بارقة امل في سماء شمال افريقيا ...هل انطلقت الموجة الثانية من الربيع العربي؟
أصبح من المؤكد ان الحراك الثوري العربي او ما اصطلح عليه اسم الربيع العربي لن يتوقف الا إذا ما زالت أسبابه. ويبدو ان زوال الأسباب التي أدت الى اندلاع ثورات الربيع العربي من ظلم اجتماعي وفقر وغياب للحرية والكرامة ما تزال قائمة بل وتتفاقم وتتعمق.
ففي مصر مثلا لم يكن فيما سبق ثورة 2011 ازمة خبز !! اليوم وصلت المصاعب حتى الى رغيف الخبز بعد السكر والجنيه والغاز. فجن جنون الناس على ما يظهر واندفعوا الى الشوارع يتظاهرون ويحتجون حتى دون قيادة على ما يبدو هذه المرة وبصورة غير منظمة وهو الأخطر لان ذلك يعني ان الثورة عفوية نابعة من الجوع وأقرب الى ما حصل في ثورة الخبز الفرنسية... والازمة يبدو انها في طريقها الى التفاقم والاشتعال...
فبدلا من ان يخرج وزير التمويل هناك لتطمين الناس خرج ليؤكد على عدم تراجع الحكومة عن قراراها الذي يمس برغيف الخبز...وهو الشيء الوحيد الذي لم تطاله حتى الان الازمة الاقتصادية الطاحنة التي نتجت عن تطبيق متطرف لمطالبات صندوق البنك الدولي وسياساته... وهو الامر الذي كان الصحفي الكبير قندل وغيره الكثير من الخبراء الاقتصاديين قد حذروا من حدوثه لما له من أثر وتباعات ثورية حتمية...
وهذا يعني ان الأمور مرشحة للتفاقم في مصر ونحن على أبواب يوم الجمعة، وهو اليوم الذي يجتمع فيه الناس فيصبح من الصعب السيطرة عليهم. فكيف يمكن السيطرة على طوفان من البشر الجياع؟؟!!... وربما تتجدد الثورة وتنطلق من جديد في صفحتها الثانية التي يتوقع بعض الخبراء انها ستكون أعنف هذه المرة... وهذه حتما بارقة امل جلية واضحة تبشر بانتصار الحرية والعدالة الاجتماعية...
وفي ليبيا المجاورة...ظهر فجأة ومن دون مقدمات جيش ثوري صاحب شكيمة وعزم، ينادي ويتبنى مبادئ الثورة ...ويقول لا لجيش حفتر الذي يمثل الماضي بمآسيه وظلمه وفشله ورجعتيه وعنجهيته وجنونه...
وقام هذا الجيش الثوري في وقت لا يكاد يذكر في استرداد المثلث النفطي من سيطرة جيش حفتر الذي يمثل الثورة المضادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى...وإذا ما قدر لهذا الجيش الثوري ومن يتحالف معه ان يستمر في السيطرة على هذا المثلث ومن ثم هزيمة ردة فعل جيش حفتر على هذا التحرك ومن ثم تحرير مدينة بني غازي من سيطرة جيش الردة الى الماضي والدولة العميقة فان ذلك يعني انتهاء ظاهرة حفتر والى الابد وبالتالي انتصار الثورة الليبية في صفحتها الثانية...في بارقة امل أخرى تلمع من شمال افريقيا...
ولا شك ان هذا سوف ينعكس على دول شمال افريقيا بشكل خاص ودول الربيع العربي بشكل عام ... ويعني ان قوى الثورة قد استعادت النفس الثوري رغم المصاعب الجمة وتعدد الأعداء، وشراسة الدولة العميقة، وسوف تنطلق من جديد لتحقيق اهداف ثورات الربيع العربي في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في تلك البلاد...
فهل تثبت الأيام القادمة صحة الادعاء بان موجة ثورية ثانية من موجات الربيع العربي قد انطلقت وأنها الى انتصار هذه المرة بعد ان تعلمت الجماهير من اخطاءها في تحركها السابق، معتمدة على الحشد الجماهيري الذي لا يقهر...
ام ان الأيام ستثبت بانه مجرد حلم اخر من أحلام اليقظة يراودنا؟؟ فالأعداء كثر وهم شرسون ويتربصون ولن يكون من السهل ان يتخلوا او يتنازلوا عن امتيازاتهم ومصالحهم الا إذا ما اجبروا على ذلك بقوة الجماهير التي يحركها الجوع وتتعطش للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية...
لننتظر ونرى؟؟!!