قال تعالى: "ويسئلونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي"
الروح والنفس واحد غير أن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب،
ولما سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح،
وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس في قوله: "ويسئلونك عن الروح" قال؛
إن الروح قد نزل في القرآن بمنازل،
ولكن قولوا كما قال الله جل وعلا: "قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" (الإسراء 85)
قال ابن الأثير: "وقد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تقرر في القرآن، ووردت فيه على معان،
والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد، وتكون به الحياة،
وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة وعلى جبريل.." إلى آخر كلامة رحمة الله.
الاستفادة :
والروح سماوية علوية، والجسد أرضي سفلي، وعند موت الإنسان كل يتجه إلى أصله فالروح إلى السماء،
والجسد إلى الأرض، ومن الناس من همته في الثرى ومنهم من همته في الثريا،
فمنهم من يسعى لحياة الروح ومنهم من يسعى لحياة الجسد،
وحياة الروح باتصالها بالسماء بالخوف والخشية والمراقبة والإخلاص لله جل وعلا،
والروح والجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر، إلا إذا أصبح الجسد لا هم له إلا شهوته وهواه،
وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم".
ومن الناس من نسي روحه وغفل عنها وعن حقوقها، فعبدها لجسده وشهواته،
فأصبحت حياته هموماً وغموماً و أكداراً وأحزاناً ليس له هم إلا أن يرضي هواه.