عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-09, 10:35 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
 احمد الحسني  
اللقب:
:: قلم ذهبي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية احمد الحسني

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 19
المواضيع: 57
المشاركات: 745
المجموع: 802
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 11-11-21
الجنس :  ذكر
الدولة : خلف جدران الزمن
نقاط التقييم: 2227
قوة التقييم: احمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond reputeاحمد الحسني has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 16
وحصلتُ على 62 إعجاب في 50 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
احمد الحسني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : احمد الحسني المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

هكذا، أنا مريض جدا، ذلك هو ما كان عليه زمني، أحزان وغربة، اغتراب ومرض، وماذا بعد، أي معنى كان لكل ذلك؟، ما المعنى في أننا نولد ونحيا، ثم نموت، عبر كوّة من الزمان، يتهيأ لأن تجترح فيها الكبائر والآلام بأيدينا او رغما عنا، أما كان لأنهر الشهيق الدافقة هذه ان تكون دون تعاسات او رغبات، دون آلام او كراهية … لماذا كل ذلك الالم؟، كان على الموت ان ياتي مرة واحدة، ضربة سيف واحدة لا غير…..ليكفّ العالم بعدها من ان يبدو مهلهلا مثل فزّاعة بأسمال بالية ما عدت الان أخشى شيئا، لكنني لو كنت كذلك لقلت انني أخشى ان الحياة قد لا تمثل معنى كالمعنى الذي يمثله هذا الباب ازاء الغرفة.

(بسخرية مريرة)

كم من الزمان مضى وانت لم تعد رائيا؟ هل تستطيع الان؟ كن رائيا ولو لمرة أخيرة، لتدع نثار الرؤى ينهال عليك مثل ندف الثلج.

(صوت ريح بعيدة) او يعصف بك مثل ريح لمّا تزل تزعق منذ الأزل.
(عاليا)
أقول كن رائيا.
صوت الام: (من بعيد)
ارثر
الشاعر: هذا الصوت يبعث الرعدة في أوصالي.
( صوت الام قويا)
ارثر
الشاعر: انه صوتها.
صوت الام: بني
الشاعر: (عاليا)
امّاه،
(ينفتح الباب بفعل ريح قوية،يظهر طيف الام)
الطيف: (قويا،صارما،متألما)
ها انت تعود الي اخيرا.

(يدور الطيف خلال المشهد مصاحبا بصوت الريح، فيتبادلان الحوار دون التطلع الى بعض)

الشاعر:أجل،انها العودة في النهاية،بأجساد مشلولة،دون أجساد،هي العودة دائما.

الطيف: ما ‎أبعد ما مضيت يا بني، لم تكن أول الراحلين في هذه الأسرة الشقية، ولكنك الأقسى، بنيتك أملا اذ فقدت أباك وأخاك المارق(فريديك)، بنيتك في أعماقي قطعة قطعة، كأن الخوف من فقدانك كان يدفعني لأن أتشبث بك حتى بأظافري.

الشاعر: لم تزل كسِرها مغروسة فيّ.
الطيف: لأنك مني وإليّ تعود،لأنك نسيج من أحشائي، وفيك من قلبي وعقلي وروحي ما يهدد فيك أي اختيار، انت ملكي.

الشاعر:
(بألم شديد)

انظري الى الجسد الذليل الذي اعطيتني، أكنت ارضى ان يتفسخ هكذا لو كنت املكه؟، لسنا نملك شيئا،إننا نمرّفحسب،مثل هذه الريح.

الطيف: لم أكن أحفل في لعبك البارع بالكلمات، كنت أسمع اصداءها تعلو في فرنسا يوما بعد يوم، بينما كنت تكدح انت في الحبشة، ولو كان لها ان تصدح بقوة كل اجراس الكنيسة، فانها لن تعادل رغبتي في ان تكون جنبي، فاسمع جرس صوتك، أجل، لسنا نملك انفسنا، لكن وجه الحياة سيكون مريعأ، ان لم نملك شيئا من بعضنا،

الشاعر:حنانيك ايها الطيف.

الطيف:انا مخلوق نذر لكل انواع العذاب، ما الذي جنيته من عمري الطويل
الذي مضى، جنيت زوجا هجر بيته دون ندم، جنيت بيتا كان قدري ان اعيله وحدي، جنيت ابناء سامنوني العذاب.

الشاعر: جئت تفاقم عذابي ايها الطيف.
الطيف: كانني ولدت لأشقى.
الشاعر: فانظري اذن لما ولدتني من اجله.

الطيف : ليحمك الله يا ولدي، كنت تفيض حياة يوما ما، تتدفق نبوغا كان يبعث الفخر لأنني ولدتك، ولكن،ما اسرع ما استنفذت ما كنت أفاخر به، فأسلمت شراعك للعصف بين ليلة وضحاها، ما استطعت ان أفهم السرّ في ذلك، وأشك في ان أحدا ما سوف يفهم.

الشاعر: ومنذا يستطيع ان يفهم أصلا!!.
الطيف: (منسحبا)،لتعد اليّ يا بني ،لنلملم الأحزان معا ،لانملك غير ان نفقد الأشياء،نفقدها تباعا،نفقدها سراعا،وكأننا نمتلكها لنفقدها فحسب.

الشاعر: (عاليا)

امـاه ، يا للكلمات، يا لهذا البرق يضيء الظلمات يا لهذا الوقع يرعد الهواء، اعطني إيّاها اذ ترحلين ،أعطني الكلمات ، ليس يكفيني ان احس النضارة ترتقيها، بل ان أمس الجذر هناك…..حيث تولد النضارة…..أعطني الكلمات.

(لم تزل الريح تضرب في أعماقه)

لو قلت أيا طيفها امهلني لحظة قبل ان تعصف رياحك في اشرعتي البالية، لحظة ألملم فيها نفسي وأحزاني ، ولكنك تمنّ عليّ بها،(يهدأ،يتلاشى صوت الريح)

هاهنا أجدني احيا سنيّ حياتي كلهّا في يوم واحد ، هاهو الخريف قد حلّ،[قاربنا المنتصب في الضبابات يستدير نحو المرفأ الاخير ، كنت احيانا أرى في السماء شواطىء لا نهاية لها ، سفينة ذهب فوقي ترفرف راياتها الملونة مع نسائم الصباح، لقد خلقت كل الاعياد ، كل الانتصارات ، كل المأسي ، حاولت ان أخترع ورودا جديدة ، كواكب جديدة ، اجسادا ولغات ، خلت اني حزت على قدرات فائقة للطبيعة، حسنا ، يجب ان ادفن خيالي، وذكرياتي ، مجد جميل لفنان تبدد، واخيرا، سأطلب الصفح ، لكن لابد من يد صديق، من اين التمس النجدة؟

(يظهر طيف فرلين مصحوبا بصوت المطر ، يظهر نحيلا ، مبتلا، معذبا) اين هو صديق الخريف الاخير؟!

(يتصاعد صوت المطر)

ها الامطار تمرح في الخارج، المدينة تغتسل، والقلب القديم متروك هنا ،[أوّاه يا قلبي المسروق كيف العمل]، هكذا دائما ، تأبى ان ترمم مساءاتك الزنابق،

(ينتبه الى طيف فرلين)

ها أنتذا ثانية يا فرلين ، طيفك التاعس يهمي دائما مع المطر، اتراك ذلك الصديق؟.

الطيف:
(يكمل قراءة القصيدة)

[اوّاه يا صوت المطر الخافت على الارض على السطوح ،يا صوتا للقلوب المتعبة المتألمة ، الألم ان لاأعرف لم، دون أي حب او كره أجد هذا الحزن في قلبي؟].

الشاعر: مرحى يا ابن المطر، يا لعذوبة هذا الحزن، ولكن
(يمضي بتذكر اياما أليمة ماضية)

هل ينام المسدس الان وداعا بين يديك؟، ليس عليك الاّ ان تحفزه بفورة النجيع، نجيعك انت ، انت تعرف جيدا كيف هو ملمس الزناد بين الاصابع، لقد خبرته ، اخرج كفك من جيبك ، ابسطها ،اشهرها في وجهي، ان فيها خمس اصابع للزناد كانت انامل لريشة، دم الحروف ينبجس من معصمي ياابن المطر، انظر الي ، انني الان لا أساوي ثمن اطلاقة، اتعلم؟، كان ينبغي ان اتردد الف مرةّ قبل ان الحق بك الى (بروكسيل) في ذلك اليوم المطير البعيد.

الطيف: في بروكسيل تركتني حطاما ، وكنت حينذاك تلمس الاشياء لتتركها حطاما.
الشاعر:حينذاك؟!،
الطيف: هل عرفت الان ما الذي يعني ان يكون المرء حطاما؟.
الشاعر: [لم نكن يوما الحياة،الحياة الحق غائبة].
الطيف: فما هو اذن ذلك الذي كان ؟.

الشاعر: حلم ،ربما.
الطيف: ما زلت تجزم مرة ،ومرة……..
الشاعر:[ان روءية العدالة هي بهجة الله وحده].

(بصمت)

تكلم ، لم انت صامت؟، من ايّ جب تحرر طيفك ليكبلني برؤياه؟،كأن في جسدك الناحل بركان يفور ليتفجر ، الم نكتف ب(باريس ولندن وبروكسيل)

فضاءات للخصام والجنون ! أجئت تقاضيني؟،تكلم.

الطيف: الخزين يرقد في الاعماق ، اننا نرحل عن الدنيا بخزائن مكبلة في الاعماق، لأن اكثر ما فيها يتلاشى لو لامس الهواء ، حين لمحتك عند باب بيتي في باريس اول مرة ، أدركت ان تلك العينين الزرقاوين ، كرتان تتدرحجان الى اللهب ، وان ذلك الغليون في يدك انما يدخن تبغا….. من نفسه، وانما الاوراق التي حملتها كانت قصائد من كراس رجيم ، لقد صعقت!، ولكنني ما اردت ان افهم، وجدتني اصرخ امام الشعراء (البارناسيين) وانا ارمي قصيدة المركب السكران امامهم…..اقرءوا اكتشاف فرلين ، شاعر مرعب من شارلفيل،

(يلقي باعجاب)

[واذا كنت ارغب في ماء من اوربا ،ففي نقعة من الماء الاسود،حيث مع الغسـق المعطر ، يفلت ولد مقرفص مملؤ بالحزن ، مركبا هشا كفراشةّ من ايار]

(مستعيدا وقع القصيدة)

الكلمات تخترق ، والنفس الثمينة مشرعة للاختراق ، طالما تمنيت في تلك الايام العصيبة ، لو انك ارسلت القصيدة الى كل شعراء فرنسا الاّ بول فرلين.

الشاعر: (متعجلا الصدام )
فوجدتني عقبة……..
الشاعر: عقبة .... لنفسك .

الطيف: يا للنفس ! يا للنفس وما تجترح!.لقد افلحنا في ان نكون قصصا قديمة معيبة تروى بين الموائد.

(صمت وتوتر)

كنت تصطنع اسباب الخلاف ، تفتعلها بتفرد فتضرم النار الهشيم ، ولن يعنيك ان يكون ذاك في اي مكان ، امام حفنة من اشباه الشعراء، او في اي زاوية من اي شارع ، لقد نبذني الاصدقاء ، وهجرتني زوجتي ، وفقدت كل مااستطعت بناءه، ...... ،لقد ضيعتني يا آرثر .

الشاعر: [ليس الفعل حياة ، طريقة لا فساد قوة ما ] .
الطيف: الفعل هو الحياة .
الشاعر: لا حياة في ما نظن ( الحياة الحق غائبة ) .
الطيف: لاسطوة لما نظن أن له سطوة،

( بسخرية مريرة )

أيةُ تعاسة ؟ ، الذكريات تفيض في نفسي، واحس بأن دفئها يخالطه الالم ، حسنا فعلت اذ لحقتني الى بروكسل في ذلك اليوم المطير قبل سنين بعيدة، بعيدة جداً، لتشهد بنفسك مسك الختام .

( ظلام تدريجي يستمر معه صوت المطر )


(يتبع)












توقيع : احمد الحسني

.

ترتشف شفتاي
لذة اسمكِ





عرض البوم صور احمد الحسني   رد مع اقتباس