العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-02-18, 10:43 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 علي مجدوع آل علي  
اللقب:
:: كاتب وقاص سعودي ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية علي مجدوع آل علي

بيانات العضو
التسجيل: 21-12-11
العضوية: 392
المواضيع: 36
المشاركات: 217
المجموع: 253
بمعدل : 0.06 يوميا
آخر زيارة : 26-03-18
الجنس :  من معشر الرجال
الدولة : المملكة العربية السعودية
نقاط التقييم: 2847
قوة التقييم: علي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond reputeعلي مجدوع آل علي has a reputation beyond repute

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 56
وحصلتُ على 103 إعجاب في 60 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
علي مجدوع آل علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي أخيلة خدرة

يستيقظ من منامه ...
يلتقط هاتفه لينادي الرقم ذاته بالأمس ...
كانت حالاته تتكرر ...
يُنجب في كل حاله أنفاساً مشوهة ...
تتكون من حياة ضجرة تسودها أحلام الخناجر القاتلة ...
توخز وخزاً تتنمل على إثره الأحلام وتتخدر.

ينظر إلى شاشة هاتفه ...
يتأكد من أن الطلب ما جال جارياً ...
لا يتقهقر ...
ولا يصيبه اليأس ...
لعل الإجابة تُريح هذا الجهد ...
ينتظر ويعيد المحاولة مرّة أخرى ...
ويُعيد ...
ويُعيد ...
ويُعيد ..........

لمَ لا تُجيب ! ...
كان سؤاله الداخلي هذا يراوده باستمرار ...
كان يريحه صوت الرنات وهي تتراقص في مسامعه ...
كاهتزاز وتر آلة موسيقية مموسقة اللحن ...
لكن هذا لا يكفي ...
نعم ... لا يكفي !!!
لا بد من سماع صوتها مرة أخيرة ! ...
واحدة فقط هي الأمنية التي يُريد ! ...
ومن ثمَّ سيغط في نسيان داهر لا تتخلله أحلام يقظه أبدا.

في الضحى يُعالج مكوثه بالخروج قليلاً ...
لعل جنونه يرحمه ويجعله يلفظ أنفاس الحياة ...
يمسك بحافة المخرج من كهفه المظلم ...
لا يفعل شيئاً ... ينتظر فرجة في عقله تُتيح له إذنا بالخروج ..
يجدها في تلابيب الخجل ...
تراوده نفسه بالكف عنها ... لكنه سرعان ما استخدمها ...
لا تراجع ... سأخرج إلى فناء طاهر ... هكذا قال في نفسه ..
ثمَّ مضى ... إلى أين !
إلى شمس تصفع عينيه ليرفع يديه احتماءً منها ..
اعتاد الصفعات وأنزل يديه متثاقل الخطى يمشي هوناً مترنحا من كثرة التفكير ...
وللحظة فقد القدرة على التفكير ... ثم عاد إليها خجلاً ... كأنه يتودد
لكنه فكر وقدر ... لقد قرر .. !
عاد إلى كهفه بخطوات جريئة ..
وبعينين مشبعة بالإيمان ...
وبعد أن ولج إلى الداخل ...
تفاجأ بها أمامه ...
تتأمله بصمت ...
ويتأملها بحزن شديد وألم ينم عن فقد لاذع.

هذيان ...
هذه أقرب صفة لحالته تلك ...
لم تكن في الحقيقة واقفة أمامه كحياة إنما كخيال محض يتجلى أمامه كأنه في سينما يشاهد فلماً ...
إنه يدرك ذلك تماما ...
ثلاثون عاماً من عمره كفيلة بأن تفسر تلك الهيئة التي تجلت أمامه ...
بحث وتحري وتجارب قاسية عاشها لم ولن تجعله فريسة الوهم بسهولة ...
دمعت عيناه ...
أدرك خديعة عقله ...
فمضى قدماً إلى مأواه ...
انتشل ذاته من الوحل ...
تأمل لوحاته المعلقة على جدران الذكريات ...
ومن بينها لوحة رسمها تصف حزنها الشديد على فراقه لها فيما مضى ...
انحدر برأسه حَزِناً ...
ثم أعاده إلى جادة الهدف وانطلق.

كان يعود ...
إلى مأوى معهود ...
إلى المهد الذي يراه كالعدو اللدود ...
يحاول القبض على ذنوبه ...
ليستخرج منها توبة واحدة ...
تحتويه وتأويه ...
تأتيه بأسباب البقاء ولو نغلاً في الحيوان المستباح.
في الغربة هوَ ...
ترك أرضه هارباً ...
انتحبَ غارماً ...
مؤدياً طقوس الوداع ....
ما داع إلى ذلك وداع ...
يغشى قلبه القطران ...
ويلف رأسه بعمامة سوداء ...
انتهى به الأمر إلى تلك البقاع ...
براءة من أبيه وحسرة على أمه ...
لكنه يأبى عائدة الأفكار إلى عودة لتلك الديار ...
سيكون جبارًا في الأرض لا ضير ولا ضمير ...
يسفح الدم بلا ندم ....
ينشر الوباء بحفنة من تلاد ...
يسوس البلاد ...
ما بقي من اليوم من ميلاد ...
وفي ساعة وساعة يهاتف أمه باكياً ...
مشتاقاً معادياً ...
أسكتها بالعناد ...
آل بها الوداد إلى وأد ...
هل ماتت ...؟
ما عادت تُجيب هتافه البائس ...
ولا تستقبل بكاءه المجنون.

وفي الذكريات يُنادي أمه عند الغروب ...
أن تعالي لأريك لوحتي ...
فلما رأتها قالت له ما أجمل صنيعك يا بني ...
قال لعل أبي يأتينا بعد غياب ليرى ما أُنجزته من جمال ...
قالت أمه إنه لفاتن ...
قال بلى وإني لأعلم هذا علم اليقين ...
وبعد حين من الأسبوع عاد الأب ورأى صنيع ابنه ...
هذه تفاهة لا نفع منها ولا سلطان ....
قال الأب قولته وانعكست على ابنه بالحسرة والبؤس ...
أدبر الأب وقدَّ إدباره بقبلة السخط ...
مكث الأبن فاتراً ...
وفي الليل غادر منزله وفي جعبته ذكريات ولت ...
آلت إلى ما آلت إليه وانسلت ...
أخرجت مشاهد الوسيط بينه وبين خالقه ...
وسيلة وغاية كانت سببا في تواجده في هذه الحياة ...
كإنسان له كيان أم خلق آخر ينصاع إلى الأمر والنهي ولا يستجيب لمشيئته كما يشاء ....
دارت دوائر الحيرة حوله كمردة نار تسوسه إلى هلاك ...
كل الدوائر تدور في فلك واحد ...
ذلك الفلك هو تكرار لحكم الأب العكسي تجاهه منذ الولادة وحتى مبعث عمره الحالي ...
يقوده إلى الجنون وما الجنون بصديق له أو يكون ...
إنما مستبيح حرية العقل حتى يتم اغتياله برفع القلم عنه ...
مشاهد عدة رفعت التراب من تحته لتهوي به إلى حفرة عنقاء ...
لا ماء فيها ولا هواء ...
يعقد على المرء فيها بالموت قبل أن يفارق الحياة ويموت.

علي آل علي
1/1/1439هـ

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : أخيلة خدرة     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : علي مجدوع آل علي














توقيع : علي مجدوع آل علي

المدونة الرسمية
http://www.alimjdoo3.com/
علي مجدوع آل علي

عرض البوم صور علي مجدوع آل علي   رد مع اقتباس
قديم 21-02-18, 02:21 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
 محمد الطيب  
اللقب:
:: كاتب متألق::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية محمد الطيب

بيانات العضو
التسجيل: 24-01-17
العضوية: 856
المواضيع: 49
المشاركات: 191
المجموع: 240
بمعدل : 0.09 يوميا
آخر زيارة : 04-12-19
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 880
قوة التقييم: محمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to beholdمحمد الطيب is a splendid one to behold

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 75
وحصلتُ على 87 إعجاب في 65 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
محمد الطيب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : علي مجدوع آل علي المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

رحلة ممتعة ، اجتازت جسورالخيال المسيجة
بمزيج من الومض العاطفي والتهذيب التربوي .
لك بالغ الشكر والتقدير .












عرض البوم صور محمد الطيب   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 8
متاهة الأحزان, محمد الطيب, الــمُــنـــى, احمد, علي مجدوع آل علي, عارف الحويطي, عبدالرحمن منصور, نورا
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 11:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009