/
\
أصبح الشـآعر إنسانا ً غريبا ً عني ..
اتحاشى الإحتكـآك به رغم حبي و الحنين .. وأتظـآهر بالكبرياء وأنـــآ أتقاطر شوقا ً و شغف
تارة يصيبني العتب الشديد تجاهه فأسحق حبي له بأقدآم القوة والكرآمـة وأمضي
وتارة يصبني دآء الحنين فأنهــآر على ذكرياته باكية وأشعر بأنه لم يزل مستوطن القلب والذآكرة والروح
وأصبحت بين عزة النفس والكرآمــة وبين الشوق ونــآره ..
ولكن يكفيني آن آراه ولو من بعيد .. فهو الحب الأول بحياتي ولم استطيع نسيانه أو حتى كرهه
فيصعب أن نكره من أحببنــآه كثيرا ً
وهو ايضا ً آراه يمر من جانبي مرور الكرآم يمضي مسرعا ً دون أن يلتفت لمكاني
وكــأنه لم يرآني فلآسلآم ولا كلآم ولا حتى إشآرة ولا إبتسام ولو من بعيد
وبعد مضي مايقارب الستة أشهر .. وفي نهاية السنة الدرآسية الأخيرة
لفت إنتباهي غياب الشاعر عن المحاضرآت .. وعدم توآجده
وأيضا ً باليوم الثاني كان غائبا ً وغير متواجد ..
سألت عنه أحد الأصدقاء فأخبرني بأنه متعب نفسيا ً لأن خطيبته تعرضت إلى حادث مروري
وهي في حالة حرجــة جدا ً .. أصابني شيئا ً من الفزع والإرتباك والحزن على ما أصاب رغد
وقررت زيارتهـــآ في أقرب وقت ممكن .. وبعد عودتي للبيت ..
إرتحت قليلا ً من ثم ذهبت لزيارتهـــآ
وبلحظة وصولي .. وجدت الجميع متواجدا ً بممرآت المستشفى وكان الشاعر ضمن المتوآجدين
وكان بحالة يرثى لهـــآ .. أقبلت عليه و القيت على الجميع التحية
وسألته كيف رغد ..؟
فأجابني بصوت باكي رغد توفيت أدعي الله لها بالرحمة ..
أصابني الذهول والإرتبآك فلا أدري ماذا أحكي وأقول
ولا أعرف كيف أثبت نفسي و أوآسي أحمد
حارت الكلمات وسالت الدموع و رق قلبي على الشاعر
مددت يدي على كتفه وهمست له .. لآتحزن وكن قويا ً وأكثر من الدعاء لها فهذا ماتحتاجه منك الآن
مضيت بدربي والدموع تنهار من عيوني وقلبي يتقطع حزنا ً وألم ..
فما كنت أعلم أن نهاية الأمر سيكون رحيلهـــآ ..
إنتهت فترة العزآء وعاد الشاعر لدراسته و الحزن يغطي ملآمحــــه
كان هادئا ً للغاية وقويا كجمل يسير بصحرآء قاحلة ..
كان يقف ليتلقى التعازي بقوة رغم الألم الذي يغمر كيــآنه
كنت ألمح حزنه في إبتعاده عن النــآس و بقلة كلامه وبحة صوته و إختلائه بنفسه وطريقة تدخينه لسجائره
كنت آرآه من بعيد و أتألم من أجله .. و أسأل نفسي لمــآ لآيعود لي
ولمـآ لايرمي احزآنه بأحضاني و يبكي على صدري ..؟؟
شيء من الحزن أصابني على رحيل رغد و لكن شيء من الأمل بدأ يلوح لي في سمــآء الحب
بدأت أشعر ان الإنكـســآر الذي حدث بلحظة قابل للجبر وكل شيء مضى من الممكن أن يعود الآن
وأصبحت أفكر و أرغب بأن أعود للشاعر وأن أتحدث معه و أن ننسى المــآضي و نبدأ حكاية جديدة بصفحة جديدة و بعلاقة جديدة أيضا ً
لمــآ لآ و أنـــآ مازلت أحبه .. و السبب الذي كــآن يعيقه من الإرتبـآط بي قد مــآت
تقربت إلى الشـآعر وجلست معه
و بدأ هو أيضا ً يتقرب لي ويتحدث معي رغم الحزن المتجلي بصوته وملامحه
وشعرت أن جرحي بدأ يطيب و الحزن تجـآوزني ومضى
وعدت أنــآ لطبيعتي وعادت الإبتســآمــة لشفاتي و أعطاني رقم هاتفه الجديد
وعدنا تقريبا كما كنا عليه بالسابق ولكن لم يزل الشاعر حزينا ً على رحيل خطيبته
وأصبحت أدعي له بأن ينجلي عنه هذا الحزن الذي خيم على ضحكته ليعود كمآ كــآن
وكنت أظن أنه سيتقدم لي ويخطبني من وآلدي بعد التخرج
ولكن خـآب ظني عندمـآ تخرجنا وأخذنــآ شهادة الباكلريوس
اتصلنا ببعضنا باركنا لبعضنا النـجــآح وكاونت إتصالآتنآ شبه يومية
وبعد مرور شهرين من التخرج .. إفتقدت الشاعر وافتقدت إتصالاته
فأخذت هاتفي وأتصلت عليه..فأجابني الهاتف ..
إن الهاتف المطلوب لآيمكن الإتصال به الآن .. خفق قلبي ولكن أعدت محاولة الإتصـآل
أيضا ً أجابني إن الهاتف المطلوب لآيمكن الإتصآل به الآن .. شيء من القلق إعترآني
ولكن لعل الأمر خيرا ً .. توسدت وسادة أحلآمــي و اغمضت عيوني على ذكرياتي الجميلة معه ونمت
حتى آتــآني الصبـآح .. ووما أن فتحت عيوني إلا وأمد يدي على هاتفي لأتصل عليه ..أيضا لآجدوى
فالهاتف مغلق .. فلآ أدري مالذي أصابه ومـآالذي جعله يغلق هاتفه
وقررت الإتصـآل على أحد الأصدقاء المقربين للشاعر لـ أسأل عنه وأطمئن رغم أن قلبي يحدثني بأن الأمر ليس على مايرآم
وقلب المؤمن دليله .. إتصلت وسألت عنه .. وأخبرونــي أنــه سافر إلى الـخــآرج للدرآسة أو للعمل هنـآك
ولآيعلمون عنه شيئا ً منذ وصوله هنـآك .. وقال لهم أنه سيغير رقمه هاتفه
وسيعطيهم رقمه الجديد لكنه لم يتصل ولم يعطيهم أي عنوآين ولآ أرقـــآم
آآآآه
تجددت بي مشــآعر الحـزن .. و أصـآبت قلبي سهــآم الخيبة
وظهرت لي كل الجــرآح القديمة .. فرحيل الشاعر كان حزن عمري الذي لـن أنســآه ماحييت
فرحيله عني لم يكن مجرد نهاية .. بل كـــآن حرمــآن يشتعل لهيبه في كل وقت أشتآق و أحن لـه فيه
أربع سنـوآات قضيتهــآ معك أيهـآ الشاعر وفي النهاية ترحل عني دون أن تودعني و لآ أرآك
أنــآم على وجودك بقربي وأستيقظ على رحيلك عني و
وليتني إقترفت بحقك شيئا ً يعطيك حق الرحيـل والإبتعـآد والنسيـآن ..
/
\
مضى على رحيله مايقارب الخمس سنين أو أكثر
وأنـــآ كنت اتألم و أنزف لكن الآن جف الجرح ومابقي منه إلا الأثر
وهذآ الأثر جعلني أخاف واحذر أو بالأحرى أرفض أي علاقـة جديدة
فعندمــآ كنت طفلـة كنت أتمنى ذآك اليوم الذي أرتدي فيه الفستـآن الأبيض
واتزوج و أنجب أطفالا ً ..لكن الآن خوفي من إجرآء أي علاقة جديدة يقف حائلا بيني وبين أمنيتي القديمـة
فالشـآعر لم يزل يعزف بحبه وذكريــآته على أوتار قلبي رغم بعده والرحيـل ..
وكلمــآ طوآنـي الشوق للقـيـآه سارعت لفتح محفظتي الصغيرة واخرجت منهآ نقودا ً قديمة أخرجهآ من محفظته ليشتري لي بها فنجـآن قهوة
وأفتح بعض الموآقع التي تطبع دواوين شعريـة للشعراء لأطلع على آخر جديد له .
وأوفتح بعض مقاطع الفيديو لـ الأمسيات الشعرية المشارك بهـآ
فهو أصبح شاعرا ً معروفا ً و مشهورا ً ..
ولكن حياته الخاصـه لآ أعلم عنهـآ شيئا ً أبدا ً ..
آآآآه ما أقصر الحب وما أطول النسيان
ولكن هـــذآ هو الحب ..إمرأة ورجل وحرمـآن .
تمت ..!