عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-17, 02:03 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قسم الحـــوار الجـــاد بقضايــــا الفرد والمجتمـع
افتراضي

قانون رقم (4) : الأيتام اقدر على تحقيق الأحلام

* كلما زاد حجم وعدد المآسي والمصائب والصدمات في حياة الشخص وحتى سن النضوج العقلي (21 سنه)، وكلما كانت أبكر في حياة الطفل...كلما زادت فرصته في أن يصبح عبقريا...والأيتام دائما اقدر على تحقيق الأحلام...كونهم يمتلكون أعلى نسبه من الطاقة الذهنية الجاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية وعبقرية إذا ما توفرت الآليات الضرورية لهذه الغاية.

العلاقة بين اليتم والعبقرية علاقة سببية تتعدى عامل الصدفة: إن القراءة المعمقة للتاريخ، وخاصة في مجال السير الذاتية للأشخاص العباقرة الأفذاذ، الذين خلدتهم انجازاتهم العبقرية، وأثّروا بشكل واضح وجلي وملموس في صناعة التاريخ، والتطور الحضاري الإنساني تشير، وبما لا يدع مجلا للشك، إلى وجود علاقة واضحة بين اليتم والعبقرية.
وقد أكدت مجموعة الدراسات الإحصائية والتحليلية التي أجريتها حول هذه العلاقة المفترضة، بأن الكثير من المبدعين العباقرة الأفذاذ جاءوا من بين الأيتام تحديدا، وفي ذلك ما يشير ويؤكد أن العلاقة بين اليتم والعبقرية هي حتما علاقة سببية.
وقد أظهرت إحدى هذه الدراسات والتي أجريتها على عينة "الخالدون المائة" بأن نسبة الأيتام من بينهم 53% والباقي مجهولين الطفولة، وهذه النسبة تتعدى عامل الصدفة بكثير.
كما أظهرت دراستي حول العلاقة المفترضة بين اليتم والإبداع الأدبي في أعلى حالاته عند عينة "أصحاب أفضل مائة رواية عالمية" بأن نسبة الأيتام وصلت إلى 43%، وهي أيضا نسبة تتعدى عامل الصدفة، علما بأن باقي أفراد العينة عانوا من يتم اجتماعي أو أزمات حادة، وان نسبة من عاش حياة سوية بمعنى خالية من اليتم والبؤس والألم والأزمات لا تكاد تذكر.
كما أظهرت دراستي حول تلك العلاقة المفترضة بين اليتم والعبقرية لدى عينة "أعظم مائة شخصية في التاريخ" بأن نسبة الأيتام من بين أفراد هذه العينة وصلت إلى 54% أيضا، وهي كذلك تتعدى عامل الصدفة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تلك العلاقة السببية بين اليتم والعبقرية، وبغض النظر عن آليات التأثير الناتج، وأسباب حصول العبقرية، وهل هو مرتبط بكيمياء الدماغ وزيادة نسبة الطاقة الكهربية في الدماغ، أم هو عملية تعويض وما إلى ذلك من نظريات حاولت تقديم تفسير لسمة الإبداع والعبقرية.
وتظهر هذه الدراسات أيضا بشكل جلي أن الإبداع والعبقرية في أعلى حالاتها وفي كافة المجالات مثلا القيادة الفذة، أو الإبداع الفكري، والأدبي، والعلمي، أو الاختراع، والاكتشاف، هي دائما أعلى عند شريحة الأيتام، وهي ناتجة بالضرورة عن مرور المبدع العبقري بتجربة اليتم في الطفولة وحتى سن الحادي والعشرين، وهي سن النضوج العقلي حسب علم النفس.
صحيح أن المصائب والمآسي والصدمات المسببة للألم على اختلاف أنواعها وأشكالها تمثل جميعها محفزات لولادة الإبداع والعبقرية لكن يظهر جليا بأن اليتم يمثل مسبب لتشكل العبقرية والانجاز العبقري الخالد، ذلك لان اليتم يقع على رأس سلم المسببات للألم في أعلى حالاته، ويؤدي إلى نشاط ذهني فوق عادي وبالتالي إلى الإبداع والعبقرية.
وقد أظهرت الدراسات المذكورة بأن كثافة الأزمات والألم والبؤس عامل مهم في تشكل الطاقة الذهنية، وكلما زادت مأساوية الحياة، وبؤسها، وألمها، كلما تدفقت الطاقة الذهنية، وأصبحت الاحتمالات اكبر لولادة الإنسان العبقري الفذ من بين أفراد هذه الشريحة التي اكتوت بنار الأزمات والمآسي والآلام، شرط توفر الرعاية، والكفالة، والاهتمام، والتعليم، والتدريب، وتوفر القدوة الحسنة، والدعم النفسي، وما إلى ذلك من أمور تساهم في تحول تلك الطاقة الذهنية المتدفقة إلى مخرجات إبداعية ايجابية قد تصل إلى حد الانجازات العبقرية، كمحصلة حتمية.
ومن أمثلة العباقرة الأفذاذ الذين اكتووا بنار الحرمان ألوالدي (إسحاق نيوتن) والذي يعتبر واحد من أعظم الرجال في تاريخ البشرية، ويعد كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" والذي نشر في عام 1687 من أكثر الكتب تأثيرا في تاريخ العلم، حيث وضع أساسا لمعظم نظريات الميكانيكا الكلاسيكية.
وساهمت أبحاثه في إزالة الشكوك حول نظرية مركزية الشمس، كما أعلن مبادئ بقاء الطاقة. وفي علم البصريات اخترع نيوتن أول تلسكوب عاكس علمي. كما طور نظرية الألوان معتمدا على أن المنشور يحلل الضوء إلى كثير من الألوان التي تشكل الطيف المرئي. كذلك صاغ نيوتن قانون نيوتن للتبريد، ودرس سرعة الصوت، وشارك في تطوير حساب التكامل والتفاضل، كما اثبت نظرية ذات الحدين المعممة، وطور ما يسمى بطريقة نيوتن الخاصة بتقريب الاصفار الموجودة بالدالة، وساهم في متسلسلة القوى.
والمعروف أن هذا العبقري الفذ الذي ما يزال يحتل أعلى المراتب بين العلماء ولد عام 1643 صغير الحجم ( خداج )، وكان أبوه قد مات قبل ولادته بثلاثة أشهر، وتزوجت أمه عندما بلغ من العمر ثلاثة أعوام، حيث ذهبت لتعيش مع زوجها الجديد تاركه ابنها برعاية والدتها، وقد كان نيوتن يكره زوج أمه، وكان يحمل في قلبه بعض العداوة لوالدته بسبب زواجها، وتظهر سيرته الذاتية بأنه هدد والدته وزوجها بحرقهما وحرق المنزل ومن فيه. كما انه التحق بمدرسة داخلية هي مدرسة King's School ليعيش بعيدا عن والدته ، وفي عام 1659 ترملت والدته من جديد وللمرة الثانية.
وقد استكمل نيوتن دراسته في جامعة كمبرج ليصبح واحد من أعظم العلماء وأكثرهم عبقرية في التاريخ.
أما في حالة غياب الرعاية والكفالة والاهتمام والقدوة الحسنة، وتحول حياة اليتيم إلى جحيم لا يطاق، تصبح الاحتمالات بخروج تلك الطاقات الذهنية بصورة سلبية ومدمرة في وقت لاحق اكبر بكثير.
ولو أننا دققنا في سيرة حياة أعتا المجرمين لوجدنا أنهم جاءوا من بين أولئك الذين عاشوا حياة مأساوية، وتعرضوا للكثير من الألم والقهر في طفولتهم، وكثير منهم عاش سائحا، ضائعا، مشردا في الطرقات، يفترش الأرض ويلتحف السماء، أو ربما تربى في ملا جيء للأيتام أساءت لهم وعاملتهم بصورة بشعة لا إنسانية، وقهرتهم وجعلت حياتهم أشبه بالجحيم، فتحولت طاقتهم إلى قوة سلبية ، تدميرية، هائلة .
ومن أمثلة هؤلاء المجرمين العتاة طفل اسمه تشارلي مانسون Charles Manson كانت أمه بائعة هوا ومدمنة على الكحول باعته مقابل القليل من الخمر. عاش مشردا وظل يسجن ويطلق سراحه من المدرسة الإصلاحية طوال عمره حتى بلغ الثانية والثلاثين في عام 1967 حيث تقرر أخراجه من السجن ولكنه قاوم الخروج كي لا يعتاد الحياة المحترمة. تحول هذا التشارلي إلى واحد من أشرس ألقتله على الإطلاق، كان معدل ذكاؤه 109 وملفه يقول انه كان يتصرف بدافع عظيم ليجذب الانتباه لنفسه. بعد خروجه من السجن التف حوله بعض الإتباع خاصة من النساء الصغيرات في السن كن يعانين من مشاكل عائلية...هذا الفريق قام بعمليات قتل يعجز اللسان عن وصفها...ولقب تشارلي نفسه بلقب نبي الموت المشئوم.

أما الطفلة الين كارول وورنس Aileen Carol Wuorno، التي ولدت في ولاية متشغن عام 1956 والتي عانت الأمرين وعاشت طفولة ونشأة أشبه بالجحيم، حيث تخلت أمها عنها وهي في الرابعة ومات أبوها منتحرا في السجن وهي في سن الثالثة عشرة ولم تره أبدا، وقد تعرضت تلك الفتاة لبراكين من الألم والاستغلال حتى من اقرب الناس إليها، وتخلت عن المدرسة، وعاشت في شبابها في غابة مجاورة لبيتها.
هذه الفتاة ما لبثت أن تحولت إلى أعظم قاتله متسلسلة Serial Killer في التاريخ....ومن جرائمها عرف أنها قتلت 8 رجال في ولاية فلوريدا لوحدها ما بين عامي 1989 و1990 وكانت تدعي أنهم اغتصبوها أو حاولوا اغتصابها أثناء ممارستها عملها كبائعة هوا، وقد حكم عليها بالإعدام عن ستة من جرائم القتل هذه...ونفذ فيها الإعدام بواسطة الحقنة السامة عام 2002.

الأيتام مشاريع العظماء ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ: كل ذلك يشير إلى أن كل يتيم هو بالضرورة مشروع عظيم إذا ما توفرت الشروط المناسبة، ومن بين هذه الشريحة في المجتمع يأتي العباقرة الأفذاذ.
ذلك لان اليتم هو أعظم محفز ومولد للطاقة الذهنية، التي تتشكل وتصبح جاهزة للتحول إلى مخرجات إبداعية قد تصل إلى حدود العبقرية إذا ما توفرت البيئة المناسبة والتأهيل والرعاية النفسية والقدوة الحسنة والبرمجة اللغوية العصبية الايجابية.
ونجد أن هذه الشريحة ونظرا لما تمتلكه من طاقات ذهنية مهولة ولا محدودة غالبا ما تكون قادرة على تحقيق انجازات عبقرية بتوفر اقل حد من متطلبات التدريب والتأهيل والتوجيه، التي يحتاجها الإنسان العادي.
لا بل قد يحقق عقل اليتيم انجازات مهولة غير مسبوقة دون دراية بأي قانون من قوانين اكتساب العبقرية، ومن خلال رفضه وتمرده على الأنماط السائدة والمألوفة، ليصبح هو وسلوكه وانجازاته ونجاحاته العبقرية نماذج رائدة يحتذا بها ضمن ما صار يعرف بنماذج البرمجة اللغوية العصبية، ويصبح بذلك قدوة ونموذج للآخرين الذين هم أقل حظا من حيث وفرة الطاقة الذهنية.
ذلك لان الشرط الأول والأساس في تحقيق انجازات عبقرية هو وفرة الطاقة الذهنية، وكلما قل منسوب تلك الطاقة يكون هناك حاجة لإتقان أساليب شحذ الدماغ وبرمجته وتنشيطه من خلال قوانين اكتساب العبقرية وعلى اعتبار أن الدماغ أداة مرنة يمكن شحذها وتحسين أداؤها حتى في حالة غياب تلك الوفرة من الطاقة الذهنية والتي غالبا ما تتشكل انعكاسا لظروف الطفولة المأساوية كما ذكرنا آنفا.
ولا شك أن توفير التدريب والتأهيل والتعليم والنماذج الحسنة لليتيم الذي يمتلك طاقات ذهنية هائلة، توفر له فرصة أفضل في تحقيق انجازات عبقرية في اقصر مدة زمنية، لكن علينا دائما أن نفطن إلى ضرورة توفير هامش من الحرية ونمنح مثل هؤلاء مشاريع العظماء مساحات إضافية تعمل فيها عقولهم، فهذه العقول هي التي غالبا ما تأتي بجديد غير مسبوق، وأي محاولة لدفع هذه العقول لتعمل ضمن ما هو سائد ومألوف هو في الواقع إجهاض ووأد لهذه العقول ومخرجاتها.
كل ذلك يشير إلى ويؤكد أن كل يتيم هو في الواقع وبالضرورة مشروع عبقري عظيم، وان عقول الأيتام هي في الواقع مناجم غنية لأجمل اللآليء وأثمنها على الإطلاق، وهي ارض خصبة للمخرجات الإبداعية العبقرية على اختلاف صنوفها وأنواعها ومجالاتها.
فأن كنت من بين من اكتوى بنيران اليتم والألم و المآسي والأزمات، فاعلم أن لديك فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية غير مسبوقة، وان هذه الفرصة تتعاظم مع تعاظم حجم وكثافة المآسي والآلام والأحزان التي يتعرض لها الإنسان.
لكن عليك أن تعمل دائما وباستمرار من اجل ضمان خروج طاقات ذهنك المتدفقة على شكل مخرجات إبداعية ايجابية تقدم إضافة مهمة للإنسانية، وان لا تتحول هذه الطاقات إلى أداة ومخرجات هدم وتدمير لك ولمن حولك.
وعلى المجتمعات أن تعي بأن لدى الأيتام فرصة أعظم في تحقيق انجازات عبقرية ، وعليها أن تعاملهم على أساس أنهم مشاريع عظماء، وان توفر لهم كل الدعم، والمساندة ، والرعاية والكفالة، لتكون نشأتهم نشأة سوية، بعيدة عن الشذوذ والقهر والغضب والاستغلال، فتتحول طاقات أذهانهم إلى مخرجات عبقرية فذة وغير مسبوقة. ذلك لأنهم اقدر على تحقيق الأحلام ومن بينهم يأتي القادة العظماء، والأدباء، والعلماء، والمخترعون، والمكتشفون، والفلاسفة، والمفكرون، ومن بينهم يأتي العباقرة الأفذاذ.












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس