عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-10, 01:41 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
 احمد الحسني  
اللقب:
:: قلم ذهبي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية احمد الحسني

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 19
المواضيع: 57
المشاركات: 745
المجموع: 802
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 11-11-21
الجنس :  ذكر
الدولة : خلف جدران الزمن
نقاط التقييم: 2227
قوة التقييم: احمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 16
وحصلتُ على 62 إعجاب في 50 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
احمد الحسني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : الــمُــنـــى المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

زهرة الثلج و المروحة السرية*


ليزا سي ، من الصين




هل تكتبين Nü Shu؟



هل لديك قدمان كزنبقتين من ذهب ؟


هل ولدت في سنة الجواد؟


هل عندك توأم روحي كزهرة الثلج؟


هل تنجبين الذكور أولا؟


إن لم تكوني كذلك فلست أهلا إذا لتصيري مثل الليدي لوو !!!





قل فترة قرأت مقال للكاتبة بان حسني تحدثت فيه عن الرواية كان لما كتبته اثر كبير في شرائي للروايه ساقوم بنشره هنا عسى ان يلقى نفس الأثر لديكم وسأدعمها بالغلاف وبعض الصور




زهرة الثلج و المروحة السرية، رواية تقع في مائتين و سبعين صفحة ، قطع متوسط ، صدرت في عام 2005 م للروائية الأمريكية الصينية ليزا سي.


تضم الرواية أربع وحدات رئيسية ، ينقسم كل منها إلى فصول عديدة .


تتناول ليزا حياة صديقتين صينيتين في القرن التاسع عشر 1823-1905م ،و تفصل في شرح البنية الاجتماعية و العادات و التقاليد في عيون المرأة آنذاك ، و من غرفات النساء ، و بالنوشو فقط !!





حب التينج آي !


” عندما كنت أحس أني لن أحتمل لحظة أخرى من الألم، و حين تتساقط دموعي على أربطتي (أربطة للقدمين) الدامية ، كانت أمي تهمس في أذني و تشجعني كي أحتمل ساعة أخرى، يوما آخر، أسبوعا آخر .




بهذه الطريقة، لم تعلمني كيف أتجلد على أوجاع قدمي فحسب، بل على تباريح قلبي ، عقلي ، و روحي.” ص4 بتصرف



هكذا تستهل ليدي لوو – ليلي قبل الزواج – قصتها و هي تقضي أيامها الآخيرة أرملة متأملة ، تماما كما تقتضي تقاليد قريتها ، تستحضر طفولتها و شبابها و شيخوختها.


لم يكن مسار حياتها غير عادي فهي مرت بكل ما تمر به المرأة الصينية، ابتداء من أيام الابنة / الطفولة، فأيام شبك الشعر و رفعه ، و من ثم أيام الأرز و الملح ، و انتهاء بأيام الجلوس و الصمت و الموت البطيء.

” ها أنا أرملة صامتة فهمت أخيرا أنها كانت عمياء لسنوات طويلة. مروحتي أمامي ، بقدر ما هي خفيفة حين أحملها بقدر ما هي مثقلة بالكثير من الأفراح و الأتراح” ص4


“أكتب صفحاتي هذه إلى هؤلاء الذين ينتظرونني في العالم الآخر . فلأدع كلماتي تصل إليهم قبل أن تصعد روحي” ص 6

أيام الابنة


( 9-78)

ليلي فتاة صغيرة من قرية پوي في محافظة يونغ مينغ من قبيلة ياو. تتكون أسرتها من الجدة والأب و الأم و الأخوة و يقطن العم و زوجة العم و ابنتهما في منزل العائلة .

يعمل الرجال بالزراعة بينما تقضي النساء معظم وقتهن في حجرتهن المشتركة في الطابق العلوي ، يمارسن أشغالهن المعروفة و نادرا ما يتصلن بالعالم الخارجي أو يتصل بهن أحد من الخارج.
سن السادسة هو سن ربط الأقدام ، فالقدم عنوان الجمال و الجاذبية ، و كلما صغر الحجم زاد الطلب و المهر و ارتفعت أجرة الخاطبة. تبدأ عملية الربط باستخدام طريقة معينة ، تطوى فيها الأصابع إلى الكعب و تبقى الأصبع الكبيرة دون ربط حتى تزداد عظام القدم هشاشة و تحدث الكسور المطلوبة ثم تجبر القدم بطريقة محددة ، و يستمر الربط حتى تضمر القدم و يصبح طولها المثالي 7.5 سم فقط.

يعد هذا الطول قمة الأنوثة . قد تؤتي عملية الربط أكلها و قد تكون النتائج وخيمة ، و حينها ينتهي المآل بالفتاة إلى عدم الزواج - و هذا هو العار بنفسه - أو تهدى إلى عائلة كي تربيها حتى سن البلوغ ، ثم تستخدم الفتاة للإنجاب فقط و لا حقوق لها غير الطعام و المأوى، و قد تباع في سوق النخاسة و تبقى جارية طوال حياتها.

يكلف الأهل العراف بتحديد أفضل وقت للربط و بعد أن يفحص الأقدام و يبصر في الطالع، يقوم بتحديد اليوم و يمضي. لكن قدما ليلي ليستا ككل الأقدام , فالعراف طلب استشارة مدام وانغ خاطبة قرية تونغ كو التي لا يشق لها غبار !!


قلبت مدام وانغ ليلي و نظرت إلى الأم بحزم ، “فتاة لطيفة، إن أحسنت ربط قدميها ، ستتزوج هذه الفتاة التي لا قيمة لها رجلا من إحدى عائلات ضاحية تونغ كو ! ” ص 21

نعم ، تونغ كو !!
تونغ كو تعني مهرا أثمن ، وضعا اجتماعيا أفضل ، حماية أكيدة و اتصالات أوسع . تونغ كو حلم لا يمكن أن يتحقق لابنة مزارع.
لم تكتف مدام وانغ بذلك بل وجدت ( لاوتونغ= توأم روحي ) من تونغ كو ، فتاة من عائلة غنية ، اسمها زهرة الثلج ، ولدت في نفس الشهر الذي ولدت فيه ليلي و في عام الجواد و فقدت أختا صغيرة كما فقدت ليلي أختها الصغيرة و تلاقت العلامات في ثمانية مواضع !

يكتب عقد التوأم الروحي في معبد چوپو المقدس، تقتضي شروطه أن تلتئم عرى الأخوة بين الصديقتين مدى الحياة و لا يفرقهما سوى الموت. اللاوتونغ علاقة لها مكانتها الاجتماعية و احترامها بين عائلات الصين.

صارت ليلي الفتاة النكرة موضع الآمال و الأحلام في زمن كانت تعد فيه البنت عبئا على أسرتها و كما يقولون في أمثالهم ، “كلب أفضل من فتاة ! “.

يبدأ ربط قدمي ليلي و تصلها رسالة أولى مكتوبة (بالنوشو) على مروحة يد بعثت بها زهرة الثلج. و تبدأ الإقامة في حجرة النساء . تعاني ليلي من قدميها و تتعلم أصول الحب و الحياة من منظور جديد.
و كما تقول أمها، ” السيدة الحقيقية لا تسمح للقبح بأن يدخل حياتها. لا جمال دون ألم ، لا سلام دون معاناة، أنا ألف قدميك و أربطهما لكنك أنت من يجني الثمر .” ص 30

يا لهذا الحب القاسي ، إنه حب التينچ آي!

أيام رفع الشعر و شبكه

ص83-146

” تزويج الابنة يشبه إراقة كوب من الماء “ص 263

عندما تبلغ الفتاة سن الخامسة عشر ، تكون قد خطبت، يتم رفع شعرها بطريقة محددة كناية عن قرب مراسم الزواج. تتحدث الفتاة همسا و تمشي بكبرياء و نعومة حيث تحط زنبقتاها . يكون المهر قد وصل و تكون العروس قد حاكت أثوابها و هداياها لعائلتها الجديدة و أهمها أغطية الزواج فكلما زاد عددها ، زادت البهجة و حل الفأل الحسن بإنجاب مزيد من الأبناء!!


تقوم ليزا في هذه الفصول بشرح مسهب عن طريقة الإعداد للزواج و الأغاني التراثية و أهازيج النوشو التي تتعلمها الفتاة و مراسم زف العروس و الاحتفال بها و كيف ترى حماتها قبل أن تتعرف إلى زوجها و كيف تقابل زوجها في أيام معدودة ثم تعود إلى أهلها . يبقى الحال على ما هو عليه حتى يحدث الحمل فلا تعود إلى زوجها و لا تسكن معه و أهله حتى تضع مولودها الأول و حينها فقط تسكن دارها و تقع تحت سلطة حماتها.


الليل للأزواج ، و النهار لأمهاتهم !!

تتعلم ليلي الكثير من بروتوكولات التعامل من زهرة الثلج و التطريز الذي يليق بفتاة من أسرة غنية و الأهم من ذلك النوشو !


فزهرة الثلج لها خط منمق و مقدرة فذة على تركيب مفرداتها و صياغة قصصها. في المقابل ، تتعلم زهرة الثلج من ليلي كل الأعباء المنزلية و الغسل و التنظيف و إطعام حيوانات المنزل و التأقلم مع وضع معيشي يختلف تماما عن واقع بيئتها.

ليلي تظفر بقدمين لا تتجاوزان سبعة سنتمترات و تخطب لأشرف عائلات تونغ كو أما زهرة الثلج فتخطب لعائلة من قريه جنتيان، لكن تفاصيل عائلتها الجديدة تبقى طي الكتمان تماما كتفاصيل عائلتها الأصلية ، فرغم عشرتها الطويلة لليلي و زياراتها العديدة في مواسم الأعياد ، إلا أنها لم تقم بدعوة ليلي إلى زيارة أهلها و معاشرتهم . أمر حير ليلي طويلا و ظل يشعرها أنها اللاوتنغ الأقل شرفا و نسبا و حظوة.


تزف ليلي أولا و حين تصل إلى تونغ كو تفاجئ زهرة الثلج بزيارة خاطفة و هناك تكتشف الحقيقة، فزهرة الثلج تنحدر من عائلة عريقة إلا أن أباها قد فقد ثروته بفعل الحشيش و الإدمان و جلب لعائلته العار إلى الأبد و لذلك لم يطلب أحد من أشراف تونغ كو أو فقرائها الزواج من زهرة الثلج، و لم يبق أمام خالتها الخاطبة مدام وانغ إلا أن تزوجها بجزار خنازير من جنتيان !!

جزار ! جزار !
هذا يعني قمة التلوث في ثقافة ليلي و أمران أحلاهما مر في ثقافة زهرة الثلج.
الحقيقة ترفع أقواما و تضع أقواما !
ليلي تحب زهرة الثلج و تدين لها بتغيير قدرها ، لكنها كانت طوق نجاة لها من مستنقع الحشيش و العار.
و الخاطبة اللئيمة كانت تحب ابنة أختها بصدق و ضربت عصفورتين صغيرتين بحجر كبير!

في تلك اللحظة فقط ، تحولت ليلي إلى الليدي لوو!

أيام الأرز و الملح


ص149 - 243

تستقر الفتاتان في منزل الزوجية و تبدأ عملية التأقلم مع الأزواج والحموات و بناتهن و زوجات أبنائهن ، تستمر المراسلات بين الصديقتين على ثنايا المروحة و تكسر زهرة الثلج قواعد النوشو للمتزوجات فتتحدث عن علاقتها بحماتها و زوجها و مشاعرها الخاصة ضاربة بالعرف و التقاليد عرض الحائط.


تتعرض البلاد لبدايات تمرد على الإقطاع و الإقطاعيين و يضطر زوج الليدي لو إلى السفر للتجارة بالملح حتى يضمن مصدر رزق له و لعائلته إن خرجت البلاد من حكم الامبراطور و فقد آل لوو أراضيهم و اتصالاتهم السياسية.

يجتاح البلاد مرض التفوئيد و يحصد عائلات بأكملها. يموت آل لوو و تصبح ليدي لو سيدة تونغ كو الأولى و يصبح زوجها مستر لوو من أغنى تجار الملح !

أما زهرة الثلج فتتدهور أوضاعها من سيء إلى أسوأ، تفقد ابنها و تلد خمسة أطفال ميتين ، تعاني من الجوع و الذل و كما وصفت نفسها ” أصبحت متسولة في منزل زوجي .”ص 210
تساق جيوش الامبراطور لحصد رؤوس المتمردين أثناء وجود ليدي لوو في ضيافة توأمها الروحي ، مما يضطر الجميع للهروب إلى الجبال و العيش على سفوحها ثلاثة أشهر. تبدأ ليدي لوو برؤية صورة زهرة الثلج كما هي و تكابد ما يكابده الناس، فليدي لوو تعودت على الحرير و نسيت رائحة الفقر !
ليدي لوو ستتعلم شيئا آخر لم تعلمه إياها حجر النساء. لكن هل يمكن أن تتغير، أن تقل صلابتها ، أن تتجاوز العرف و التقاليد و العادة ، أن تحل رباط قدميها الذي كبلها من الداخل؟ هل ستحس بعمق معاناة زهرة الثلج .
و هل ستقبل زهرة الثلج شفقة مغلفة بالحب.

كل ما ستقوله لليدي لوو، “لديك كل شيء و مع ذلك لا تملكين شيئا !”ص210

ينجح الامبراطور في قمع المتمردين و تبعث زهرة الثلج برسالة إلى ليدي لوو ، تقرؤها ليدي لوو بمعنى مغاير فهي ليست بليغة كتوأمها .تقاطع زهرة الثلج و تنبذها ، و لا تتكبرعليها فقط بل ترفض أن تجعل من ابنتيهما لاوتونغ ، فكيف ستزج بابنتها في بيت ملوث تقطنه ابنة الجزار!! ( يا لطيف)


لن تكتفي بذلك ، ستلتقي بزهرة الثلج التي ستعاتبتها في أهزوجة نوشية فترد لها الليدي لوو الصاع صاعين و تعريها أمام نساء القرية و تفضح سرها و تتكلم عن بيئتها الملوثة بدم الحيوانات و عن زوجها الذي يشبعها ضربا . تصير رسالة التوبيخ التي تلتها الليدي لوو مضرب الأمثال و ترتل في محافل كثيرة للدلالة على أصل الليدي و سوء طالع توأمها.


نهاية تعصف بزهرة الثلج و أسرتها حتى بعد أن تموت بالسرطان.


و كما قالت ليدي لوو، ” ما زلت أتعلم عن الحب، ظننت أني فهمت حب الأمومة و حب الزوج و حب الآباء و حب اللاوتنغ. جربت أنواعا أخرى من الحب ، حب الشفقة ، حب الاحترام ، حب العرفان لكن عندما أنظر إلى مروحتي و رسائلنا المكتوبة عليها ، أدرك أنني لم أقدر أهم حب ، الحب العميق النابع من القلب . ” ص 5

.
.

.

لن تنتهي القصة حيث توقفت ، ستكتمل دورة الحياة و ستختلط دماء حفيدة زهرة الثلج بآل لوو و حينها ستحكم دماء ليلي و زهرة الثلج كل آل لوو !



رواية تتحدث عن لغة النوشو التي استمرت ألف عام ، اخترعتها نساء ياو و أبقينها سرا على الرجال . لها حروفها الخاصة و مخارجها الصوتية المختلفة و تكتب على شكل سطور شعرية. تدون بها النساء مراسلاتهن و همومهن و ما يشأن و من ثم يتم حرق كتاباتهن عند الموت. أبطلها اليابانيون عند احتلال الصين في عام 1930 م خوفا من استخدامها في أغراض الجاسوسية. .


لغة النوشو خرجت من مربع النساء..


فحذار من جوع النساء و غضبهن !!


الدار العربية للعلوم- ناشرون ترجمة أفنان سعد الدين،












توقيع : احمد الحسني

.

ترتشف شفتاي
لذة اسمكِ





عرض البوم صور احمد الحسني   رد مع اقتباس