الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-18, 05:38 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج5

عادت تنخر عظام صدرها كلمات أبيها الباكي :لن يغفر لي فعلتي فقد وضعت يدي بيد الشيطان لأسقي والدته وشقيقته كأس الموت الزعاف وليتني اكتفيت بل مددت له ولوالده ذات اليد التي ملؤها بالخير الوفير مددتها لهم بالنكران أسقيهم سكرات الموت بلا رحمة لن يغفر لي قاتلٌ أنا لم تستدل عليه عدالة الأرض لتطيح به عدالة السماء بفقد الزوجة والولد ثم فقد الساقين ...لست أتذمر من شدة الأهوال التي ضربتني لكنني خائفٌ من انتقام السماء يا ورد ...نعم خائفٌ من فقدك أيضاً يا ابنتي ,سامحيني أرجوك اصفحي لأبيك الجاهل اعذري ضعفي وقلة حيلتي ,أنا لم أعد خائفا من الموت ولكن اعترافي الآن لن يجدي نفعاً فأنا لست قوياً بمايكفي لأجابه الأوغاد كما أنني لا أملك دليلاً واحداً يدين الطاغية أي كلمة سأتفوه بها الآن ثمنها حياتك يا جنة .
طرقت رأسها بحافةالسرير باكية :ليتك لم تخبرني الحقيقة يا أبي ليتك لم تفعل .
خرجت من غيبوبة ذكرياتها على صوت الخادمة التي قرعت الباب تستدعيها لتناول الغداء غادرت الفراش تقصد الطابق السفلي حيث ينتظرها والدها على السفرة ,أحست بالدوار ينهش روح قوتها فأمسكت رأسها بيديها كي لا تسقط أرضاً.
هل كان ثمن دمك رخيصاً إلى هذا الحد ...من أجل هذا القصر وشركة صغيرة وسيارة فارهه قتلك أبي ...كم كنت حمقاء كيف غفلت عن العلاقة بين مقتلكم والثراء المفاجئ له؟
ترى هل كانت أمي على علم بالأمر لذا أصبحت دائمة الشجار معه بعد أن أصبح ثريا رغم أنها كانت تقبل موطئ قدمه حبا ولهفه حين كان معدماً ...؟
غروره هي الدنيا لقد قتل أمك وأختك بحادث سيرٍ مفتعل لتموت أمي مع أخي محترقين بالمنزل الصغير إثر تماسٍ كهربائي رفعت وجهها الباكي للسماء كم أنت عادلٌ يا الله حرمته من وداع أحبته كما حرم العم عبد الله من وداع زوجته وابنته .
نفضت رأسها محاولة إلقاء الذكريات بعيداً وقد جاهدت لتتماسك من جديد على أن السؤال ألحَّ عليها فلم تتمكن من الكتمان : هل تأكدت من موته بنفسك؟! أقصد هل رأيت جثته بعينيك ؟ هل حقاً دفن جوار والده ؟
كان ينظر لها بعينين مكسورتين فهو يعلم جيداً أنها لم ولن تسامحه أبداً: لم أراه ولكنه دفن مع أبيه على الحدود الجنوبية المشتركة مع الدولة المجاورة حيث ما
فصححت له قبل أن يكمل: حيث غُدر يا أبي والفرق بين الموت والغدر كالفرق بين مركز الأرض والسماء السابعة ...أليس كذلك؟
نظر لها والدها برجاءٍ صامت أن ترحم ضعفه :حسناً أنت أبي الذي أحبه وهذه حقيقة لن تتغير مهما حدث لكنه عاد ...ألم أخبرك أنه وعدني بالعودة
أطرقت متذكرة وقد ترقرق الدمع في عينيها :جنة ورد جئت لأودعك وداعا سريعا وخاطف ـ أمسك يديها ـ لا تبكي فأنا سأعود من أجلك أجل أجل أعدك سوف أعود لقد قال لي أبي أن الرجل الحقيقي لا ينكث الوعد ولا ينقض العهد ولو على دمه وأنا أعدك
خلع سلسة فضية من عنقه وعلقها على صدرها لا تتخلي عنها حافظي عليها كي أتأكد حين عودتي أنك كنت بانتظاري حقا ولم تنسي عهدي.
بتلقائية بحثت بيدها عن السلسلة وقبضت عليها بشدة :نعم لقد عدت لكنك تنكر نفسك ولا أدري لذلك سباً أو تفسير
ثم أجهشت بالبكاء حاول والدها الوصول إليها ليمسح دموعها لكنه عاجزٌ عن ذلك تماما فساقيه المبتورتين لن تحملانه لها حيث تجلس ويده الملطخة بالدماء الزكية لن تمتد لتعكر صفو وجهها الملائكي ...تذبحه دموعها تذبحه ببرودٍ حيناً وتحرقه بسعيرٍ يتلظى أحياناً كثيرة.
نكس رأسه يخفي وجهه بيديه عجزاً انكساراً وندم على أن يدها امتدت ترفع رأسه ليواجه عينيها
\
\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس