اليوم التاسع
من شهر الخير والبركات ... خير ما يترك ابن آدم بعد وفاته ابن بار وصدقة جارية لا يتوقف خيرها بموته...
جلس الأبناء بعد وفاة أبيهم للحديث بأمر الطريق التي اقتطعها والدهم لجاره من حديقة منزله .
فقال مروان:سأرفع سورا حول الحديقة وأغلق تلك الطريق وليعود أبو زاهر لطريقه القديم.
فادي:لكن الطريق القديم وعرٌ جدا لا يصلح لمرور سيارة وشقه يحتاج لمبلغ كبير من المال وأبو زاهر بالكاد يملك قوت يومه.
مروان:ذاك شأنه وحده أما أنا فسأغلق الحديقة كاملة ولا يستطيع أحد منعي فهذا حقي وحقكم.
فادي :تستطيع ضرب سور على الحديقة وترك الطريق على حالـــ
قاطعه مروان: هل جننت أترك 200متر من حديقة المنزل طريقا لأبو زاهر ...ما الذي يدفعني لفعل أخرق كهذا...؟؟
دمع فادي حزنا على والده:لقد فتح أبي الطريق ووعد جاره بأن تبقى ما بقيت الدنيا إلا أن يشاء الله غير ذلك فكيف تنقض عهده بعد وفاته...؟
هز مروان رأسه باسما: لقد وفى بوعده ما استطاع أما وقد مات
فقاطعه شقيقه غاضبا: ويحك أتبخل على والدك بصدقة جعلها لوجه الله الكريم ...أما تعلم أن تلك الطريق صدقة جارية لا يقطعها إلا ولدٌ عاق.
طأطأ مروان رأسه خجلا: ويحي كيف نسيت هذا اللهم اغفر لي زلتي حسنا سأترك الطريق على حاله لا بل وسأعبده على نفقتي الخاصة علي أكفر بهذا عن زلتي العظيمة.