الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-18, 05:03 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج 18

مضت ساعات الليل طويلة وشاقة لم تغفوا ورد بل لم تكف عن الدعاء والتلاوة على أن شروق الشمس جاء ضاحكاً يحمل معه البشائر فقد تجاوز آسر مرحلة الخطر الشديد ...سيبقى تحت العناية المكثفة لكنه قوي الجسد صُلب الإرادة ويبدو أن رحلة العمر أمامه مازالت طويلة.
مضى على رقوده بالمستشفى أسبوعين قبل أن يتمكن من الحديث إلى الآخرين في ذلك اليوم حضر باسل لزيارة المقاتل العنيد فتلقاه باسم الوجه.
قبض على يد ورد بضعف: تعلم يا عمي أنا من فجر السيارة بأبي ـ نظرت له ورد مصدومة ـ لقد طلب مني والدي وعداً بأن لا أفتح دفتر الموسيقى جميعكم كنتم على يقين بأني لن أترك هدية جنتي لأي سبب ,بعد مدة أخبرني أبي أن قنبلة زرعت في السيارة وبرمجت لتنفجر إذا فتح الدفتر فقد زُرع به عدادها التنازلي.
قال لي أننا سنلتقي وحدة تفكيك القنابل على بعد ثلاث كيلو متر من صحراء الجنوب ,جاءه اتصال فبدا متوتراً يقودها بسرعة في تلك الأثناء صدم فتى يقطع الشارع أظنه في مثل عمري بدا متسولا مشرد أو ما يشبه ذلك .
ركضنا له نحمله إلى المقعد الخلفي كان أبي ينوي إيصاله للمستشفى أما أنا فقد نسيت أمر الدفتر تماما بعد أن ألقيته على المقعد الخلفي حين هممت بالركوب كانتا عيني والدي الذي لف حزام الأمان على جسده معلقتان على المرآة بذهول وقد صرخ لا تفعل لا تفعل في نفس اللحظة دفعني بقوة خارج السيارة التي تناثرت حطاماً أسود في كل مكان لم أعي أي شيء أخر ما رأيته ألسنة النار ...
الكابوس الآن فقط أدركت لماذا يصرخ لا تفعل الفتى المحترق في المقعد وجد الدفتر ففتحه لم يكترث أبي لأي شيء غير نجاتي من الانفجار ,ربما سقوطي من السيارة أو حتى إصابتي بسبب الحطام المتناثر من أفقدني ذاكرتي التي ما رغبت يوماً باستعادتها بعد عودتي للحياة من جديد.
نظر لباسل بامتنان: ألم تكن المتصل ...أعلم أنك حاولت إنقاذنا من تدبيرٍ ما لكن جرت الريح بما لا تشتهي السفن ...ماذا قلت له حتى ارتبك...؟
بكى باسل بضعف: علمت بمحض الصدفة أن القنبلة مضبوطة لتنفجر بعد وقتٍ محدد من إدارة المحرك ,اتصلتُ بعبد الله حتى يعرج بها إلى أي مكانٍ تنفجر فيه دون أن يتعرض الناس من حولها للأذى ,لم أتوقع أن يرتبك كانت الصدمة قاتلة ربما خطط عسكر لإرباك أخيه باتصالي فسرب لي الخبر...ثم بكى بقهر ...أقسم لك يا ولدي أنني بذلت قصار جهدي لكني كنت مكبلاً بجرائم لم أرتكبها خفت في ذلك الوقت خفت من السجن ومن حبل المشنقة أن يلتف حول عنقي ظلماً وبهتان وذاك الخوف جعلني دمية في يده .
لم أكن بشجاعتك يوماً وحين حدث فقدتُ أغلا ما أملك زوجتي وولدي ربما عاقبني الله بخسارتهما كما خسارة ساقي وربما قبل توبتي المتأخرة فطهرني من الذنوب بحجم الابتلاء بعد حين جَبُنت ولزمت جانب الصمت خوفاً على جنتك التي ستعيدك من دهاليز الضياع عن ماضيك .
والدك رجلٌ تتشرف به كل الأمة وأمك سيدة عطاءٍ وحب أكرمت الأيتام وآوت المشردين وأغدقت بالعطاء على المساكين سيدة كتلك تاج عزٍ على رأسك.
ضحك آسر بضعف: حمداً لله أنني أراها بعيني قلبي.
اقتربت ورد تهمس له: فقدت ذاكرتك طويلا ...كان غيابك قاتلاً.
نظر لها بحب: تعلمين يا جنتي مهما طوانا النسيان ومهما فقدنا من ذكريات على أن ذاكرة النبض تبقى حية لا تموت أجل القلب يا جنة ذاكرته لا تمحى أبداً لقد عشتُ حياتي في الغرب بقلبٍ مبتور مشقوقٍ إلى نصفين أحدهما معي والآخر لا أدري له سكنا ولا وطن حين التقيت بك اكتمل قلبي ونبض بي حباً مجنون.
كنت وطني على الدوام ورغم فقدراني الماضي لم أستبدلك بوطنٍ آخر.
شدت على يده بحب مضى وقتاً طويل حتى غادر آسر المستشفى كانت عذراء قد أنجبت توءمها تزوجا آسر وورد قبل وفاة باسل بأيامٍ قليلة ثم رحلا برفقة إدريس وزوجته والطفلين غرباً لتلتقي جنة بوالدي زوجها في تلك البلاد.
في المطار كانت ورد تحمل آسر الصغير تحيطه حباً وحنان كذلك عذراء مع وردتها الصغيرة آسر وإدريس ينعمان بالإهمال التام من قِبل الزوجتين .
ردد آسر متذمراً : أنت عروسي عليك الاهتمام بي دعي هذا الطفل لوالده الممل وتعالي إلي.
ضحكت ورد: أعشق الأطفال دعني أتنعم بروعته لبعض الوقت.
كان إدريس غارقاً بالتفكير قبل أن يقول بحماس: هيا يا أصدقاء أنجبا إدريس وعذراء.
ضرب آسر على رأسه: يال مصيبتي هل ستتبعني في أدق تفاصيل حياتي ومن قال أنني سأسمي طفلي باسم غبي مثلك.
وكزه إدريس قائلاً بغضب مفتعل: غبي أنا الآن غبي أيها الأحمق سأريك عاقبة كلامك الآن.
ضحكت ورد: حسناً تشاجرا كما تحبان ولكن تذكرا أنكما لستما الوحيدين في المطار لا تثيرا الفوضى.
قال آسر ضاحكاً وهو يدفع إدريس عنه :ما أروعك يا جنتي سيقطعني إرباً وأنت تخشي إزعاج المسافرين.
هزت كتفيها بلا مبالاة واستدارت في مواجهة عذراء: هل سنصل بلاد الغرب أرملتين؟
في تلك اللحظات ارتفع صوت الضحك من خلفهما فهذين الرجلين لن يكبرا أبداً.
نهرتهما عذراء: صوتكما أيها الطفلين المزعجين .
حدقا بها ببلاهة مفتعلة ثم أشار إدريس إلى فمه : هل يوجد ما يغلقه؟
ضحكت وأعطته كيساً مليء بالمكسرات فابتسم برضا : هذه العذراء تعرف كيف تغلق فمي وفمك أيضا بالوقت المناسب.
\كانت أروع رحلة بين الشرق والغرب رحلة تحمل قلوبا لا تعرف إلا الحب ولا تنبض إلا بالطهر والصدق ...
وفي الختام

حقاً ذاكرة النبض فينا أبدا لاتمحى.












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس