عرض مشاركة واحدة
قديم 15-02-12, 05:55 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
 علي مجدوع آل علي  
اللقب:
:: كاتب وقاص سعودي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية علي مجدوع آل علي

بيانات العضو
التسجيل: 21-12-11
العضوية: 392
المواضيع: 36
المشاركات: 217
المجموع: 253
بمعدل : 0.06 يوميا
آخر زيارة : 26-03-18
الجنس :  من معشر الرجال
الدولة : المملكة العربية السعودية
نقاط التقييم: 2847
قوة التقييم: علي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 56
وحصلتُ على 103 إعجاب في 60 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
علي مجدوع آل علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : علي مجدوع آل علي المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]بعد الاستيقاظ
ذهبت إلى ذلك الشيخ
وجدته على حصير جالساً
بهدوء تام لا يحرك ساكناً
تأملته قليلاً قبل أن أحدثه
أمعنت في ذلك ملياً
وإذ به يقول لي
أهلاً بك يا بني

سلام من الله عليك أيها الشيخ الفاضل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أنمت جيداً ؟
نعم ولقد أفقت هذه المرة ولم أكن كما كنت في ما مضى

ولماذا ؟
لأنني أعلم بأن هناك من يجب على أسئلتي

يتنهد الشيخ قليلاً ويقول : بدأت طريقك الآن فإن ما أنت فيه ليس انتقالا لزمان من الأزمان أو لمكان ما إنما شيء آخر وبعد أخر انتقلت إليه عبر مدار روحي بلا إرادة منك

علامات الدهشة فيني وفاجعة من مما سمعت
ما هذا أيها الشيخ وما هذا الذي تقول أأنت خرف أأنت خرف

بدأ الشيخ بالضحك
وأسرد القول لقد كنت متيقناً بأنك لن تعي هذا، لذلك لم أعجل بتفهيمك هذا البارحة
ولكنك سوف تُسّلم لهذا فيما بعد شئت أم أبيت

أي بني ما أنت فيه لا يصل إليه إلا ندرة الندرة من النخبة ممن سيكون لهم شأناً يوما ما
أي بني لن تعي هذا الآن فبعد أن تنتهي رحلتك هنا ستدرك ما أقول جيداً

إن ما أنت فيه وحيٌ من نوع أخر وحيٌ روحي ينتشلك من ظلمات الضياع والتهلكة ينتشلك من براثين الجهل والظلم ينتشلك من شيخوخة هرمة في دنيا ليعود بك إلى فطرة إلهية سليمة

إن ما أنت فيه عالمٌ لا تدرك فيه من أنت ولما أنت هنا وبخلاصة أقول لك فيها ( لقد مسحت ذاكرتك تماما ) ولم يبقى إلا الفهم والإدراك والقلم وما تتكلم به لكي تساعدك على الخروج من هذا العالم المداري المجهول

إن في هذا العالم لا يومٌ يحسب ولا ساعة تتقدم إنما تعاقب ليل ونهار بلا حساب وبلا رقابة
كل المدة التي ستعيشها هنا مهما طالت ومهما كانت ستكون كلمح البصر من حسابات الدنيا
هنا الأعمار تقف فلا تكبر على ما أنت عليه ولا تهرم ستبقى هكذا إلى أن تغادر هذه البقاع

هنا وقفت أنفاسي وألجمت هنا تشنجت أطرافي هنا تقلبت أفكاري أحسست بدوار شديد وإذ بي أقع على الأرض وقد غبت عن الوعي تماماً
فاستيقظت
حزيناً ، أليماً !

أصابني خوفٌ شديد ،،، بدأت أنتفض

ما هذا الذي أنا فيه ولماذا أنا بالذات يحصل لي هذا
بدأ الهلع علي ،،، بدأت عيناي بالتوسع

بدأت آثار الانغلاق الفكري والعقلي
بدأ نفور الذات أحضن نفسي لأكفف عنها هذا
أشد من هذا الاحتضان
بدأت كمجنون أهذي

خوفٌ فخوف هلعة من تلك الجرعة
كلام الشيخ تلبسني ، يخنقني ، يعصر جسدي
بداخلي صرخة لو أطلقتها لعصفت بجبال فنسفتها
لا أطيق هذا
أنني أحس بمارد ضخم يخرج من داخلي

ما هذا وما تلك الأحاسيس

تحمر عيناي فجأة

خليطٌ بين جبروت و دمعه
خليطٌ بين قوة و ضعف

تتضارب نفسي وتتناقض
كأن بي مسٌ ما

تجمعت تلك الآثار بعد الرحلة و الفجة ومن أنا وما تلك الناقة
وماءٌ عذب وقريةٌ هنا وهناك عند تلك البحيرة

وحسناء تمشي على استحياء
وشيخٌ أصابني بمقتل خبر هذا المكان وما أنا فيه

لازالت هناك تساؤلات لازالت هناك بحورٌ لم أخوض غمارها
يجب أن أقوم من مكاني ، يجب أن أسابق زماني ، يجب أن لا أستسلم ،،،

يجب أن أكون لأكون لكي لا أهلك في هذه الغياهب المجهولة

يجب أن أذهب لذلك الشيخ وأستمر على فهم ما يقول يجب علي أن أنتشل نفسي من هذا الانغلاق القاتل
لكي لا أهلك وأضيع في هذا البعد المداري الميت المميت

ما هذا الإحساس ، إنه كتخدير جسمي منهك هلك من هذا التفكير
سأنام مكاني لكي أرتاح

فأبدأ مسيرتي
يتبع
حينما استيقظت
أمعنت التفكير طويلاً
فأذعنت بالمسير إلى الشيخ
ها أنا بين يديك
أوعيت
نعم وعيت جيدا
وما بال علامات الدهشة والفضول على وجنتيك
إنها الهمة أيها الشيخ
تعال معي إذن إلى تلك الحافة
هيا بنا
أنظر الآن ماذا ترى
ما هذا هذه الأرض وذلك القمر وتلك هي الشمس
نعم وما أنت فيه الآن مكان هادئ لا صخب فيه ولا بذخ
هنا ستتعلم وتعمر عقلك وفكرك وروحك
هذا المكان له رواده عبر الزمان
أولئك النخبة على تلك الأرض
هنا قاموا برحلة المدارات المجهولة
وتمكنوا من سلك مدار الرجعة
يا إلهي أحقيق هذا وماذا بعد أيها الشيخ
تعال معي إلى تلك الحفرة
هيا بنا
أنظر جيداً وتمعن
ما هذا الزخم من أولئك ومالهم يصرخون ويهرعون في دوائر وما بال ثيابهم الرثة
هؤلاء من فشلوا في المدارات فضاعوا هنا وأصبحوا كالمجانين هؤلاء لم يتمكنوا من عبور مدار الرجعة
فهلكوا هنا إلى الأبد

بدأت أتوجس خيفة
برهة كنت ذا أمل ولبرهة تمكن مني الألم
أذعنت بالطاعة لهذا الشيخ
وأذعنت للتقدم فلا أريد أن يكون مصيري مثل هؤلاء
لا أريد أن أكون رث الثياب
لا أريد أن أكون فاقداً للصواب
سأذهب
أي نعم سأذهب مع هذا الشيخ
لأعي معنى للفكر
ولأغني ألحان الغياب
وأدون ذلك الكتاب
وأبري قلمي وأنفضه من تراب

سأكون أو لا أكون


كان العجز حينها
كان الذبول وقتها
كان اليأس في أطرافي
كادت تنشل كل أعضائي
فهذه لا أكون

لماذا لا أكون لماذا لا ألاعب هذا الكون
لماذا لا أضع له ميزاباً فتصب نجومه في المتون
وأتصفحها وأختار من أكون

نعم سأكون وسأكون ثم سأكون
عدت مع ذلك الشيخ إلى ذلك السكون
تأمل في تأمل
صرت أهوى التأمل
فهو طريقي إلى بحور الخيال العميقة
فهو إلهامي الذي به سأكون
هذه قدراتي التي وهبني الله إياها
كأسلحة فتاكة
لكن في ماذا أستخدمها
ستكون للسلام للمحبة للإخاء
ستكون عنواناً لكل ما هو سامي في هذا الكون

هذه بداية لكل ما سأكون
فهل أكون يا ترى ستكون

ناداني الشيخ
- أمستعد أنت ؟
- - نعم مستعد
- إذن تعال معي
-- إلى أين ؟
- إلى ذلك الغار
-- وماذا فيه ؟
- تعال معي وستعرف
-- هيا بنا
انطلقنا إلى ذلك الغار
وإذ بداخله تلك الأبواب
حينها أشار الشيخ بعصاه إلى أحدها وقال أفتح هذا الباب
وبعد ما تدخل فيه أغلقه عليك وحاول أن تنام
وستجد نفسك بعد أن تستيقظ في عصر من العصور
أعلم ما فيه وتعرف على ناس هناك
فبعد أن تنتهي ستعود إلى هنا وعلى نفس الناقة ستكون
حينها لن تمسح ذاكرتك بل ستعي ما ذهبت إليه وتعود إلي
وسأناقشك عن ماهية رحلتك تلك

فتحت الباب وأغلقته علي كما قال لي الشيخ تماماً
وجدت نفسي في ظلام حالك لا أرى حتى نفسي فيه
حاولت النوم فنمت


كان النوم عميقاً
راودني حلمٌ فيه
كان الشيخ يتمتم في ذلك المنام
بتلك التمتمة العجيبة
وضحت لي بعض منها
( ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً )
إلى ذلك الزمن الأليم حيث ستكون وحيداً
إلى أحضان أم حزينة
عاشت أليمة لكنها رشيدة
تشبثت بحياة شائكة
لكي تكون سعيداً
عش في تلك الأيام وأقبض عليها مزيداً
لكي تكون أو لا تكون
لكي تعي معاني كثيرة
لكن حذارِ من الغرق حذارِ من الضياع في ذلك المدار
ستعود صغيراً ، ستعود صغيراً
فعدت للنوم عميقاً
وذهبت عني الأحلام وتلك التمتمة
فطال النوم لرحلة مجهولة لا أعلم عنها شيئاً



يتبع
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]












توقيع : علي مجدوع آل علي

المدونة الرسمية
http://www.alimjdoo3.com/
علي مجدوع آل علي

عرض البوم صور علي مجدوع آل علي   رد مع اقتباس