عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-10, 04:46 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي

أقف على هذا الحدث
وأتذكر إحساسا بغيضا سحق طفولتي أجهل مصدره وسبب تسلله لأعماقي وسيطرته على مجموع أفكاري
في تلك الفترة رضخت لصوتٍ باطني كثيرا ما قال لي أنني لست ابنة حقيقية لهذه العائلة
بل أنا طفلةٌ وجدت في مكانٍ ما تائهة لا تعرف إلا البكاء جوعا وخوف
ذاك الإحساس بالغ في تعذيبي وأنا بالغت بالصمت عنه رغم أنني لم أفكر ما هي العاقبة لو صرحت بما يؤرقني
نعم ...صمتي عن ذاك العذاب الذي تمكن مني جعل أيامي داكنة خانقة لا مجال للفرح والألوان فيها
مضى يعذبني حتى بلغت الثالثة عشرة تشاجرت مع أبي ففقدت السيطرة على وجعي ليتحدث بلساني رغما عن أنفي
ذاك الشجار كشف الستار عما يجرح بي وقد تعب والداي معي لانتزاع ذاك الإحساس ...
أأصدقكم القول ...؟
هم لم ينتزعوه إنما دفنوه في عمقٍ بعيد بعض الشيء عن يومياتي وأفكاري ذاك أنه لا زال يعود لي بين الحين والآخر
حتى أنني وفي بعض الأحيان تحت ضغط ظرفٍ ما أحدق بوجه أمي أو أبي منتظرة أن يصفعني أحدهما بالحقيقة التي أخافها حد الموت متسائلة أيعقل أن ذاك لم يكن مجرد إحساسٍ مليء بالخطأ ...؟
وأعود أدراجي لذكريات البستان حيث قضيت فيه ثلاثة أشهر ثم ولسببٍ أجهله عدلت أمي عن إرسالي مع الحافلة لصفٍ دون صفوف المدرسة.

لكم أن تقدروا حجم سعادتي بالنصر الذي حققته بغض النظر عن سببه الحقيقي
فأنا في ذاك الوقت لم أدرك سر بقائي بالمنزل
مع المدة بدأت صحتي بالتراجع بشكل ملحوظ رغم متابعة الأطباء ومثابرة أمي معي على تناول الدواء وبأوقاته الصحيحة
رقدت بالفراش ما بين الغفوة وفقدان الوعي لم يخبرني أحد بحقيقة مرضي لكنه مرضٌ ينتقل من شخصٍ لآخر فقد منعت أمي أخواتي من دخول الغرفة حيث أرقد
كثيرا ما نظرت لي بعين الحزن ورفعت أكف الدعاء لي والتضرع راجية من المولى عز وجل إعانتي لأعود للحياة من جديد
منذ مدة سألت أمي ما الذي أصابني آنذاك ...أخبرتني أنه مرضٌ عادي لكن ولضعف جسدي وعدم تجاوبه مع الأدوية التي لازمتني منذ الطفولة بلغت الموت وعدت للحياة بعد احتضارٍ طويل .
\
ذات فجر طلبت من أمي أن تخرج بي إلى الشارع فلبت طلبي دون سؤال
لا زلت أذكر أنني في ذاك النهار راقبت حافلة البستان تجمع أطفال الحي وتمضي بهم بحسرةٍ مفرطة ,كما بكيت بألم.
ربما أدركت في تلك اللحظة حجم خسارتي وتلك النعمة التي غرقت بها وما عرفتها إلا بعد حرماني إياها
ليت صحتي تعود لسابق عهدها فأعود للبستان ألهو ألعب أضحك أتعلم وأتناول طبق الحليب بالأرز الذي تعده لنا أم فيصل في المطبخ الخاص
لكم أن تلمسوا انكسار الطفولة وانطفاء بريقها تحت وقع الأمنيات والمرض معاً
للعلم ...
قالت أمي ...منذ ولادتي رزحت تحت وطأت المرض مررت بانتكاساتٍ صحية قضيت في ظلها أياما طويلة على الأسرة البيضاء قابعة ما بين شبح الموت وقليلاً من الأمل بالنجاة وقد استمر سوء حالتي حتى بلغت الثانية عشر ...
كما و أذكر أنني كنت ذو جلدٍ وصبر على ألمي قليلة التذمر كثيرة الصمت وقد عرف الطبيب {موفق عامر} كطبيب خاص بي دائما يعودني في منزلنا كما أذهب لعيادته وسط البلدة برفقة والدي كل مساء إلى أن أراد الله لي أن يستقر وضعي
\
تلك الفترة على صغر سني لا زلت أحفظ ما قمت به خلالها في ذاكرتي
من ذكريات صف البستان ...
تحفظ ذاكرتي بعض الملامح كما الأسماء فمعلمتي كان اسمها رحمة وهي رحمة حقيقية من المولى عز وجل .
صفوف البستان كانت فرعا من جمعية خيرية لذا فهي ليست كباقي المؤسسات التدريسية {الروضات كما تعرف اليوم}
هناك طبيبٌ مختص لا ينتهي دوامه إلا بانتهاء فترتنا الدراسية ومشغل تفصل فيه ثياب البستان الخاصة بالأطفال كما يوجد مطبخ نتناول فيه كل يوم وجبتين إفطار وغداء
مساحة المدرسة كبيرة جداً تتسع لمئات الأشخاص مليئة بكل ما يتمنى الطفل من ألعاب ممتعه ومفيدة للعقل والجسم معا يسمح لنا باللعب بالرمال الحمراء التي تملأ نصف الساحة الخارجية ...حيث عرف ذاك المكان بساحة الرمل
وهناك قاعةٌ داخلية لنوعٍ آخر من الألعاب كما نستمتع هناك بالاستماع للقصص الجميلة ـ كـ ليلى والذئب ـ
أذكر أيضا أن تلك المدرسة حوت ثلاثة صفوف وثلاثة معلمات
رحمة هي أفضلهن ...
نعيمه جيدة على أنها تتكاسل عن التدريس وتكتفي بالسماح لصغارها باللعب طوال الوقت
أما نجوى فلم تحظى بالحب منا أبدا لأنها عابسة الوجه سريعة الغضب تتخذ من الضرب لها أسلوبا للتخويف .
كما وأذكر حسن الفتى المشاغب هو دائما ما يسرق لي أشيائي ويثير غيظي وقد أغلقت عليه باب دورة المياه أثناء التنفس ونسيت أمره حتى أن أم فيصل من وجدته في حالٍ يرثى له من كثرة البكاء والصراخ
كيف لا وأنا فعلت ذلك بعد دخوله لدورة مياه في طرف الساحة نمنع من دخولها لأنها خصصت لعمال ترميم مباني الجمعية الأم .
حين أتذكر كم الأذى الذي ألحقته بذاك الفتى طول فترة انتسابي للبستان أضحك بملء قلبي كما أحاول تبرير تصرفاتي لنفسي حتى لا أبدو لها شرسة وبلا ضمير
نعم هو جهل الأطفال ...
لكم أتمنى لو تعود تلك الأيام كي أحمل مزيدا من الذكريات عن تلك المرحلة لكن بصورة تختلف.
ربما لو أعود صغيرة ...لن أكرر نفس الأخطاء لن أرفض الالتحاق بالبستان ولا تناول الحليب وإن كنت أكرهه .
الآن وبالذات الآن
أضع يدي على صدري أتحسس اضطراب قلبي , وماذا يجدي الندم بعد أن يمضي قطار العمر بلا توقف
وأتعجب من نفسي طالما أدركت أخطاء الماضي وبشاعتها ...لماذا أكرر الأخطاء إذن وأصر عليها ...
وأذكر أن الإنسان خطاء وأكثر ما يخطئ بحق نفسه دون أن يدرك هذا
\
/
عذرا ما أردت هنا الإسراف بالحديث لكنها الذكريات حين تعود أدراجها لا نستطيع قطف ثمره منها دون التطرق ولو بنظرة لبقية ثمارها
\
سأعود لكم بالحديث عن المدرسة
إلى ذاك الحين
أدام الله على قلوبكم نبض الرضا وألبسكم ثوب العافية
لكم ودٌ وتقدير












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس