[ايوب صابر]

نموذج من سيرة أحد الأيتام المشهورين والذي ينتمي إلى الفئة العمرية الخامسة وهي اليتم خلال السنة الرابعة من العمر من خارج قائمة الخالدون المائة:

ياسر عرفات

اسمه الحقيقي: محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، وكنيته "أبو عمار.

مولده ووفاته: 24 أغسطس 1929 – وتوفي في 11 نوفمبر 2004.

مكان الولادة: القاهرة.

يتمه: توفيت والدته خلال العام الرابع من عمره، وتزوج والده، بينما انتقل هو إلى عائلة أحد الأقارب في القدس للعيش معها.

مجاله: قائد ثوري، وسياسي فلسطيني، وهو رمز لحركة النضال الفلسطيني، ومحارب من أجل الاستقلال، ورئيس السلطة الفلسطينية المنتخب في عام 1996.

ولد ياسر عرفات في القاهرة واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة. قضى عرفات مراحل طفولته، وسني شبابه الأولى في القاهرة. وتوفيت والدته زهوة عندما كان في الرابعة من عمره بسبب مرض الفشل الكلوي، أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب لهم في حارة المغاربة، ولكن سرعان ما تم إرساله إلى أقارب أبيه عائلة القدوة في غزة حيث مكث هناك حتى سن السادسة من عمره، عندما تزوج والده بامرأة ثانية، حيث عاد إلى القاهرة وتولت أخته إنعام تربيته فيها. وأنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة. وفي سني صباه وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين، وأصبح مقربًا من أوساط المفتي أمين الحسيني الذي كان منفيًّا في القاهرة، كما تعرف في تلك الفترة على عبد القادر الحسيني، ولعب مع ابنه فيصل الحسيني. وفي سن السابعة عشرة قرر الدراسة في جامعة الملك فؤاد جامعة القاهرة حاليًّا، فدرس الهندسة المدنية، وفي تلك الحقبة تشكلت في هذه الجامعة تنظيمات إسلامية وفلسطينية كان أشهرها الإخوان المسلمون. وبعد مقتل عبد القادر الحسيني في ابريل من عام 1948 في معركة القسطل ترك عرفات الدراسة وتطوع في إحدى فرق "الإخوان المسلمون" التي حاربت في غزة. وبعد دخول القوات المصرية إلى فلسطين تم حل المجموعات المسلحة للإخوان فعاد محبطًا إلى مصر حيث واصل دراسته في الهندسة، كما واصل نشاطه السياسي، فانتخب في عام 1952 مع صلاح خلف لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة. وفي حرب 1956 تجند لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك مهندسًا، وبدأ في مزاولة بعض الأعمال التجارية. وترأس ياسر عرفات منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، وأصبح القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه عام 1959. وكرس معظم أوقاته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني. وقاد الكفاح الفلسطيني لحين خروج منظمة التحرير من بيروت، حيث انتقل إلى تونس ليركز جهوده على العمل السياسي، الذي برع فيه. فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني من قبل المجلس الوطني الفلسطيني، وإلقاء ياسر عرفات خطابًا في الثالث عشر من ديسمبر من عام ( ) أمام الجمعية العامة في جنيف والتي نقلت مقرها إلى جنيف بشكل مؤقت بسبب رفض الحكومة الأمريكية، منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. كذلك أطلق ياسر عرفات مبادرته للسلام في الشرق الأوسط والتي تعتمد إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي احتلت 1967 مما أدى إلى حصول المنظمة على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، واعتراف كثير من المحافل الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين التي أعلن ياسر عرفات قيامها في الجزائر. ورغم المراوغة اضطرت إسرائيل في نهاية الأمر إلى التعامل مع المنظمة، وانخرطت في مفاوضات سرية معها، أدت عام 1993 إلى الإعلان عن اتفاقية أوسلو. وفي إطار هذه الاتفاقيات عاد ياسر عرفات في 1 تموز 1994 إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة، وهي أريحا وقطاع غزة. ليتولى بعد ذلك رئاسة دولة فلسطين على إثر نجاحه في الانتخابات التي أجريت لتلك الغاية في مناطق السلطة. لكن العلاقة مع الجانب الإسرائيلي لم تتطور حسب ما كان منتظرًا، وفي عام 2004 ظهرت أولى علامات التدهور على صحة عرفات ثم تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهورًا سريعًا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، وتم الإعلان عن وفاته في الحادي عشر من نوفمبر 2004، ودفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله.

والمعروف أن ياسر عرفات كان قد اتخذ لنفسه، صورة الأب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها، من هنا اكتسب رمزية القائد، لا سيّما أنه كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية، وكان يواظب على ارتداء الزى العسكري ويتمنطق بمسدس، ويعتمر الكوفية الفلسطينية، لذلك حاز عرفات على شعبية جارفة، وخاصة في أوساط الأطفال والشباب الفلسطيني. وقد رفض عرفات الزواج لسنوات طوال، بدعوى تكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها، لكنه فاجأ الكثيرين وتزوج عام 1990 بسكرتيرة مكتبه السيدة سها الطويل، وهي سيدة مسيحية من آل الطويل. وعندما تزوج عرفات، كان يبلغ من العمر إحدى وستين عامًا، بينما كانت سها في السابعة والعشرين من عمرها، وكان ثمرة هذا الزواج أن ولدت لهم ابنة سماها عرفات زهوة، على اسم أمه.