الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-18, 06:06 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج4

بُتِر السؤال على شفتيها حين سمعت أحدهم ينادي ...أسر هل حدث شيء؟
نكست رأسها باكيه :نسيت ...لست هو لكنك تشبهه,تشبهه كثيراً إلى حد الجنون صدقني.
أرادت الرحيل في هذه المرة أطلقها وسمح لها بالابتعاد ...بكيةٌ هي أتته كريحٍ عاصفة ورحلت كزهرة سحقها الخريف بلا رحمة .
هو يعلم يقيناً أنها تبحثُ عنه لكنها قتلته باعترافها الصادق ,هي تبحث عن رجلٍ آخر فيه هل هما متشابهاً حقاً.
فرك يديه ببعضهما باضطراب :أخبرني يا صديقي مع هذا الكم من الوجع هل سأستمر أم أنني سأعود للماضي مكرها أبحث عن ما سقط مني ولم أكترث.
ربت على كتفه: طائرٌ مجروح بالفقد هي ,يثقلها الحزن وتعصف بها رياح الكآبة لا تقترب كثيرا فهذه المشاعر تنتقل من شخص لآخر كالفيروسات تماما .
ضحك من تشبيه صديقه وألقى نظرة أخيرة نحوها ثم مضى لعمله
تائهةٌ بينهما هي قلبها يصرخ فارس وعقلها يتبع أسر مشطورة بينهما أيهما سيرضخ للآخر أم تراها تموت ممزقة بين العقل والقلب ...وذاك الخيط الرفيع الممتد فيما بين قلبها وعقلها يلتف على عنقها ويشتد حتى تكاد تلفظ أنفاسها.
أمسكت ندى بيدها :أعتذر صدقيني لن أتحدث في هذه الأمور مجدداً لقد ظننتك تخطيتي أزمة رحيله منذ زمن فأنت لم تذكريه أو تبكي عليه منذ عام مضى .
رفعت وجهها الباكي للسماء: صدقاً لست أفهم كيف مات وهو يقف بيننا؟
ربتت ندى على كتفها: محض أوهام أنت راغبة بوجوده ولم تصدقي يوماً أنه مات وهذا الرجل وقع في قلبك المتيم بفارسٍ راحل لذا استقبله على انه فارس.
أخذت نفساً عميق :لم تفهميني بعد ...أخبرتك أنني أشعر به وأنا لم تتحرك مشاعري لرجلٍ قط منذ غيابه.
ندى: هذا سببٌ آخر يدفعك للاعتقاد أنه هو ـ تقنعين نفسك أنك لن تقعي في الحب مرة أخرى فقلبك أضحى قبرا للفارس العابر رغم كونكما طفلين.
نظرت لصديقتها بصمت برهة من الزمن ثم مسحت دموعها أخذت نفساً طويل عدلت ملابسها وشعرها بلحظات تحولت من الضعف والانكسار لتشع قوة من جديد.
ذهبتا للمقر ,بدأ الأستاذ حمد بالمحاضرة التي أعدها عن أهداف العمل خطواته ومتطلباته تفاعل معه الجميع حتى ورد ...ربما أرادت الهرب من قلبها المجنون بعد ساعتين ونصف كانت في الكافي التابع للجامعة مع صديقتيها يتجاذبن أطراف الحديث بخصوص العمل الجديد في التنقيب عن الآثار ودراستها والسعادة تغمر قلوبهن لتلك الفرصة الذهبية التي حصلنها بالانضمام لفريق البحث.
بدون مقدمات وجدته أمامها يطلب الإذن بالحديث معها فغادرن الصديقات تجاهلت جنتيه حاولت أن لاتنظر فيهما فتفقد صوابها.
أخرج هويته :حسناً سوف أبدأ من الصفر اسمي آسر عمري 26 سنة أعمل في الآثار ليس البحث والتنقيب وإنما دراستها والتعرف إلى تاريخها جئت من الغرب والداي مسلمان من أصولٍ مسيحية ـ أطرق مفكراً ـ والدي صاحب أراضي زراعية وأملاكٍ أخرى مختلفة لكنه ورغم ثرائه الفاحش مزارعٌ بسيط يعشق الأرض بل يعشق الطبيعة بكل ما فيها رقة حنان قسوة جنون يربي الحيوانات ويعطف عليها يؤمن بان كل ذي روح يستحق منا الحب والرحمة حتى لو سخره الله جل وعلا لخدمتنا ...حسناً أرجوك انظري إلي.
لم تستطع رد الرجاء فرفعت عينيها إليه لتصطدم بذاك الموج الأخضر من جديد.
أنا لستُ هو ...هل اتفقنا ...؟
ضحكت بمرارة : وهل تعرفه لتقول ذلك؟
آسر:أعرفك أنت فقط قد تتيح ليَ الأقدار فرصة للتعرف عليه لكن لن أغامر فأنا يكفيني ذاك الشطر الراحل عني بلا عودة.
هزت رأسها : تعرفني ..؟ما لذي تعرفه عني
آسر: انظري في عيني حين تحدثيني أم أن لونهما يربك قلبك ويبعثره أشلاء (نظرت في عينيه بتحدي ) حسناً أنا لا أعرف عنك أي شيء حتى اسمك لازلت أجهله لكن وبصدق قلبي يعرفك.
صعقت حاولت الحديث لكنها لم تجد ولو حرفا واحداً يسعفها فغادرته بصمتٍ مميت وقبل أن تغيب تماما قتلها رجائه.
آسر: إن عدت لي مرةً أخرى فلا تبحثي في تفاصيلي عن رجلٍ آخر أرجوك فقلبي لن يحتمل هذا الكم من الوجع.
يا الله كم هو الموت صعب...كم هو مرٌ ومؤلم ألهذا الحد لازال موت فارس يحفر بأعماقها حتى تجرح به شخصٌ كآسر دون أن تعلم ...؟
جلست في فراشها باكية تضم الدميتين إلى صدرها معاً ,ربما أدركت الآن لماذا أهداها الدمية فقد أخبرها أن قلب الإنسان يستشعر قرب الرحيل وربما قلبه فعل هو لم يكن راغباً بإبعاد الدمية عنه لذا عاد لها بخطى بطيئة ثقيلة لكنه أراد الحفاظ عليها لذا أبعدها مكرها على بعدها راغباً ببقائها ما بقيت ورد.
تأوهت :لو أنني أستطيع الرحيل إليك ولكن تعلم ؟ حتى لو تقاطعت دروبنا في العالم الآخر فأنا لن أتوقف ولو لإلقاء التحية ...بل سأفر منك وكيف ألقاك وأبي يحمل على أكتافه وزر دمك المسفوك ظلما وبهتانا.
عادت تنخر عظام صدرها كلمات أبيها الباكي
\
\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس