ليلها طويل والنجوم التي كانت تسامرها بالسهر اختفت و ما عادت تجمل وجه ليلها
تتقلب على فراش الوحده فغدا تكمل عامها التسعة و الثلاثين و تدخل برجلها اول عتبات الاربعين
بلا زوج
و بلا اطفال ما زالت تعيش بنفس البيت تحيطها نفس الجدران ونفس السقف وان غيرت الوانها تظل هي نفسها الجدران و الاسقف كل ليلة تسحب ستارة الكآبة و الملل
تتلحف الحزن و تتدثر بالانكسار و الحلم الذي خبأته بقلبها اوشك ان يغرق مع انفلات العمر الجميل
لا زوج
ولا طفل ولا كلمة امي تخدر بها احتياجها لها
تعود بذاكرتها لايام كم طرق العرسان بابها حيث انهت الثانوية لقد تغيروا كثيرا عندما راتهم اول مرة يدخلون من باب الفيلا
ما اسرع الايام وما تحدثه من تغيرات على الانثى و على الذكر
فعلى الانثى تحدث تغيرات كثرة تشوه معالم الجمال و تخفيه و بالرجل تزيده و سامة وتالق و اناقة
سنوات عجاف تخط على وجوهنا نحن الاناث
وخطوط ترسم باصرار كما قاسية تلك السنوات
تردد بينها و بين نفسها انا المسئولة عن نصيبي
وما الت اليه اموري
انكسر جناحي بوفاة والدي و بت طائر بلا اجنحة ببيت اخي
ثقيلة عليهم كقطعة السجاد العجمي التي تغطي صالة البيت
لا يستطيعوا ان يتخلصوا منها لندرتها و غلاء ثمنها
حياتي فارغة ملل ملاء اركان القلب و البيت
والحياة
الروتين قضى على السعادة و اغتال الامل
كرهت الزيارات و مللت العيون التي تتحسر و الشفاة التي تزم وتهمس
ما ينقصها شيء جمال و علم و ادب و اخلاق
هو النصيب و العمي الذي اصاب الرجال
و في الحقيقة نحن الجانيات
تحدث نفسها ردا على تلك النسوة المتطفلات على الالم
الرفض المتكرر يعني اني حكمت على حياتي ان اكون وحيدة لبقية العمر
الذي بدأ متسارع و انتهى بخطى ثقيلة كانه مربوطة بالارض لا يريد ان يخلص و ينتهي
نعم انا العانس
انا المسئولة عن وحدتي وعن قراري وعن عنوستى ومن خلف ستارة الكآبة
اكتب قصتي لاقول الحياة ليس رجل بقدر ما هي طفل وامومه ...
نسيان