العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-01-19, 08:33 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 الشاعر منصر فلاح  
اللقب:
:: شــاعــــر ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية الشاعر منصر فلاح

بيانات العضو
التسجيل: 23-12-13
العضوية: 551
المواضيع: 51
المشاركات: 43
المجموع: 94
بمعدل : 0.03 يوميا
آخر زيارة : 29-11-22
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 580
قوة التقييم: الشاعر منصر فلاح is a name known to allالشاعر منصر فلاح is a name known to allالشاعر منصر فلاح is a name known to allالشاعر منصر فلاح is a name known to allالشاعر منصر فلاح is a name known to allالشاعر منصر فلاح is a name known to all

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 15
وحصلتُ على 57 إعجاب في 34 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الشاعر منصر فلاح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي الرمزية والارتباط بين الحبيبة والوطن.. قرآءة في قصيدة (ألا قمر بذات نخل) للشاعر اليمن

يستفتح الشاعر منصر فلاح قصيدته كما يفعله الأعراب الأوائل من غير أهل جيله و كأنه يمثل حالة إستثنائية لإبداع شعري عتيق السياق معاصر التراكيب متجدد الفكرة في الآن ذاته و يتبين ذلك من خلال استخدامه لحرف الاستفتاح ألا في مطلع البيت الاول وهو حرف استفتاح ليس له محل من الإعراب قد يراد به الترجي او التمني عادة، فيرسم من بعده لوحة شعرية غاية في الجمال و البهاء فيقول:

الا قمرٌ يلملم ما اضاعه************** غبار الليل في كنف اليراعه

و هنا يرسم الشاعر صورة جمالية للمتلقي و هو يناجي القمر راجيا إياه* ان يلمم ما اضاعة غبار الليل في يراعه محاولا تبديد حالة الظلمة والسواد الدامس الذي يسيطر على هذا الوطن. حيث يستأنف القصيدة ويقول:

و فوق نوافذ الإحساس يهمي*********** فيسكب في ملامحنا شعاعه

فهو يرجو أن يرى القمر يهمي و يسكب فوق نوافذ الاحساس شعاعه في ملامحنا البآئسة لعلها تنتزعنا من حالة البؤس و التشظي و الظلمة الكئيبة.
و يستمر الشاعر من بعد ذلك بقوله:

سئمنا من نهارٍ ليس يأتي***************** و عافتنا الحلول المستطاعه

و من هذا البيت يتضح لنا الصراع المرير الذي يمر به الشاعر مع قوى الظلام و انتظاره الذي طال ولم يثمر فهو ينتظر حلول نهار جديد لم يأت وقد عافته كل الحلول الممكنة لتحقيق ذلك الحلم. يستأنف الشاعر قصيدته بقوله:

هنا قبح يمارس مشتهاه******************** تقمصنا و ألبسنا قناعه

هنا الزيف الموشى بالتمني************** هنا الموت المعتق بالوراعه

هنا يا صاحبي لو كنت تدري************ سؤال مج في دمه الإشاعه

كأنه في فم المنفى شريدٌ*************** إلى المجهول يرفعها ذراعه

و في هذه الأبيات يسهب الشاعر في وصف حالة البؤس الذي يعيشه في هذه الجغرافية البائسة بالإشارة إلى المكان والتأكيد عليه من خلال استخدام كلمة هنا في بداية كل بيت منها، ففي هذه الجغرافية القبح المشتهى و فيها ايضا الزيف الموشى اي المطرز والمزين بالتمني بالإضافة إلى الموت المعتق بالوراعة، فالموت هنا ليس كمثله شيء فهو يأتي بإسم الدين. وفي هذا البيت إشارة إلى الحرب الطائفية التي تعصف بالبلاد منذ أربعة أعوام حصدت من خلالها أرواح العديد من الأبرياء فمن لم يمت في الحرب تحت وطأة النار والرصاص و افواه المدافع مات جوعا و كمدا و قهراً مما آلت إليه أحوال الناس من فقر و جوع وجهل ومرض. و يستأنف الشاعر مخاطبا المتلقي و ينعته بصاحبي كنوع من التودد ليكشف حقيقة جديده يتميز بها اهل هذه الجغرافية من فضول و ارتياب ينتج عنه اذاعة الشائعات. فحتى السؤال هنا يمج في دمه الإشاعة اي انها تهيج وتطفح من دمه. او بمعنى آخر ان السؤال يقذف ويستهجن من دمه الإشاعة. و كأنه في فم المنفى شريد يصارع مصيره الى المجهول ويرفع ذراعه، فهذا الوطن بالنسبة للشاعر لا فرق بينه وبين المنفى.

ان الشاعر في الأبيات المذكورة يصف للمتلقي إحساسه بالغربة في هذا الوطن، فهو بالتالي يبحث عن وطن يحتويه و يأويه و يجود له بالوصال، وهذا ما يلخصه لنا في بقية أبيات القصيدة حيث نجده يقول:

انا وطن* بلا وطن** تدلى******************* إلى عينيك يستبق اندفاعه

وهبتك مهجة* تنداح* شعرا****************** و قلبا بات يتشح التياعه

و عطرا من غرام ليس يفنى************* على منديل سلطتك المطاعه

فجودي بالجواب ولو عتابا****************** فليس لي بالصبر استطاعه



يتضح لنا هنا أن الشاعر نتيجة الإحساس بالغربة يتجه نحو البحث عن وطن، فهو على حد تعبيره وطن بلا وطن تدلى إلى عيني حبيبته يستبق اندفاعه. نلاحظ في هذا البيت الذي يعتبر نقطة تحول تنكشف عندها اهم اسباب هذه الغربة المندمجة مع الحنين وحب المعشوقة المجافيه. فهو يناجي حبيبته التي تمثل في رؤيته وطن قد وهبه مهجته و عطرا من غرام سرمدي لا يفنى. فهو على استعداد للطاعة المطلقة لهذه السلطة المطاعة، حيث يستجدي الوصل من حبيبته و إن كان على هيئة عتاب و لوم فإن صبره قد نفذ ولم يعد له بالهجر استطاعة.
يتضح لنا من الأبيات السابقة أن الشاعر اتجه بشكل ملحوظ إلى استخدام الرمزية في مناجاته للقمر الذي قد يرمز للحبيبة المحتجبه عنه زمنا طويلا فهو ينتظر رؤيتها و وصالها الذي يمثل ابنلاج النور و انقشاع الظلمة عن روحه المتيمة بالعشق. ونجد ذلك جلياً في الأبيات التالية من خلال مناجاته للقمر مرة أخرى حيث يقول:
الا قمرا يحط بذات نخل*************** يسامرنا و يمنحنا شراعه


سرابٌ من سنينٍ قد تولَّت*********** تبدت يا (سراب) كربع ساعة


أنا العربي أخطىء نطق جرحي******** فلا أدري تميما أم خزاعة


أشك، أقول طيئا ؟! ,لا أظن ..**** بلى !!إن لم تكن حتما قضاعة


ترابيُّ يثرثره التشظي*********************** ومائيُّ تزمزمه الوداعة


هوائيُّ اخبيء فيض ناري***************** و ناريُّ إلى حد الفظاعة


أنا العربيُّ أُدعى مثل جدي***************** يمانيُّ البراءة والبراعة

نجد الشاعر* في هذة الأبيات تحول إلى مناجاته للحبيبة المحتجبة كقمرٍ بعيد المنال فهو يشتاق لمسامرتها في ذات نخل و كأن الشاعر يستحضر صورة لذكرى من ذكريات الماضي. ولعلنا نلاحظ تكرار كلمة سراب في البيت التالي ومنح حبيبته اسم سراب والذي قد يكون حقيقيا او مجازا كمحاولة لوصف حالة الضياع التي يمر بها كمن يهلك في العراء من الظمأ ولا يرى سوى سراباً.
يستأنف الشاعر فيصف نفسه بالعربي الذي هو في الأصل فصيح اللسان لكنه يخطئ نطق جرحه و الفصيح عادة لا يخطئ النطق* و هو ايضا العربي الأصيل الا انه تساوره الشكوك حول أصله و جذوره فيتخبط في نسبه فينسب نفسه لاحد القبيلتين العربيتين* تميم او خزاعة (قبيلتين عربيتين عريقة الاصل تسكن ارض الحجاز والعراق)
ويستمر الشاعر في وصف حالة الريبة التي تخالجه فيقول:
*
أشك، أقول طيئا ؟! ,لا أظن ..**** بلى !!إن لم تكن حتما قضاعة

و هنا يشير الشاعر الى جذرين من اصول فحول العرب وهما قبيلة طيئ و قضاعة والاخيرة تشير الى حمير وهو* لقب اطلق على عمرو بن مالك بن حمير ، ابو حي باليمن و قضاعة اسم للفهد. وعلى نفس النسق نجد الشاعر يسهب في استحضار الصور المتضادة في كل بيت فهو ترابي ومائي و كذلك هوائي و ناري، الا انه و رغم كل هذا التناقضات يجد نفسه العربي الأصيل* مثل اجداده القداما يماني البراءة و البراعة.
ويختتم الشاعر قصيدته مخاطبا حبيبته فيقول:


فيا زرقاء هل أحسست جيشا**************** من الأحلام تحترف المناعة

سمعت الامس أخبارا ستأتي******************** ولكن الذي يأتي خلاعة

شريفٌ أستشف فضول موتي***************** فتحييني تواشيح الإذاعة

على شبعي كما قالت حذام******************** أمد فمي إلى طبق المجاعة

وأنفخ ناي أحزاني وأهذي********************** غدا بالضوء تندلق الفقاعة


وفي ختام قصيدتة نجد ان الشاعر قد وصل الى مرحلة اليأس من انفراج الازمة التي يمر بها كفرد وكوطن على حد سواء فالاخبار التي سمعها في الامس لم تأتي ولكن الذي يأتي خلاعة، وفضول موته مستمر و من حوله من يستشف هذا الموت وقد اضحو حذاما و الحذام هم الارانب السراع او اللصوص الحُذّاق وهو يمد فمه الى طبق المجاعة، ويستمر في نفخ ناي احزانه ويهذي غداً بالضوء تندلق الفقاعة حالما بانبلاج ضوء فجر جديد طال إنتظاره.

و في الختام نخلص الى القول ان الشاعر منصر فلاح في قصيدته الا قمرا يحط بذات نخل قدم لنا نموذجا شعريا فذاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى متأثرا بعمالقة الشعر العربي قديما وحديثا، عمد من خلاله الى استحضار كم جبار من الصور الشعرية الغاية في الجمال والدهشة مستخدما قاموسا لغويا غني جدا بالمفردات الجميلة القوية والتي سمحت له ببناء نموذج شعري كلاسيكي الشكل حداثي الفكرة والمحتوى متأثرا بالشاعر اليمني العملاق عبدالله البردوني. وفي نفس السياق نجد انه نضم هذه القصيدة على البحر الوافر والذي اضاف للقصيدة نسقا موسيقيا جميلا خفيف الايقاع مع احتشاء النص بكم هائل من الصور الشعرية الجميلة و اعتماده بشكل كبير على الرمزية والتي قد تضع القارئ في حيرة تجبره على محاولة فك طلامس النص وترجمة محتواه الخرافي جداً.
**
أ/سيف حسن أبو علي
٢١‏/١‏/٢٠١٩
صنعاء.

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : الرمزية والارتباط بين الحبيبة والوطن.. قرآءة في قصيدة (ألا قمر بذات نخل) للشاعر اليمن     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : الشاعر منصر فلاح














عرض البوم صور الشاعر منصر فلاح   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 4
متاهة الأحزان, الشاعر منصر فلاح, الــمُــنـــى, عبدالرحمن منصور
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آخر قصيدة للشاعر غازي القصيبي قبل وفاته رحمه الله الخضيري قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 2 21-03-17 10:35 PM
كلمة شكر لمدير موقعنا الحبيبة زهزة ورد الزمان القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 1 04-06-14 12:50 PM
قصيدة // ياأمة الأسلام // للشاعر عبدالرحمن بن مساعد الطلحي الهذلي سيبوية القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين 1 29-01-13 10:20 PM
قصيدة مترجمة من الادب الفرنسي للشاعر الفرنسي لامارتين ماااريا قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 3 05-07-11 08:19 PM
الصرصار ... بين الرمزية والفردية ..!! كاريزما قـطــرات المـقـالـة الأدبيـــة 8 29-05-11 11:35 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 06:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009