/
\
وفي الصبـآح إلتقيت بالـشــآعـــر وهو يتبادل التعليقــــآت على أحدآث الأمسية
مع مجموعة من الطلبة والطـآلبـــآت .. ألقيت عليهم التحية وردوا علي بمثلهـــآ
وما أن سألت أحمد كيف حالك ؟
إلآ و أجـــآبني بخير الحمدلله ..كيف حالك أنتي وكيف رغد .؟
أضطربت من سماع أسمهـــآ ولكن أجبته بهدوء بـــ الحمدلله
قضينـآ يومنـآ الدرآسي وفي نهاية اليوم سمعت أحمد يناديني من بعيد
وما أن أقبلت إليه إلآ ويسألني ..- كيف حال رغد .؟
- سألتني عنها بالصباح وأجبتك أنها بخير
- عفوا نسيت ذلك .. إنهـآ إنسانة ظريفة و طيبة
- وما آدراك عنهــآ وكيف حكمت عليهـآ بأنها ظريفة و طيبة .؟!!
- أولا ً لأنهـآ صديقتك ياصديقتي .. وثانيا ً تحدثت معهـــآ بالهاتف ليلة البارح و وجدتها إنسانه جدا ً مرحة و راقية
- ومادمت متحدث معها لما تسألني عن أحولها !!.. فأنت أخر من تحدث معها بيومها .. ومن المفترض أنـآ أسألك عن أحولها
- لا فأنا لم أتحدث معها إلا دقائق معدودة فقط كنت أشكرها على حضورها
- حسنا ً استاذنك بالإنصراف احمد وآراك بخير
- إلى اللقــآء يآسلمى
مضيت بدربي والغيرة تنهش قلبي رغم أن مآ أشعر به ليس عالي الوضوح وبه شيئا ً من الشك ..
ولكن الكثير من التساؤلات تتدجرح بقارعة أفكــآري و مالذي دآر بينهم من حديث بالهاتف
ولكن مـآ زلت
أقنع نفسي بأنهـــآ مجرد علآقـة سطحية أو صدآقـة لآ وجود للحب فيهـــآ
ولكن .. من السهل أن الصدآقـة تتحول إلى حب رغم أن الحب لآيترآجع ليصبح صدآقــة
/
\
مضت الأيــآم والأسايبع مسرعــة ..
والشاعر لآيزآل في المسابقة الشعرية يحتل أعلى نسب التصويت ..
ومستمرا ً بالمنافسـة مع الشعراء ..
وأنــآ ورغد نتنافس بإرســآل أكبر عدد ممكن من رسائل التصويت لـ أحمد
ورغم فرحتي الكبيرة له ورغم رغبتي البالغــة بفوزه إلآ أنني تمنيت لو أن رغد تتوقف عن التصويت
وتبتعد عن كل شيء يمتد بصلة إليه ولكن لآ جدوى .. فـ رغد أصبحت حريصة على فوز أحمد
وأصبحت تنافسني بحرصهــآ عليــــه .. وحرصهــآ عليه لم يكن بدآفع صدآقــة خالية من مشاعر الغرآم والهيام
فهي معجبـة به وإعجــآبهــــآ به تحول إلى إهتمــآم وهذا الأهتمــآم لم يكن إلا بدآفع رغبة وهدف تتمنى الوصول إليه
فهي أخبرته باللقاء الأول بإعجـــابهـــآ الشديد .. و أصبحت رغد كثيرة الكلام عن أحمد ودائما تخبرني
بإتصالآتهم ومكالماتهم التي تمتد لساعات طويلة وكنت ألمح بعيونها ونبرة صوتها وكأن شيئا ً من الحب أقتحم قلبها لـهذا الشاعر
فـ إبتسامتهآ العريضة التي تشق فمهــآ إثنـآء حديثهآ عنه وبريق عينهــآ وكثرة حديثها عنه وأشيآء كثيرة تخبرني أن الأمر بينهم غرآميا ً
وأنــآ أحترق و أتمزق من الألم ومآ مآزلت صامدة أمـآم هذا البركـآن العاتي من الغيرة التي تحرق قلبي وتحطم مشاعري
ولـكن فقدت صوآبي وصبري وهدوئي عندمـآ قمت بزيارتهــــآ ..
فاستقبلتني وأدخلتني بغرفة نوومهــآ وجلست على كرسي المكتب المكتظ بالكتب والأورآق و الأقلآم وجهاز الحاسوب
جلست معي وقت بسيط ثم ذهبت إلى المطبخ تحضر الشاي ففتحت جهازهـآ الحـآسوب وبدأت أتصفح في بعض الموآقع ولآ أعرف كيف
دخلت على سجل المحادثات المحفوظة بالجهاز .. فوجدت محادثات كثيرة وطويلة جدا ً بين رغد وأحمد
كانت محادثاتهم طويلة جدا ً ولايسعني الوقت للإطلاع عليهـــآ كاملة
فاطلعت عليهــآ بشكل سريع .. آآآآآه ليتني لم أطلع على شيء لقد أصبح شكي يقينا آرآه بعيوني
وجدت الحب المتبادل بينهآ وبينه .. وجدت الهيـآم والولع ... و فتيل الحب قد أشتعل بالقلوب
وكل الشوق والعشق والإندفاع بكلماتهم ..التي أصابتني بالرعشــة والبكـآء اللاإرآدي
تساقطت دموعي على جهازهــآ وفقدت السيطرة على أنفاسي و إحساسي و دموعي
دخلت رغد وتفاجأت بحالتي وواندهشت ...
- مابك ياسلمـى ..؟ لعل الأمر خيرا ..مالذي أصابك ؟
- إزداد تدفق دمعي ولا أستطيع الرد عليهـآ أو بالأحرى لا أدري بمآذا أرد عليهـآ
- سلمى أرجوك .. اصابني الفزع والخوف هل جرى لـ أهلك مكروها ً ؟؟
- أهز رأسي بالنفي ..
- إذا مالذي يبكيك ؟ أجيبي
- رفعت رأسي ونظرت لهــآ .. والدموع تملأ عيوني
- مابك ياسلمى ..كنتي بخير مالذي أصابك ؟
- لمـآذا أخترتي أحمد يارغد ؟.. لمـآذا تأخذين مني الإنســآن الذي أحببته وسكن قلبي ؟
- ماذا تقولين أنتي .؟
- قوولي وآضحا يارغد .. لايحتاج لتوضيح .. أنـآ أحب أحمد فلمـآذا تأخذنيه مني .؟
- منذ متى وأنتي تحبين أحمد ؟
- من بداية دراستنا أي من ثلاث سنوآت تقريبا
- وهل أنــآ أعلم بحبك له و أخذته منك رغم علمي بذلك ؟
- لآ ..
- وهل أحمد يبادلك نفس المشاعر ؟
- ما استطعت الرد على سؤالهـآ
- تصرخ وترفع صوتهــــآ بإنفعال شديد وهي تقول .. أجيبي على سؤالي هل هو يبادلك الحب
- رفعت رأسي للسقف وأجبتهـآ بألم .. لآ أعلم.. فأنــآ أخفيت عنه مشاعري وهو لم يظهر لي أي مشاعر غرآميـة
- إذا ً أين الخطأ الذي إقترفته بحقك ياسلمى؟ .. لاتلوميني على فعل شيء أنـآ لم أعرف عنه شيء بحياتك
كما أنني متأكدة بأن حبك لـ أحمد ماهو إلآ وهم .. فالحب الحقيقي يجبر صاحبه على الجنون والبوح
فلآ أحد يستطيع كبح مشاعر الحب وإخفاءه تحت مشاعر بـآردة .. بمعنى لو كنت تحبين أحمد لأظهرتي له ذلك .. فمن يستطيع أن يحتمـل نـآر الحب ؟
مسحت دموعي واستأذنتهـآ بالإنصرآف .. فأجآبتني على غير العــآدة بـ أهلا سهلا ً
فـ رغد كانت عندما أستأذنهــا بالإنصرآف تلح علي بالبقــآء .. لكن شيئا ً بالقلب تغير
ولم يهمني ذلك بقدر ما أهمني الشعور أو الحدث الذي هز كياني
كنت على إتفاق مع رغد أن سائقهم هو الذي سيوصلني للبيت
لكن انقضت الإتفاق و جعلتني أخرج من بيتها و أمشي سيرا ً على الأقدام لـ أعود لبيتي ..
كـــانت الساعة في ذآك الوقت السابعه مساءا ً .. والطقس بــآردا ً وهادئا ً للغاية
والبدر يسطع في كبد السمـآء .. والشوآرع جدا ً هادئة ..
كآنت الكلمآت التي قرأتهـآ بمالحادثات تترآقص أمـآم عيوني ..
ومشآعر الحب التي بينهم تأبي أن تفارق خيالي ..
كنت أسير بالشوآرع كمجنونة لاعقل يحميهـآ من السقوط أو الضيآع
وكفقيرة أرجفهـآ البرد والخوف وتتمنى أن تلوذ بمكان الدفء والآمــآن
أسير وأنـــآ أتـمــتــم بــ ياالله ياالله ..
آآآه مآ أقسى الحب على قلب المرأة .. ومآ أقسى قلب الشاعر
القلب الذي كنت أظن أنه أرهف قلوب البشريــة .. فهم حقا ً يقولون مالايفعلون ..
يصف قلبه بأنه عالي الحس مرهفا .. والحقيقة أنه خالي الحس قاسيا ً
الشاعر بدأ يشتهر و يتغير .. وألاحظ هذا التغير يوما ً بعد يوم
لا أعلم ماأسبآب هذا التغير هل بسبب الشهرة أوبسبب علاقته برغد أم هنآك شيء آخر يخفى بصيرتي ..
بدأت أفقد ذآك الإنســـآن الذي أدمنت تفاصيله
بدأت أفتقد إتصالآته ورسائلة وضحكاته وجلوسه معي ..
ترك فراغا كبيرا ً بقلبي و بحياتي لم يملأه شيء
قل سؤاله عني واهتمامه بأحوالي وصحتي .. حضوري والغياب لديه سيان
وإن أتصلت به لايجيب أو يجيب على عجل ويتعذر بإنشغاله .. وإن أرسلت له الرسالة لا يبادلني بردهـآ ..
حزنت كثيرا ًعلى وضعي مع صديقي وحبيبي الذي بدأ يضيع مني
من بعد ذآك الزمــآن الذي كنت فيه شيئا ً لايستطيع الإستغنــآء عنه
فـقمة الألم أن تفشل علآقــة أصــآبك إدمانهــــآ ..!
/
\