رد تولستوي على رسالة الشيخ محمد عبده
صديقي العزيز:
" تلقيت خطابكم الكريم , وهاأنذا أسارع في الرد عليه مؤكداً امتناني الكبير من هذا الخطاب الذي أتاح لي الاتصال برجل مستنير بالرغم اختلاف عقيدته عن العقيدة التي نشئت عليها وتربيت , ولكن من الديانة نفسها , حيث أن العقائد تختلف وتكثر , ولكن ليس هناك سوى دين واحد هو دين الحق , آمل لا أكون قد أخطأت إذا افترضت من واقع خطابك أن الدين الذي أؤمن به هو دينك , الذي يرتكز على الاعتراف بالله وشريعته في حب الغير , وأن نتمنى للغير ما نتمناه لأنفسنا .
وأعتقد أن جميع المبادئ الدينية تندرج من هذا المبدأ, كاليهودية , والبرهيمية , والبوذية والمسيحيين والمحمديين
وأعتقد أنه كلما ازدادت العقائد في الأديان وامتلأت بالمعجزات , ساعدت على تفرقة البشر , وخلقت العداوات .
وعلى العكس كلما كانت الأديان بسيطة , اقتربت من هدفها المثالي وهو وحدة الناس جميعاً , وهذا ما جعلني أقدر
خطابك وأود استمرار اتصالي بك .
ما رأيك في عقيدة الباب ومذهب بهاء الله وأنصاره ...؟؟؟
وتقبل مني يا عزيزي المفتي محمد عبده كل التقدير والاحترام "
( ليون تولستوي 12 مايو 1904م ) .