عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-11, 05:01 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 توته  
اللقب:
تــغــريــــد
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية توته

بيانات العضو
التسجيل: 08-12-09
العضوية: 42
المواضيع: 61
المشاركات: 1744
المجموع: 1,805
بمعدل : 0.34 يوميا
آخر زيارة : 23-09-12
الجنس :  أنثى
الدولة : محلقة ... مهاجرة
نقاط التقييم: 1694
قوة التقييم: توته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant futureتوته has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 25
وحصلتُ على 31 إعجاب في 24 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
توته غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي ::عمي هــــــــــــــارون ::

نعم عمي ..!!


أكن له منٌ الاحترام والتقدير بصورة استثنائية تختلف عن بقية قومه الذين كثيرا ما نشمئز منٌ تصرفاتهم من أبناء جلدته ليأتي هو فيغير صورة موشومة في عقولنا
بل هي سمة الأغلبية عندنا وخاصة الشعب الخليجي ??
ضحكت كثير لما سمعته يقول لأحد ??مُـنٌ كان يوما طفلا حمله بين يديه والآن تجاوز المرحلة المتوسطة ؛؛



يا ولد قول : أمي هارون
أصبح جزأ مهما مكمل للعائلة التي جميعها عند اجتماعنا نتساءل عنه وأخباره وخاصة مـِـنٌ هم معه ودوما لا يتخلف عن خدمتهم ويتفانى بذلك حد اللا حرج رقم هاتفه بجوال الجميع صبية وصبايا نساء ورجال وبعلم الجميع أيضا .قلب نقي وبقدر النقاء غيور على مُـِنٌ يراهم أهله رأني مرة أحمل أكياس منٌ المشتريات بعد خروجي من المعرض المتواضع والمتنفس لنا في قريتي الوديعة فاقترب وما رفع حتى عيناه حتى أسمع صوتا يقول :جيب جيب أنا ودي بيت



فابتسمت فرحة للأريحية التي يشعرنا بها هذا الرجل لا أذكر بالتحديد الفترة التي قدم بها ألينا ليكون بيننا لكنه كغيره لا يختلف يقوم بما يناط عليه من أعباء أكاد أجزم أنها أكثرها وأرهقها ما أعرفه أنه قدم في حياة جدي رحمه الْلـه قبل أن يفقد شيخي قدرته على الحركة والوعي الذي أفقدته الذاكرة لجلطة ألمت به باستثناء هارون ما استطاع الفقد النيل منه بل حاضرا في فكر ولسان جدي الذي يناديه بصوته العالي وكأنه بأقصى الشرق وهو فقط أقصى السرير الأبيض الذي ما مل جدي كهارون .. لازمه حتى الرمق الأخير وعمي الغالي وبقية أعمامي والذين تنافسوا ليكون جدي يرحمه الله في بيت كل واحد منهم لرد لقليل من الفضل لأبيّ ما كنا نتخيل يوما أن يكسر فقد تربينا على ذلك الجبلة الزكي بكل طيبة ,ولكنه الوهن الذي أنهكه , وهارون لم يعزف أبدا القرب من ذاك الشيخ الذي كانت توقظه صرخته على قدم وساق منٌ أعمق خلده وهو يرتب بقية هندامه محاول
بعبارة ؛ تيب تيب
أبويا أن تستكين الثائرة العفوية بجدي ليلحق به في تلك المزرعة التي ارتضت الموت بعد موت عشيقها حتى أصبحت أديرة لتلك النخيل التي ما فتأت تهديه كلما احتضنها بروحه الأبيه


التي أضربت عن السقاء لتجعل الخواء لها رداء مقفهر صفراء يبتئس إشفاقا من قبْل يوما أكفها النظرة الخضراء ويا كم تمرغت في ظلها لكن حلت سنوات العجاف ليزهق آخر رمق فيها قبل أعوام .. وحاقت على كل من سولت له نفسه أن يحاول أن ينهض بها
ولن يبعث الأرض بعد موتها إلا من أنشئها أول مرة فرحم الله الأرض وصاحبها ..
كل تلك الأحوال مرت كأجرام سماوية تهاوت على فلك ذكريات هارون أقصد عمي هارون كلاهما كانا مـنٌ أمر الأحداث ..
لفظ جدي أنفاسه الأخيرة في المشفى ليبكي بحرقة كحرقة أبناءه لا أنسى أجمل وأغرب لفته في حياتي لما رأيت وجه جدي يحتضنها يدي هارون وهو يطعمه بيديه ويمسح ما وقع من فضلات بيديه شعرت بانقباض في لم أعلم ماهيته أهو حزن عليه أو غيضا أن ليس سواه عند جدي أو حزنا لتلك الشفقة الحانية التي ما وددت واعترف أن يتصدق بها عليه لكن سبحان من جعلهم من بعد قوة يضعفون !!
فأقبلت بلا حرج من عمي هارون لأسمع صوت الغالي عمي أبو عبدالله. ليهمس( وش عندك هنا ) فبعدت بعد اطمأننت بوجود هذا الإنسان الذي ما كان يود أن تنتهي الحياة بجدي إلا أن يكون هو من يفوز بها ليكون آخر من يتنفس أنفاس جدي وأن يكون آخر من يغمض عيناه. وحقق الله ما ابتغى رحل جدي ورحلت معه لجج أيام كانت لها شأن عظيم في حياتي عليها بنيت رواسخ ظلت ملبدة بي لوقت ليس ببعيد ومازال أثرها باق وأظن حتى ألاقي جدي والتي أسأل الله أن يجمعني به في جنة عرضها السموات والأرض !!
في تلك الأثناء شعر هارون أن الدنيا في حياته أصبح الفراغ يملاها و الحياة التي اعتادها تبدلت وكأنه بلا هوية ليظل في حيرة من أمره ليقول بخلده ومن سيكفلني بعد عم ،،،،،،
ومن أرحم قلبا وأرأف حالا سوى من كان الأكبر بأبنائه والأسبق باللحاق بوالده عمي رحمه الله لن أكثر الحديث في مضماره لأني أعلم أني أخذت بكم في تفاصيلي والتي ستحتفظ قطرات أن شاء الله بها بعد مماتي فربما تجد من يبحث عنها يوما !!
فقط لتعلموا أنا أكتبهم من حيث لا يدركون ولم أخبرهم ربما لأني ما تعودت على قدرة المواجهة لنخبر كل فرد فيهم. عن مكانته وعن قدره وعن مواقفه ولست وحدي أعلم أن هناك من يكتب لكن نوثر الصمت إلا على صدر الورق والمنتديات !!




كفل عمي هارون وأصبحت حياته أقل مشقة من ذي قبل مرتبة بعض الشيء أو رتيبة كما أشعر. صوته ووجه على الرغم من أنه واكب أجيال منا وتبدلت الأحوال إلا أنني لا أعرفها جيدا لسبب فقد عند البعض الحياء الذي يجعله يمر أو يسلم دون أن يرفع رأسه أو يسمح خلسة لنظرة
هو هو هارون الذي ما كنا نجهل قدره عندنا ولكن نشعر بها حقا كل بعد خمس سنوات حين يتذكر أبناءه وزوجته بل وأطن أحفاد فتناديه الأشواق لكن أتعلمون ما العجب!!



أصبحنا أقرب له من أهله لأنه لا يزيد عن ست أشهر فقط حتى يعود لنا. أكثرمن 15سنة وهارون يعيش في الغرفة المجاورة في تلك المزرعة أو أقصد أطلالها ليقوم بشؤون العائلة التي سرقت الكثير والكثير من حياته هي ملجأه منذ أن قدم وحتى عودته لنا قبل أشهر- رعي الأغنام- أو ثلة متبقية منها والتي مازال يرعها كأنه يقري فلذة أكباده ،،

حفظ الله العم هارون وأطال بعمره ،
لا أعلم لما تذكرت ذاك العامل الذي التقى به حسين وأخبرنا عن حياته وها أنا أخبركم عن أحدهم وكلاهما لم يعلما أن لهما أثرا بليغ . لكن هارون بالنسبة لنا لا مثيل قلبا رقيقا وسجية نقية وعزة نفس مفرطة ..

و
شكرا لحضوركم المتمكن بمجلس ذكرياتي
لا حرمني الله سعة قلوبكم التي لا أمل أن أطرقها



 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : ::عمي هــــــــــــــارون ::     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : توته














توقيع : توته

(( لَا تَـــدْرِي لَـــعَــــلَّ اللَّهَ يُـــحــــْدِثُ بَــــعْــــدَ ذَلِـــكَ أَمْــــــــــرًا ))
::


::

عرض البوم صور توته   رد مع اقتباس