مشرفتنا مريم
وهكذا ترحل الاعوام من حياة الانسان ,ترحل الاعوام كسابقتها رحلة حتمية ,ووداع متكرر,وافول لا ينتظر معه عودة,
ولاينفع فيه استجداء,ترحل الاعوام وبين دفتيها كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة.كتاب يحمل في طياته نظرة خائنة,
ويد ظالمة,وقدم مسرفة,كتاب يرصد ليالي الخلوات فيحفظ الدقائق قبل العظام من الامور.
أيـــــــها الاحبــــــــــــــة:
فكروا في دنياكم وساعة زوالها,واستعدوا للاخرة واهوالها وكل شهر يستقبله الانسان يدنيه من اجله ويقربه من اخرته,
وخيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء اجله.وهاهو ربكم يصور لكم ان الحياة كلها مجرد متاع ومتاع غرور,
قال تعالى:{وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور} ..
ويذكر بيوم الرجعة والوقوف بين يديه,فيقول:
{واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون} انــه مع رحيل الاعوام تدعوالحاجة الى محاسبة النفس ,والوقوف معها,
فلئن رحل العام من حياتنا وبقينا فان ذلك من النعم العظيمة,ولقد ضرب سلفنا الصالح رحمهم الله اروع الامثلة في محاسبة النفس.
لاحرمنا الله طرحك المتميز ..