[توته]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:deeppink;borderpx double teal;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

ككل مرة تتهاوى الحروف أمام خضم مشاعر تعتريني , وروح زكية تكسوني , لكني لأني وعدت بالعودة وأن كنت اعلم أن الأمر لا يأبه له الكثير وان كان عندي عظيم , بل بصمة مشومة في عيناني سأحكيها يوما لمن !!
في تلك اللحظة وعلى تلك الوقفة المتزنة ونحن نرتقب تتسابق الشهقات والزفرات كيف أنت !!
كان أصعب المواقف وأزكاها .. وطاحت الدمعة !!!!
((يجعل عيني ما تبكيه , يا جعل روحي بعد الله ورسوله تفديه .. ))
لم ألحظ إلا نفس اليد التي أقبلها تمسك بطرف عمامته ليخبئ عنا ما لا يود أن نراه ..
بكى أبي .. بكى قلبي قبله .. لم اعتد أراه يبكي نسيت أنه إنسان يحمل خلف ذاك القلب الأبيض رقة يلاطفني بها وأخوتي ولكن بتجلد والآن ما استطاع .. بكى أبي ونحن نظر .. والغريب العيون أدمعت وأنا ابتسم .. كانوا ينتظرون الفلم الدرامي للتوت , والتي تفضحها انتكاسة رأس واهتزاز للكواهل ليقولوا (هه جاتك أم دميعة ..) رغم أنهم لم يروا دمعي إلا بعد أن تبلل خدي أو في مواقف فجع لا أتمالك نفسي فيها وطبعا كالعادة الأسباب مجهولة ... بيني وربي .. ليس كل الأمور قادر الإنسان على البوح بها , لانها أحيانا تكون ضرب من الجنون !! خاصة أن كانت لديك القناعة أنه لا نفع ولا فائدة وقناعة أنها ستتبلور عليها أمور أنت بغنى عنها ّّ
ولاحظوا أنني حتى بالكتابة هنا أهرب لاني أكتب ودموعي مدرارة كلما تجددت تلك اللوحة الأسرية التي أود أن أبروزها واحتفظ بها لأني أعلم أنها أرثي سأحتفظ به في رصيد ذكرياتي الزاهية النقية ..
العجيب أن الموقف على الرغم من أنه يجبر على البكاء لكن أنا انتابتني قشعريرة تراجفت لها حتى أخمص قدماي ..
وما عرفت وددت في تلك اللحظة أني قادرة على كسر الحرج وارتمي بحضنه.. من شدة الحياء لا أستطيع أن احضن والدي ولم أفعلها إلا كم مرة فقط وما تعودت ربما يكون هذا ما يسمى تصحر العواطف , حتى عمي الذي عودنا على هذا السلام أحاول لكن على مضض , طبعا عكس والدتي .. ولا يمكن أن أظلم والدي لأني في الصغر كنت اللزقة إلى الصف الثالث الابتدائي ..!
لم أعرف كيف أجعل تلك الرجفة تستكن حتى هرولت ليداه التي ما خابت ولن تخيب بإذن الله في تربية ابنه ستعاهده أمام الله أن لن تهوي إلى خشائش النفس حتى يقبض الله الروح .. ويا جعل روحي قبل روحه ..
::
::

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]