الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-18, 01:50 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج15
أطرق متذكراً:التقيت به منذ 8 سنوات يكبرني بعامين كان يبحث عن عمل ليعيل عائلته فقد مات والده وترك له ثلاثة أخوات أخ وأمٌ مريضة جمعتني به الصدفة تعلقنا ببعض تعلق الأخوة وقد حدثت جورج عنه فقدم له السكن والعمل ساعده ليكمل دراسته وقدم منح دراسية لشقيقاته الثلاث منذ أن التقينا صدفة حتى الآن لم نفترق فترة تتعدى بضعة أيام في أسوء الحالات.
تزوج فتاة مسيحية من أصولٍ شرقية لم يرزق بالأطفال في السنة الأولى رغم أنه لا مشاكل صحية بعد حين رزقا بألفونس لكنه خلق بعيب في الرئتين والقلب كذلك العمل الجراحي لم ينقذ الصغير لقد مات قبل أن يطفئ الشمعة الثالثة ولأن أمه حامل سافرت إلى حيث تقيم عائلتها لتستعين بهم على تخطي المصاب دون أن تفقد جنينها.
ورد: إذن هي من الجنوب ..؟ ـهز رأسه مؤكداً ـ أخبرني يا آسر إن كان هذا الحديث لا يضايقك ـ نظر لها باهتمام ـ الكابوس.
تنهد بعمق: لم أعد أعاني منه كما في السابق لكنه لم يتركني بعد على أنني بت أعرف طلبه المبهم ـ نظر لها باسماًـ رجلٌ قضى في الحرب يطلب مني حقه .
فتحت عيناها بصدمة: حقه ! أي حقٍ تقصد..؟!
هز رأسه ونظر بعيداً: لا زال يأتيني يهزني بعنف قائلاً حقي ,حقي يجب أن تعود.
ربتت على ظهره: مجرد كابوس سينتهي يوماً ما لكن متى قامت الحرب وأين هل هي في الشرق؟
اتكئ إلى جذع الشجرة الضخم: كانت تلك البلاد غارقة في حروب العصابات استمر وضعها المضطرب لسنواتٍ طويلة قبل أن تجد الحكومة حلاً ينهي النزاع بين عصابات المجرمين الذين يقتلون من أجل القتل ليس إلا يقول أبي ـجورج ـ كثُر من قضوا في تلك الأحداث من الأبرياء ربما الكابوس يعود لأحد ضحايا تلك المأساة لكن كيف أعيد له حقه وقد انتهى أصلاً زمن العصابات والانتقام ...؟
فكر قليلاً ثم سأل بتردد :الخادمة ...هل قالت شيء ـ نظرت له بذهول أخذ نفساً عميق ـ حين رأتني بالأمس قبضت كلتا يديها إلى صدرها وقرأت المعوذات ,ضحك هل أنا عفريتٌ يا جنة ـ تحسس ذراعه الأيسر ـ لم تخبريني في أي مكانٍ كُسر ذراعه فوق الرسغ مباشرة ـ نظر لها.
هزت رأسها مؤكدة : أحدهما فوق الرسغ مباشرة والثاني يبتعد عنه قدر ثماني سنتمتر قال الطبيب أنه الإصابة بحاجة لعناية حتى لا يتهتك العظم ولا تكون الذراع هشة سهلة الكسر ولكن ...
أكمل بمرارة: لم يتلقى العناية اللازمة فبقيت يده ضعيفة مهددة أليس كذلك حتى عينه اليُسرى تضررت ضرراً دائم وإن لم تفقئ.
احتقن وجهها وجعاً: كيف عرفت كل هذا ... ثم بدت وكأن أمراً خطر ببالهاـ آسر هيا معي ثمة أشخاص يجب أن تقابلهم.
نهض ينفض التراب عن ثيابه لكنها رحلت سريعا تبعها متسائلاً
من هم يا جنة انتظري أرجوك .
كانت قد استقرت في المقعد المجاور له حين أدار المحرك نظر لها: بماذا تفكرين..؟
نظرت في عينيه: منذ حضورك وأمينه بها شيءٌ مبهم لكنها ترفض الحديث البستاني رجلٌ عجوز لكنه يتذكر كل شيء كذلك عامل الكراج كان السائق الخاص بالعم عبد الله لست أدري كيف نسيتهم كل ما مضى من وقت.
نظر بعيداً: تتوقين شوقاً لعودة فارس أليس كذلك ...هل ستكتفين بي يوما؟
هزت رأسها نافيه: أبداً يا آسر صدقني كل ما أتوق شوقاً له هو نبضك أنت,أنت فقط لكن لا ضير في إماطة اللثام عن وجه الماضي مهما كان قبيح.
ابتسم بمرارة: لست راغباً بعودته حتى لا أفقدك ـ نظرت له فطرق على المقود ـ ألم تقولي بأنك ستهربين من وجهه وأن لا طاقة لك على لقائه ودم عبد الله في عنق والدك .
مسحت دمعة هاربة: الآن ليس مهماً إن كنت سأبقى أو حتى أرحل المهم أن تشعر أنت بالاستقرار.
قبض على يدها بقوة: أنت استقراري عديني إذا تذكرت كل شيء أنك لن ترحلي.
نظرت له بعينين باكيتين: ليتني أستطيع صدقني يا آسر من الصعب أن ـ أشاحت بعينيها بعيداً ـ حسناً دعنا لا نستبق الأحداث.
في الأرض الزراعية التابعة للقصر كان يقبع منزل صغير على تلةٍ تشرفُ على الأرض من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها كان البستاني العجوز قد لزم منزله منذ سنة ونصف فقد غدا مقعداً.
طرقت باب حجرته ودخلت تسلم عليه لكنه عيناه تعلقتا بوجه آسر ,
فتح ذراعيه هاتفاً :أخيراً عدتَ يا ولدي ,حمداً لله على سلامتك ...
تجمد في مكانه تبادل النظرات النظرات المتسائلة مع ورد وذراعي العجوز لا زالتا معلقتان بالهواء.
فهتف به: تعال يا فارس إلى حضن جدك أم أنك نستني
اقترب منه يعانقه مردداً: لست فارس يا عم صدقني أنا لا أعرفك .
مسح العجوز على وجهه بشوق: إذن لم تتذكر بعد! هل قابلت باسل أم أنك اكتفيت بجنتك عن الدنيا ومن فيها...؟
نظر لورد عيناه تستغيثان ولسانه يسأل: عامل الكراج ...؟
هزت رأسها نافية وقد دمعت عيناها: يقصد أبي.
بقيا في ضيافة العجوز الذي تحدث كثيراً ,كانت كلماته سهاماً تمزق رأس آسر فلا هو قادرٌ على التذكر ولا الأحداثُ مسحت تماماً ,يكاد يجزم أنه عاش تلك الأحداث لكن متى وأين ...؟
قبيل الغروب كان آسر جالساً بجوار باسل الباكي :إذن لقد عدت يا ولدي.
هز آسر رأسه مؤكداً: نعم ولن أرحل من جديد مهما كلفني الأمر.
أخذ باسل نفساً عميق: الآن يمكنني الموت بسلام.
انتفض جسد ورد بخوف:لكن أبي
أشار لها أن تسكت: حسناً يا آسر في حجرة ورد تحت السرير بابٌ صغير تصل منه إلى محبسٍ مظلم ستجد فيه ضالتك...لقد تعبت من حمل الأمانة يا ولدي ,إذا عزمت على كشف هويتك توجب عليك توجيه الضربة القاضية بسرعة لأن عسكر لن يتركك بسلام إن تأكد أنك عدت حتما سيحاول قتلك من جديد.
كانت ورد ذاهلة :هل كنت على علم بأنه حيٌّ يرزق ...لماذا خبئت تلك الحقيقة بل وأنكرت عودته ...؟
تنهد باسل: حتى لا تطاله يد الطاغية ...عسكر جبارٌ يا ورد قتل أخيه بل كل عائلة أخيه من أجل متاعٍ زائل فكيف يبقي على حياة رجلٍ كآسر.
بعد يومٍ شاق كانت الأوراق التي تدين عسكر بكل صفقاته المشبوهة والإثباتات القاطعة بتورطه في حادثة قتل عبد الله كذلك زوجته وابنته حتى أوراق آسر الشخصية جميعها معها.
في اليوم التالي عاد يزور باسل دون علم ورد: أخبرني لماذا أخفيتها كل هذه السنين هل كنت على يقين من عودتي...؟
تعلقت عينا باسل بوجهه للحظات: كنت عازماً على الإيقاع به لكنه ـ وغص بالبكاءـ
آسر: لكنه ماذا؟
مسح باسل وجهه بغضب: قتل زوجتي وابني الوحيد ...نعم المنزل لم يحترق بفعل تماسس كهربائي بل بفعل فاعل ,بعد ذلك خفت على ورد فأخفيت كل ما تحمله الآن وأقنعته أن هذه الملفات ذهبت بالحريق مي منزلي.
طأطأ آسر رأسه بأسف: رحمهما الله ,حسناً أنا لم أحضر من أجل الانتقام لا منك ولا من سواك أنا عدت أبحث عن شطري الضائع وقد وجدتها أما القصاص فاتركه لله على أنني لن أسكت على ضياع أبناء بلدي وسأوقعه بشر أفعاله.
\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس