اليوم الثالث عشر من رمضان
يمضي بنا العمر متعللين بالعجز عن أداء النوافل بل وبعض الفروض ولكن ...
لفتت انتباهه نظافة المسجد طوال النهار حتى أن عمال النظافة لا يجدوا ما يحتاج لهم فعمد لرقابة المكان حتى انه صدف شابا أكتع برجله قصورٌ واضح يحمل مستلزمات التنظيف مغادرا المسجد ليلا يستتر تحت جنح الظلام ...
فاستوقفه :أتقوم على خدمة المسجد ...؟
طأطأ الشاب رأسه: دعني امضي بحال سبيلي
لكنه ألح عليه: من يدفع لك لقاء خدمة المسجد ...؟!
ترقرقت الدموع من عيني الشاب: هو بيت الله من أخدمه والله يدفع لي أجري في يوم لا ينفعني فيه إلا عملٌ قصدت به وجهه الكريم.
صعق الرجل :لكنك بحال لا يسمح لك بعمل ثقيل كهذا
الشاب :والله إني أفضل حالا حتى منك ـ فقد سبقتني يدي إلى جنات العلا وبقيت برجل مصابه تجاهد لتعينني على قضاء حاجتي وأصبر على بلائها أيما صبر كي تكون سبيلي للجنة رجوتك اكتم ما رأيت ودع عملي بيني وبين رب العباد عبادة لا أرتجي منها إلا رضاه
مضى في حال سبيله ليرفع الرجل أكفه ضارعا بالدعاء
اللهم ارزقني عزيمته اللهم ارزقني صدق نيته وارزقه جنات عفوك غفرانك ورحمتك