حائطي
سجل دخولك او إضغط هنا للتسجيل
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;border:6px double gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] / المشاركة ( 5 ) ( ما حدث على الساعة الخامسة بعد العصر ) استيقظ و نظر إلى ساعة الحائط مُطلقا صرخة أفزعت زوجته ، فهبّت إليه لتتلقى كلماته الإعتيادية : الثامنة و لم توقظيني ؟ إليّ بفنجان قهوة. و بسرعة مسح عينيه و شعره بقطرة ماء و رشف واقفا قهوته و خرج. عندها تنهّدت سارة و يدها على صدرها ثمّ دخلت على أطفالها ، غلبتها الدمعة و هي تغطّي صغيرتها المدلّلة . ضَرَبك ؟ لا تدعيه يلمسك ماما ، أنا لا أحبّه ، بادرتها ابنتها ذات العشرين ربيعا . و دونما جواب انسحبت من الغرفة بعدما أرسلت إطراقتها المتفحّصة لأطفالها النائمين ، نصف ساعة من بعد ، عاد و عاد معه صراخه المدوّي . ماذا نسيت ؟ لاشيء ، لم أنس شيء ، النساء فقط ينسون أنهن نساء ، كلكنّ متشابهات ! دخل غرفته و كاد يخلع بابها لمّا أغلقه بركلته و انبطح على سريره و اللابتوب على صدره هناك بين دفّتيه ، كانت تعيش فتاة نزواته ، و لا شكّ أنّها أخلفت موعدا معه بالصباح . و فورا فتح نافذة التراسل ليجد رسائلها في انتظاره ، و شيئا فشيئا عادت الدورة الدموية من جديد لوجهه المحتقن بعدما قرأ اعتذارها و اشتمّ من خلف الشاشة عطرها الباريسيّ و هو يضرب له موعدا مسائيا الخامسة بعد العصر ، هذا كلّ ما كان بحاجة إليه ، بضع كلمات تضخّ غروره ، و لقاء أوّل يستعيد فيه أمجاد الشباب . مرت الساعات بسرعة ، اقترب موعده ، استنفر بذلات الخزانة و خرج كالحصان و اللهفة تسبقه ، ثم وقع جالسا في انتظار الخامسة ، و إذا بفتاتين تنزلان من سيارة الأجرة قبالة طاولته ،نظر إليهما و هما نازلتان ، استدارت إحداهما بغنج و قوست الأخرى ظهرها و هي تمدّ للسائق أجرته ، و ما كادت تعتدل في وقفتها حتى وقف غير مصدّق للشبه الكبير بينها و بين ابنته ، دارت به الأرض و احتل الضباب عينيه ، و هرع صوبهما جاريا . وفي لحظة ما ، تصاعدت الأفكار في رأسه و طفت عليه الذكريات و تصادمت كالسيارات المتوقّفة من حوله و هو ممدد أرضا قد اغمي عليه ،لينقل على جناح السرعة لأقرب مستشفى . الخامسة بعد العصر ، دخلت عليه سارة زوجته و معها أطفالها ، شدّت على يده بقوة كل السنوات التي قضتها معه و دمعتها لا تكفّ ، سرق منها نظرة خاطفة ،ابتسمت قبلها مغلقة مجال نظره الهارب ، عاتبته البسمة بصمت و تودد: لو تعلم كم خفت عليك . حقّا ؟؟ قالها و دمعتان حرّتان تدحرجتا على وجنتيه لا تبك عينك فدموع الرّجال غالية . دمتم بود [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]