من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسْـ مَك فوق هامـات النجـوم منـارا |
كنا جبـالاً فـي الجبـال وربمـا سرنا على مـوج البحـار بحـارا |
بمعابـد الإفرنـج كـان أذانـنـا قبـلِ الكتائـب يفتـح الأمصـارا |
لم تنـس إفرقيـا ولا صحراؤهـا سجداتنـا والأرض تقـذف نـارا |
وكأنَّ ظِلّ السيـف ظِـل حديقـةٍ خضراء تنبـت حولنـا الأزهـارا |
من قام يهتف باسـم ذاتـك قبلنـا من كان يدعـو الواحـد القهـارا |
عبدوا تماثيـل الصخـور وقدَّسـوا من دونك الأحجـارَ والأشجـارا |
عبدوا الكواكب والنجـوم جهالـةً لم يبلغـوا مـن هديهـا أوطـارا |
هـل أعلـن التوحيـد داعٍ قبلنـا وهدى الشعوب إليـك والأنظـارا |
كنـا نقـدِّم للسيـوف صدورنـا لـم نخـش يومـاً غاشمـاً جبـارا |
لم نخـش طاغوتـاً يحاربنـا ولـو نصـب المنايـا حولنـا أســوارا |
ندعو جهاراً لا إله سـوى الـذي صنـع الوجـود وقـدَّرً الأقـدارا |
ورؤوسنـا يـا رب فـوق أكفنـا نرجـو ثوابـك مغنمـاً و جـوارا |
كنا نرى الأصنام من ذهـبٍ فنـه دمهـا ونهـدم فوقهـا الكفـارا |
لو كان غيـر المسلميـن لحازهـا كنـزاً وصـاغ الحِلـيَ والدِّينـارا |
*** |
كم زُلزل الصخرُ الأشمُّ فما وهـى مـن بأسنـا عـزمٌ ولا إيـمـان |
لـو أن آسـادَ العريـن تفزَّعـت لـم يلـق غيـر ثباتنـا المـيـدانُ |
وكأنَّ نيـران المدافـع فـي صـدو ر المؤمنيـن الــرُّح والريـحـانُ |
توحيدك الأعلـى جعلنـا نقشـهُ نـوراً تضـيء بصبحـهِ الأزمـانُ |
فغدت صدور المسلميـن مصاحفـاً في الكون مسطـوراً بهـا القـرآن |
*** |
أشواقنـا نحـو الحجـاز تطلعـت كحنيـن مغتـربٍ إلـى الأوطـانِ |
إن الطيور وإن قصصـت جناحهـا تسمـو بفطرتهـا إلـى الطيـران |
قيثارتـي مكتـوبـةٌ ونشيـدهـا قد ملَّ من صمتٍ ومـن كتمـان |
واللحن في الأوتار يرجـو عازفـاً ليبـوح مـن أسـراره بمـعـان |
والطور يرتقب التجلِّـي صارخـاً بهـوى المشـوق ولهفـة الحيـران |
ما بال أغصان الصنوبر قـد نـأت عنهـا قماريهـا بكـل مـكـان |
وتعرَّت الأشجار من حُلـلِ الربـى وطيورهـا فـرَّت إلـى الوديـان |
يـا رب إلا بلبـلاً لـم ينتـظـر وحي الربيـع ولا صبـا نيسـان |
ألحانـه بحـر جـرى متلاطـمـاً فكأنـه الحاكـي عـن الطوفـان |
يا ليت قومـي يسمعـون شكايـةً هي في ضميري صرخـة الوجـدان |
إن الجواهـر حيـرت مـرآة هـ ذا القلب فهو على شفـا البركـان |
أسمِعهُمـو يـا ربِّ مـا ألهمتنـي وأعـد إليهـم يقظـة الإيـمـان |
وأذقهـم الخمـر القديمـةَ إنـهـا عيـنُ اليقيـن وكوثـرُ الرضـوان |
أنا أعجمي الـدَّنِّ لكـن خمرتـي صُنع الحجـاز وكرمهـا الفينـان |
إن كان لي نغـمُ الهنـود ولحنهـم لكنَّ هذا الصـوت مـن عدنـانِ |
|