(( كابوس 3 ))
لم نكن قد سمعنا الراديو بعد . فقط حينما عدت : تذكرت أنني للمرة الأولى منذ شهر غادرت البيت دون ان استمع الى إرشادات المذيع شريف ، او اغسل وجهي على الأقل ..
وحين انصت إليه ، كان الأوان قد فات . كان المسلحون يحتلون فندق "هوليدي ان" المواجه لبيتنا الصغير العتيق والذي يطل فوق أعلى طوابقنا (الثالث) . كما يشرف جبل من الاسمنت والحديد فوق كوخ لفلاح مسالم في قعر الوادي ...
بعدها فقط استيقظت وأدركت أنني كأعزل محكوم بالإقامة الجبرية وسط ساحة معركة ! ...فاتصلت بالبقال لأطلب مؤونة من الطعام . لا جواب . تلفنت لدكاكين الحي كلها . لا احد يرد . تلفنت للجيران ، فرد ابنهم امين مدهوشاً ، أين تعيشين ؟ الا تعرفين ما يدور حولك ؟