الفصل الثاني
في صبيحة يوم مشرف جميل الشمس تمد خيوطها الدافئة وحبات المطر تتساقط
الهواء عليل في سفح ذلك الجبل الذي تحوطه الأشجار المثمرة بأنواع الفواكه وأنواع الزهور
وتلك الجداول المنسابات في جنبات الطريق
يقرر أحمد الرحيل للدارسة في الخارج ومع مجموعة من أصحابه
ويحين موعد الفراق وتختلط المشاعر وتتأرجح الدموع وتتساقط من وجنات أمه الحنون
ويكتم الوالد حسن عبرته ويحاول أن لا يظهر التأثر أما أحمد
لكنها تفضحه الدموع
يضم ابنه لصدره ويهمس في أذنيه
حبيبي استودعك الله
استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك
حبيبي أحفظ الله يحفظك
حبيبي وفلذة كبدي
لاتنسى نصائحي
لاتنسى مراقبة الله
حبيبي كم يعز علي فراقك
فراكموا قد خلد السهد والحمى ^^^ فيا عين ما أبكى ويا قلب ما أدمى
وتحين ساعة الصفر
وترتفع الأصوات بالبكاء
ما أصعب الفراق
يطبع أحمد قبلاته على رأس أمه ويحتظنها وتحتضنه لصدرها
وكلما حاول يبعدها عن صدره ترتمي بحضنه وتضمه
في دقائق يجمع أحمد حقيبته
ويخرج من باب بيته وكانه أول مرة يرى أهله وأخوانه
كأنه أول مرة يرى أمه وابيه
يخرج من قريته لأول مرة
فينظر اليها وهي تختفي شيئا فشيئا
وتغيب عن الأنظار
وينتظر أحمد وصول السقينةالمتجه الى تلك الدولة الأوربية
في ساعة الانتظار
يخرج أحمد مصحفه من جيبة
ويرد آيات من كتاب الله
ويشغل نفسه بالمفيد
وهكذا هم أهل الصلاح لاتضيع ساعتهم هدرا
يستغلونها في دوام ذكر الله وطاعته
نترك أحمد ليرتل آيات من كتاب الله
ونسدل الستار
لنعود فنكمل بقية القصة في الفصل الثالث[/color][/size]