[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;borderpx double darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
!
ذات ظهيرة عاد إلى البيت مبكرا
عن المعتاد ليجد الأرملة جالسه في مدخل البيت
فسألها ماذا تفعلين؟
قالت لاشيء
قال لها إذا تعلمي شيء ..
مقطع من رواية الجبل الخامس لباولو كويليو
الكاتب البرازيلي وقعت عيناي عليه وأنا أتصفح مجموعة
من الكتب في مكتبة ( الجامعة ) بالعاصمة أبو ظبي
آثرتُ تسجيله في هامش دفتر صغير أقتنيه ..
لربما السبب الذي جعلني أدونه عائد لموقف حدث
لي في ذات اليوم مع سيدة كانت تجول بين السيارات الواقفة
في مواقف السيارات بانتظار ركوب أحدهم أو أحداهن لسيارته / ا
لتنقض عليهم وبحركة سريعة كانقضاض الصقر على فريسته
بطرق زجاج النافذة طلبا للمعونة المادية .
وفي حال الرفض تبدأ بسرد قصص لا تعلم أنت كمستمع صحتها
من كذبها فيرق قلبك حينها وتنصاع لما طلبت محتسبا الأجر من الله
وطالبا الهداية لأمثال هؤلاء بغض النظر هل هم محتاجين فعلا أم لا ..؟؟
قصص المتسولين ومساعي الدولة للحد منهم يعلمها الجميع وفي جميع
دولنا الخليجية أو العربية .
سؤال راودني كثيرا بعد ذهاب تلك السيدة فهي ولله المنة والحمد
تتمتع بصحة جيدة تمكنها من العمل تُرى :
لم البعض هداهم الله يرتضي هذا النوع من الأعمال وذل السؤال ..؟؟
لم البعض منهم يُعرض نفسه للمسالة القانونية وللمخاطرة والأذى
خاصة إن كانت المتسولة فتاة صغيرة أو شابة أو حتى امرأة
خاصة مع وجود قوانين تمنع التسول ووجود الحملات التفتيشية
والتي قد تكون عواقبها السجن ..؟؟
لم لا يلجأ أمثال هؤلاء إن كانوا عوزه فعلا للجهات الرسمية
وجمعيات النفع العام لتقديم إثباتاتهم الورقية التي توضح أحقيتهم
بتلك المعونة ..؟؟
في المقطع السابق دعا الكاتب الأرملة للعمل ..
وهذا ليس بشيء جديد علينا كمسلمين ولله المنة والحمد
فديننا دين الشمولية والكمال ..
وهناك الكثير من الأحاديث التي تحث على العمل وعدم الرضا
بالضعف أو حتى الخنوع له والتكاسل .
كقوله عليه الصلاة والسلام :
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )
( استعن بالله ولا تعجز )
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ..
حتى في قوله ( حي على الصلاة حي على الفلاح ) دعوة صريحة للعمل ..
كثيرة هي الدلالات وكثيرة هي النصوص القرآنية ولكن بعض النفوس
خارت عزيمتها واستسهلت التسول والرزق من خلال مد الأيادي ..
والبعض في الأصل أمتهن هذا الأمر وهو غير محتاج إليه بتاتا بل
ووصل الأمر ببعضهم إلى إمكانيته لتوظيف من يعمل لديه
فيستأجر الأطفال والرضع والإكسسوار اللازم للتسول ..
وحتى عمل عاهات صناعية أو دائمة لزوم العمل لمن يوظفه.
وما أكثرهم في بلادنا ومواسمنا الدينية كالحج ورمضان وأيام الأعياد
ويقول النبي محمد -صلى الله عليه و سلم- عن الذي يتسول ومعه
ما يكفيه من المال
(إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ) [1]
ويبقى كل برغي له سكروب يفكه إلا التسول ..؟؟!!
مشكلة لم نتمكن حتى يومنا هذا من التخلص منها ..
بقلم / منى
حصري لقطرات
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]