نموذج من سيرة أحد الأيتام من بين قائمة "الخالدون المائة" والذي ينتمي إلى الفئة العمرية الخامسة وهي اليتم خلال السنة الرابعة:
بطرس الأكبر
اسمه الكامل: بطرس الأكبر أو بيتر العظيم أو بيتر الأول أو بيوتر ألكسييفيتش رومانوف.
مولده ووفاته: ولد في عام 1672 – وتوفي في عام 1725.
مكان الولادة: روسيا.
يتمه: توفي أبوه القيصر، وعمره أربع سنوات في العام 1676.
مجاله: قائد عظيم – قيصر - حكم روسيا من عام 1682، خلفًا لثيودر الثالث وحتى وفاته عام 1725. وقد كان يحكم روسيا بدايةً حتى 1696 مشاركًا لأخيه غير الشقيق ايفان الخامس في الحكم، حيث أن الأخير كان يعاني المرض.
ولد الإمبراطور بطرس الأكبر في الكرملين عام 1672. وهو ابن القيصر الروسي الكسيميخايلوفيتش. توفي أبوه وعمره أربع سنوات. وقد حكم بطرس الأكبر روسيا منذ عام 1682، وقد كان قد يشارك في الحكم أخاه غير الشقيق إيفان الخامس حتى عام 1696، ثم تولى الحكم بمفرده وحتىوفاته. ويعتبر بطرس الأكبر أحد أعظم حكام روسيا على مدار تاريخها، إذ أجرىعدة إصلاحات في الإدارة والمالية، والصناعة، والمجتمع. كما أسس جيشًا حديثًا، وبنىأسطولاً بحريًّا عظيمًا لروسيا. وأنتهج بطرس الأكبر سياسة ثقافية جديدة للدولة، وقد أراد تغيير أذواق الروس وتعريفهمبالتراث الثقافي الأوروبي. كان هدف بطرس الأكبر آنذاك جعل روسيا دولة أوروبيةسياسيا وثقافيا. ورعى مهمة إرسال الطلبة الروس إلى الجامعات الأوربيةللدراسة. كما أنه قاد سياسة الانفتاح على الغرب وأوروبا، وقد تمكنت روسيا من خلالهاأن تصبح إحدى أقوى الدول الأوروبية. وقد أسس بطرس الأكبر مدينة سانت بطرسبورغ،وأصبحت هذه المدينة عاصمةًلروسيا على مدى أكثر من قرنين من تاريخها. وقام الإمبراطور بطرس الأكبر بإلغاءالبطريركية جاعلاً الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة، يدير شؤونها مجلس مكون من مراتب دينيةعليا. ويعتبر بطرس الأكبر من أبرز القادة العسكريين ومن أشهر القياصرة. وحقق نفوذًا في التاريخ الروسي . فلقد حول بلاده من منطقه شبه منعزلة في القرون الوسطي لتصبح واحدة من القوي الكبرى في العالم في مستهل القرن الثامن عشر. وقد ركز كل جهده لتحقيق إنجازات تتصل مباشرة بالمجال العسكري وفن الحرب، وشهدت روسيا فترة حكمه التي دامت أكثر من خمسه وثلاثين عامًا سلامًا لمدة عام واحد فقط. وقد تحول في العقد الأول من فترة حكمه من مجرد مراهق إلي مفكر لينقل روسيا إلي الازدهار والحضور الكبير في مراحل لاحقة. وقام بسبب اهتمامه بدراسة التاريخ، والنظريات العسكرية بتشكيل كتيبتين من حرسه الشخصي ليتعرف علي أساليب التدريب، ويصمم العاب الحرب ومساعدته علي فهم دراساته، وأدرك بطرس أن القوة البرية لا تكفي لتأسيس القوة العسكرية الروسية لذا بدأ عملية تحديث لقواته البحرية. وفي عام 1696 شن بطرس الأكبر الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره هجومًا علي الأتراك في "أزوف" ووفر ذلك الانتصار لروسيا ممرًّا للوصول إلي البحر الأسود، وعلي الرغم من هذا النجاح كان بطرس الأكبر مدركًا أن قواته المسلحة غير قادرة على منافسة القوات الأوروبية المتفوقة. وقد عقد بطرس الأكبر العزم علي فهم الأسباب والدواعي التي جعلت روسيا تتأخر عن جيرانها، وتنقل خلال عامي 1697 , 1698 في كل أنحاء أوروبا متخفّيًا باسم وهمي ومتحررًا من شكليات البلاط القيصري. وتمكن خلال هذه الفترة من دراسة بناء السفن في هولندا وإنجلترا وزار خلال رحلته المعاهد العسكرية والمدنية والمصانع والمتاحف كما اطلع علي الترسانات والمنشآت العسكرية. وعند عودته إلي روسيا جلب معه المعلمين ورجال الأعمال والعسكريين ليعملوا كمستشارين له. وقد فرض بطرس الأفكار والمناهج الغربية على التعليم والتجارة والصناعة، وأسس أول أكاديمية للعلوم في بلاده، كما أصدر نسخة مبسطة من الحروف الهجائية الروسية، وأدخل الأرقام العربية، ومهد لإصدار أول صحيفة في بلاده. وبجانب اهتمامه بالعلوم والتطوير المدني الحديث قام بتأسيس أول جيش، وبناء أسطول بحري حربي يتكون من خمسين سفينة حربية وسبعمائة قارب إسناد، وأصبحت البحرية الروسية مسيطرة على بحر البلطيق خلال وقت قصير. ويعد بطرس الأكبر أول من فرض نظام التجنيد في روسيا حيث فرض علي كل عشرين أسره تقديم جندي واحد فقط. وجعل الترقية في الجيش على أساس الكفاءة بدلاً من المكانة الاجتماعية، واهتم بالجيش، حيث أدخل نظامًا لتدريب الضباط، ووفر للجيش زيًّا جديدًا، وأسحلة حديثه للمشاة، ومدافع أنتجتها روسيا. وقد أعلن بطرس الحرب علي السويد في عام 1700 وخاض ما يسمي بحرب الشمال الكبرى التي استمرت مدة إحدى وعشرين عاما تعرض جيشه في بداية الحرب إلي هزيمة واحدة في " فارفا"، وما لبث أن حقق انتصارات حاسمة في " بولتافا " عام 1708. وبعد تحقيق مزيد من الانتصارات في البر والبحر طالبت السويد بالسلام مقابل التنازل عن أستونيا، وليفونيا وساحل البلطيق الواقع في الشمال. كما انه نقل العاصمة من موسكو إلي سان بطرسبرج التي وصفها بأنها نافذة أفضل نحو أوروبا، كما أصدر كتاب قواعد القتال العام، وكتاب القانون العسكري العام. وقد توفي بطرس الأكبر في عام 1725م بعد أن حاول إنقاذ جنوده الذين كانوا على وشك الغرق في نهر متجمد.
ويمكن القول إن بطرس الأكبر نجح في تحويل روسيا إلي دولة حديثة، وقوة كبرى في شتى المجالات. وظلت روسيا القيصرية التي تركها بطرس باقية كقوة أوروبيه عظمى متصدرة طيلة القرنين التاليين له، ولم يأت اضمحلالها النهائي من هجوم خارجي، بل جاء نتيحه ثورة البلشفية في روسيا 1917، وما كان لروسيا أن تتبوأ مكانتها كقوة مساوية لبريطانيا وفرنسا لولا الإصلاحات المباشرة التي قام بها بطرس، والتي هيأت الأرضية اللازمة لمزيد من التقدم مستقبلا، ولما أمكن الاتحاد السوفيتي على الأرجح أن يصبح قوة عظمى في القرن العشرين، ويفرض نفوذه في الحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة التي تلتها.