[هيــام]

.
.
تعالي لن تجدي شعرة واحدة بيضاء برأسي
و لكنكِ ستجدين الكثير في الفؤاد
ليس غرور و ليس طيبة و ليس بياض صفاء
لا هذا و ذاك
إنما قلبي بلغ المشيب بوقت مبكر جداً جداً
يقولون بأن الشحص الذي يقترب من الموت
فأنه يشاهد شريط حياته أمامه
تتهادى بين رمشة و أختها
حين تخترق رؤوسنا لا نأبه بالمقابر
و حين تنزوي أفكارنا نحو الموت لا يسعنا ميدان الهرب
هكذا كان شعوري وقت حدوثه
يوم كئيب جداً كأني غارقة ببحر من الوجع
و لا أحد هنالك يمد يد العون لي
هو أبتلاء من الله أولاً وحكمته سبقت كل شيء
ذهبنا كي نأخذ نتائح تحاليل و لا ندري ماذا ينتظرنا أكثر
الوجوه شاحبة صمت مطبق لا حراك في الطريق للمستشفى
كلما نقترب تزداد نبضات قلبي و أنفاسي تتسارع
وشاء القدر أن لا نرى تلك الورقة اللعينة
كأنني بحلم لم أشعر بجسدي مطلقاً أو بالأحرى لم أفق
إلا عندما أمسكني بعنف ( صار فيكِ شي كلميني الله يخليكِ )
قدر الله أن تأتي سيارة مسرعة و تأتي أمامنا فجأة دون سابق انذار
ذلك ما اتذكره فقط
عندما أفقت و رأيته أمامي أرتحت و أستسلمت للنوم جبرناً
الحمد لله على كل حال أن لم يصبنا مكروه
سوى بعض الكدمات والرضوض له الحمد و المنه
له الحمد و المنه
له الحمد و المنه
و هذا الموقف بالذات حينما زالت عني الصدمة قلتها و بملء فاهي
شيبت راسي هالدنيا
ربما هي مقولة أعتدنا على سماعها من كبار السن من حولنا
و أصبحنا نتداولها دون الشعور بذلك لأننا نرى بها جملة عميقة
تصف ذهول المشهد و صدمته
و بس ..
موضوع رائع يا صمت ربي يسعدك و يبعد عنك الشيب
بلاش يسمعونا الرجال و يبلشوا تريقة علينا