغصة.
ضغط صدره بيده لعل قلبه يهدأ: ياااااه ما أقساه من إحساس يذيب كل ما تبقى فينا من قدرةٍ على الصبر ـ كم صعبٌ على العاشق أن يجد معشوقه قريباً حد الاكتواء بعيدا حد التجمد...
وأي جمالٍ يبقى في أيامنا حين نحرم من نحب رغم مثوله أمام أعيننا طيلة الوقت.
هذا إحساسٌ يدركه جيداً فقد اكتوى فيه بما فيه الكفاية.

أخيراً قررت أن أواجه نفسي
منذ شهرٍ بأكمله أول مرة أقف أمام المرآة تساءلت : لماذا اضطهد نفسي إلى هذا الحد ...؟
ألا يكفي ما شربت من مر العذاب حتى أسجن جسدي في هذا المكان الضيق على سعته؟
أطرقت مفكرة: وهل لي طاقةٌ على لقائك ... انتفضت بشدة ,هل غاب عني يوما أني لزمت حجرتي خشيت لقائك ؟
دخلت حجرتي سمر التي اعتدت وجودها فوجدتني أقف أمام المرآة متأهبة للخروج فتشبثت بي لأفعل وقفت بباب الحجرة كصنمٍ نحت هناك بلا حراك فقد كنتَ أول شخصٍ أراه خارج بابها,عدت أدراجي والغصة تكاد تقتلني تنهدت وكأني أفك قيد حروفي لأحدث سمر عن إحساسٍ أخاف من تكراره.
جثت على ركبتيها جانبي حيث انهرت باكية : أتعلمين يا سمر لازلت أذكر خطواتي الأولى بينكم,لازلت أذكر حمم البركان في صدري والتي أطلقتها في وجوهكم بلا مبالاة ولا اهتمام
ربتت على كتفي: حدثيني عن حبيبك ...أي الرجال هو ؟
صعقت جف الدمع في عيني ماذا أخبرها عنك وكيف أسرد لها بعض تفاصيلك وأنت من أنت بالنسبة لها ...لو تحدثت عنك ستتعرف إليك في نبرة صوتي ورجفة قلبي واشتياق روحي.
هززت رأسي بالرفض وتابعت حديثي :في ذلك اليوم قتلني إحساسي بالمضي إلى رجل وقلبي عالقا بيمين آخر ...إحساس آخر أخافه حد البقاء سجينة لسنين طويلة دون الاحتكاك بكم ـ حدقت بي بحيرة ـ إنه إحساس ملكةٍ أطيح بعرشها وتخلا عنها رعيتها لينقلب بها الحال من ملكة لمجرد سبيه ـ شهقت وأغلقت فمها بيديها وفي عينيها نظرة استنكار ـ
تابعت حديثي متجاهلة لرد فعلها: صدقيني ليس سهلا أن تنتزعك قسوة الدنيا من أحضان عائلتك لتلقي بك بين أناسٍ لم تعرفيهم من قبل ,الوحدة والغربة كفيلتان بجلدك حتى الموت ... ليس هذا فقط فأنا وكما تعلمين ابنة بلدة بسيطة لم أعاني الفقر والحاجة لكني أيضا لست ابنة الترف والبذخ.
انتقلت من ذاك المكان البسيط إلى قصرٍ أظنه مع حديقته يحتل مساحة بحجم بلدتي البغيضة على حبي لها,هذا الانتقال من مستوى معيشي لآخر من بيئة لأخرى تختلف كليا أمرا ليس بالسهل .
لست أدري لماذا بكيت بمرارة تتصدع لها القلوب ربما أردت بذلك الهرب من سمر وإلحاحها علي بالخروج من عالمي التعيس.
لقد أخذتني من يدي إلى جهازٍ رياضي مركون في أحد زوايا الحجرة شرحت لي كيف أستخدمه وأرغمتني على البدء
لم أكن متحمسة في البداية ولكني انسجمت مع الجهاز حتى أنني لم ألحظها حين غادرت إلى حياتها من جديد.
لقد هرولت لساعاتٍ طويلة هرولت حتى خارت قواي فهذه المرة الأولى منذ وصولي إلى هنا أبذل جهداً ولو كان يسير فقد قضيت وقتي على فراشي لم أغادره إلا للوقوف أمام الباب الزجاجي المطل على حديقة القصر في الحقيقة كثيراً ما وقفت أمام ذاك الباب ولم أفكر يوما باجتيازه إلى الشرفة الصغيرة .
وأتنفس بعمق متسائلة : هل أخشى لقائك إلى هذا الحد ...؟ربما فأنا وبالرغم من عشقي لك لا أعلم أي شيءٍ عنك ...كثيراً ما تعود أدراجها لذاكرتي لحظات لقائنا الأول فأعلم يقيناً أنك رجلٌ غيور لا يرضى لأي فتاةٍ مهانة لا يقبلها لشقيقته الوحيدة.
هذا اليوم وبعد الجهد الذي بذلته دخلت الحمام علي أجد فيه راحة لنفسي كجسدي تمنيت لو يغسل الماء عقلي وقلبي كجسدي فأتحرر منك ولكن هذه الأمنية لم أصدق بها فأنا كقلبي متمسكةٌ بك وأتمناك كل يومٍ أكثر وأرغب بسكناك في نفسي بل حتى أنني في ظل وجودك نسيت أبي.
انتفضت بشدة أبي كيف نسيته أليس هو أملي الوحيد بمغادرة هذا القصر إلى الحرية من جديد...؟ جلست في سريري ضممت ركبتاي إلى صدري ودفنت فيهما وجهي أبكي مصير أبي الذي لم يحسم بعد.
سأل نفسه: هل هي حقاً تخشى لقائي حد التزامها حجرتها كل ما مضى من وقت ...؟هز رأسه مستنكراً هي لا تخشى لقائي إنما ترفض أن تخون زوجها الذي لم تعرفه ولو بمجرد نبض قلب عاشق.

كيف لي بسؤالك ...؟
مضت تلك الليلة ثقيلة حد الإعياء ...حتى الفجر مضى ببطءٍ قاتل وأنا أنتظر

\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس