أهرب من رجع إلى وجع... ولا حيلة لي
دائماً ما تبتدئ الأمور معي من أحسن ما يكون... وفي لحظة ينقلب الأمر رأساً على عقب..
لا أنكر أن جزءاً من الخطأ بل معظمه يقع على عاتقي... لكنهم لا يزالون يجهلونني وهذا ما يفقدني
صوابي..
كلما عزمت على تسوية الأمور.. زدتها سوءاً.. يبدو أن السبب يكمن في تركيزي على ذات
الشيء بالشكل غير
المطلوب! لأني لا أدع الأمور تسير كما هي بل أريدها على أعلى مستوى من الدقة في كل شئ...
هذا هو السبب الوحيد الذي أمتلكه الآن..
قمة الألم ... أن تكون نقاط ضعفك معلومة لدى أحدهم.. ليستخدمها ضدك في الوقت الذي يعلم
هو أن كل ما بداخلك ينهااار.. ليلجم لسانك عن الحديث بينما يستمر هو في تحطيم قلبك...
وتكتفي أنت بالصمت واسترجاع تلك الكلمات حرف حرف في كل آن... حتى تفقد التركيز عن
كل شئ.. حتى الصلاة التي تلجأ منهم إليها.. فتضطر إلى الإختصار في الدعاء لأنك لا تعلم ما
تقول.. فالكلمات تنحت نفسها مراراً في قلبك و في ذاكرتك..
كلمات يرمون بها في لحظة ويذهبون... ولا يعلمون أنها تحوك في نفسي وتبعثرني أياماً...
ليتهم يزِنون ما يقولون... و يكفون عن تلك العشوائية التي يسيرون عليها دون حساب
لتصرفاتهم...
لا أنكر أني أخطأت أيضاً... وأن جزءاً كبيراً من العذاب تسببته لنفسي جرّاء ما قلت... لكنهم
ضربوا الوتر الحساس.. وأجبروني على الخطأ فلم يعد هناك مجالاً للصمت.. أو التروي...
شعرت بالغصة مرااات... وتحملت.. لكنني غُلبت و آثرت الصد قبل أن ننتهي لئلا تفضحني
دمعة تسقط أمامهم...
الآن أدركت أن وقع الكلام أشد من وقع السيوف على الرقاب أحياناً... فالجرح اليوم عميق...
و ما سمعت سيبقى في الذاكرة ما حييت على أغلب الظن...
فالكلام كان أقسى من تحملي.. وياليتني كنت أعلم مسبقاً بما سيحدث لألتزم الصمت وأهرب من
الحديث ..
اعذروا قلماً فاض دون شعور من صاحبه