اوجاع ليلة الدخلة
العنوان مثير ويفتح نوافذ العقل للبحث في ثنايا النص عن تلك الأوجاع والتي تجسدت في حزن الفقد ولوعة الحرمان ، وفكرت أن يكون العنوان ليلة الزفاف الحزينة أو ليلة الزفاف اليتيمة ، ولكن كلاهما ناقص في تكوين الخيال لوجود كلمة توحي بالحرمان وهي كلمة حزن ويتم ، لذا أجد العنوان جداً مناسب .
كان مصطفى قد أنهى بشغف وسرور كافة استعداداته لليلة الفرح التي سيدخل عبرها الى عالم الزوجية والسعادة والسكينة المفترضة، وصار في طريقه الى قاعة الافراح الافخم في فندق الحياة، تلك القاعة التي ستجمعه بعد قليل مع عروسة، حينما ينضم اليها في الكوشة لتزفه النساء كما هي العادة في مثل هذه المناسبات في محيطه الاجتماعي.
) كان مصطفى قد أنهى )
وددت لو أنها جاءت :
أتم مصطفى بشغف ....
لأن صيغة الماضي ( كان ) مرتبطة بالسابق والتمهيد للماضي لم يكن محبذ ليتخيل القاريء ويبحر في الخيال مما يجعله يقرأ بشغف ليعرف ماذا حدث ..
ووضع القاريء في بداية القصة بصيغة الحاضر يجعله يتعايش أكثر .
( والسكينة المفترضة ) كلمة المفترضة وجدتها زائدة أخلت بجمال انسيابية أمل البطل الممتدة للحصول على مبتغاه من الزواج وهو الفرح والسكينة ، فهذه المفردة قللت من فرصة تأثير الحبكة المرادة على فهم القاريء .
( لتزفه النساء كما هي العادة في مثل هذه المناسبات في محيطه الاجتماعي )
لتزفه النساء كما جرت العادة في حفل زفاف المجتمع الفلسطيني ، شخصنة المجتمع هنا أجمل وبالذات كونه فلسطين ، فللقصة دائماً عدة أهداف والتركيز هنا على كلمة فلسطين أو اختيار مدينة محددة أو قرية محددة بالاسم يجذب القاريء أكثر ولا سيما فلسطين فكيف ننسى والشاعر يقول :
فلسطين الحبيبة كيف أحيا
بعيداً عن سهولك والهضاب
تناديني السفوح مخضبات
وفي الآفاق آثار الخضاب
تناديني الشواطىء باكيات
وفي سمع الزمان صدى انتحابي