هاجرت إلى ذاك الوطن الجديد
و تركت خلفها كل ما يربطها بـ وطنها القديم
بدأت تعود من جديد لـ تحيك تلك الأحلام التي لم يتبق منها إلا بقايا مُهلهلة
و بدأت تعُد عُدتها لتعانق تلك الأيام التي أفتقدتها مجددا ، بعد أن كان قد لفظها رحم العمر من قبل
عادت معه ، لترى الإخضرار يعلو ملامحها بعد أن كان قد بدأ القحط يسكن مفرقها ، و هاهي الإبتسامة تعاهدها من جديد أن تمضي معها فيما تبقى من العُمر بعد أنا كانا إختصما و سار كل منهما في طريق
و بعد أن وجدت كل ما فقدت ، و عانقت كل ما اشتهت
عاودها الحنين من جديد للوطن القديم
و شعرت بـ رجفة الإشتياق تدب في أوصالها
فجمعت ما تبقى بالعمر من أمل
و حزمت كل حقائب العودة
كأنها طير أدركه موسم العودة للوطن
حلقت في نشوة العودة و رأت مرافئ الوطن تستقبلها ب ضحكة مدوية
إستقلت زوارق الحلم في نهر الأيام المتثاقلة و أخذت تجدف بمجدافي المواطنة
أوشكت على الإقتراب من الحدود ، فترجلت صوبها محملة بـ نية صادقة ألا تفارق وطنها أبدا
توهمت أن كل ما تحمله من مشاعر كفيل بأن يجعلها تمر دون إظهار هويتها
عاقها الجنود المحتشدة على الحدود و طلبوا منها إبراز ما يثبت هويتها
تلعثمت ، و وطأت الصدمة أحلامها المراقة تحت قدميها
و اخبرتهم أنها تركت هويتها وراءها يوم خروجها من وطنها و أستقبلها الوطن الآخر دون سؤال
فضحكوا منها ساخرين و طالبوها بالعودة من حيث أتت
حيث أنها محظورة من دخول وطنها لأنها أضحت ... بلا هوية
القاهـرة
28 مايـو 2009 !
اللميــــاء !