العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قــطــرات الـقـصـة والروايــة
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قــطــرات الـقـصـة والروايــة ( خاص بالمواضيع غير المنقولة)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20-06-18, 04:56 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج16
أمسك باسل يديه بسرعة راجياً: لا تفعل خذ جنتك وإرحل فقط ...عسكر مجرمٌ يا آسر سوف يقتلك بدمٍ بارد.
ابتسم بمرارة: وهو لم يقتلني حتى الآن..؟ ـ نظر لوجه باسل ـ لقد قتلني ألف مرة في كل لحظةٍ مضت دون أن أتذكر عائلتي وحياتي.
استرخى باسل في فراشه: سامحني يا ولدي لقد كنت شريكا بصمتي.
انتبه آسر: أنت لم تخطط لتلك الجرائم هذا ما أخبرني به عامل الكراج.
تنهد بضيق: وما الفرق بين السكوت على الباطل وبين
قاطعه آسر: الفرق كبير ثم أنت دفعت ثمن اعتراضك باهظاً على أن ورد لازالت تعتقد أنك شريك هي تحمل عبئ تلك المصائب كاملاً ويجب أن تتحرر منه.
امسك باسل يده خائفاً: إن علمت سيقتلها عسكر.
ابتسم بمرارة: لهذه الدرجة جبارٌ هو ومخيف...؟!
أغمض باسل عينيه بمرارة يسترجع بعض الذكريات ورد بصوتٍ مختنق: فوق التصور.
آسر: حسناً عدت لأسألك
بتلك اللحظة قُرع الباب لتدخل ورد في يدها كوب حليب وبعض الكعك وقد تفاجأت بوجود آسر فارس النبض وساكن القلب ابتسمت مرحبة فرد آسر تحيتها ببسمة عذبه وحركة بسيطة من رأسه وعاد يكمل حديثه.
لقد وجدتُ أوراقا كثيرة من ضمنها شهادة وفاة فارس وهي بتاريخٍ يسبق تاريخ الحادث بكثير .
فتحت ورد عينيها بصدمة وقد تعلقتا على وجه آسر ثم عادت تسأل والدها
إن كنت تعلم أن فارس حي ...لماذا أقسمت لي مراراً على موته...؟
باسل :لأن فارس مات حقاً يا صغيرتي.
تنهدت وطرقت الأرض بقدمها تكتم غضبها: ها قد عدت إذن.
قاطعها باسل: أقسم لكما فارس مات ...مات أنا لا أعرف التفاصيل فتاريخ معرفتي بعبد الله كان بعد وفاة ابنه بثلاث سنوات على أقل تقدير...لكني سمعت عن الأمر من البستاني العجوز.
كان وقع الكلمات على ورد وآسر رهيب ...فسأل بصوتٍ متهدج : ماذا تعني ... من أكون أنا هل عدتُ للصفر من جديد ...؟
استرخى باسل مبتسماً: أنت توءم فارس يا ولدي ,لقد أتيت إلى الدنيا ضعيفاً جداً بعكس شقيقك الذي سبقك إلى الدنيا ,صحيح أمينه لا بد وأنها تعرف القصة كاملة فأمها رحمها الله مربيتكما التوءم ...قال البستاني أنك لزمت الحضانة مدة شهر تقريباً لذلك عُرف عبد الله بأبي فارس على أن قدر الله نافذ خرجت أنت وكبرتما معاً حتى سن الرابعة مات شقيك مسموماً والمربية كذلك وأصابع الاتهام أشارت لذلك بعسكر لكن عبد الله لم يصدق أن شقيقة قد يفعل أما أنت فقد حملت اسم شقيقك لأسبابٍ لا يعرفها إلا الله ووالدك لكن اسمك الحقيقي آسر كما وجدت في أوراقك الخاصة .
أنا يا ولدي حين أرسلتك للغرب لم أجردك من هويتك الحقيقية كل ما فعلته أنني كتبت في دفترٍ صغير قصة لا تمت لقصتك بصلة حتى لا يفكر جورج بالبحث عن عائلتك فتعود للطاغية كي يقتلك .
سألت ورد والدها: أرسلته...ماذا تقصد ...؟
رد باسل مغالباً الغصة في حلقة: نعم يا ورد حين نجا من الحادث تعاونت مع البستاني وعامل الكراج أرسلناه للعلاج في مدينة النور فعسكر لم يعلم بنجاته لذا لم يبحث عنه وقد أرسلناه لمكانٍ لن يخطر للطاغية على بال, حين بدأ يسترد عافيته أخبرنا الطبيب أنه فاقدٌ للذاكرة فطلبت تحويله للعلاج في الخارج ...كلفني الأمر كثيراً من الأموال التي أغدقها علي الطاغية لأنه ظن أنني تخلصتُ منهما للأبد.
نظر لآسرـ نجحت خطتي لكنني لم أعتقد أنك لن تتذكر أي شيء أبداً حتى حين حدثتني ورد عن عودتك ورد فعلك حين التقيتما قررت الصمت فأنا راغبٌ بنجاتك حقاً وعسكر مجرمٌ لا يمكن لمن لا يعرفه أن يجابهه.
أطبق آسر بيدين قويتين على يد باسل شاكراً يلمع في عينيه بريق تحدي وقوة
: الآن يا عمي أشعر بالرضا والراحة لا يهم أن أتذكر كل شيء كل ما أريده الآن موافقتك على طلبي ـ ونظر لورد بحنان ـ هلا زوجتني جنة الورد هذه ...؟
ابتسم باسل: جلُّ ما أتمناه أن أطمئن أنها غدت في ظل فارسها الذي لم يرحل أبداً.
توردتا وجنتيها من نظرات آسر وهمت بالمغادرة والبسمة تعلو شفتيها فلحق بها يحدثها بجدية.
أدراها لتواجهه: سنقيم حفل خطوبة صغير ثم نرحل للجنوب سأتركك في بيت عذراء هناك ستكونين في مأمن وحين أنتهي من أمر عسكر نتزوج ونرحل غرباً حيث والداي بانتظار ليتعرفا على جنتي .
كانت عيناها تفيضان بدموع القلق والخوف: ستواجه عسكر ,إن خسرتك هذه المرة ماذا أفعل...؟

\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 05:00 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج 17
أدار وجهه بضع ثوانٍ ثم عاد لها بعينين واثقتين: ألله معي ...سينصرني ويحميني ,أرض الحب يا ورد غارقة بالأسلحة والمخدرات مشاريعه في سرقت الأعضاء البشرية من الموتى وحتى الأحياء على أشدها ,لدي الأوراق يعني لم يتبقى أمامي إلا نصف الطريق يجب أن نمسك به متلبساً بجرائمه.
ردت بضيق: هذا ليس عملك إنها مهمة رجال الأمن.
ابتسم: لن أجادلك في الأمر هذا المساء سيحضر إدريس وعذراء عامل الكراج البستاني وعائلته سنجتمع كما كنا سنفرح سوية أرجوك يا جنتي كوني سنداً لي في ما أنا مقبلٌ عليه ,لا تكوني سداً يحول بيني والطاغية أنا بحاجة لقوتك لثقتك ليقينك بالله ليس للخوف والقلق ...أنا لن أعيش في الظل حتى آخر العمر يا حبيبتي ولن أورث أطفالي الخوف من الغد وجرع الذل كأساً تلو أخيه.
ابتسمت لأحلامه ونكست رأسها تخفي خوفها: حسناً ولكن نبقى على اتصال سأعرف أخبارك دائماً أليس كذلك؟
لقد كانت من أجمل الأمسيات خرجت أمينه عن صمتها وعانقت آسر بشوق الأم التي حرمت وليدها فهي من ربته بعد وفاة أمها وقد حدثته عن أشياء كثيرة حدثت في الماضي...
بعد أيامٍ قليلة كانت ورد تستعد للسفر مع عذراء وأمها للجنوب في صالة الجلوس اجتمعوا قُبيل الرحيل ودعهم آسر الذي افتقد إدريس لبعض الوقت حين عاد أراد أن يوصيه على ورد
فهتف به: أقسم بالرب ستكون بخير إخوة عذراء يعملون في سلك الشرطة في الجنوب وهم درعها سيفدونها بدمائهم ...ما بك يا صديقي هل فقدت الثقة الآن...؟
كان آسر مصدوماً حد عقد اللسان : إخوة عذراء ...وأنت يا إدريس ألن تهتم لها كما وعدتني؟!
ابتسم ودق على صدره حيث ينبض قلبه: أما وأنت مقبلٌ على الموت أقسم أنني سأحرم على خافقي النبض إن رحلتُ عنك اليوم ...لا تقلق فقد هيأت لها كل ما قد تحتاجه لحمايتها.
نفض آسر رأسه لا يعي مقصد إدريس أمسك إدريس يدي صديقة بقوة :دائما كنا روحا في جسدين في ظل ظروفٍ أقسى من هذه بكثير وقفت معي تدعمني وكنت دائما درعاً يحمي صدري أفلا أكون كذلك يا توءم الروح.
قفزت دمعة من عيني آسر فمسحها إدريس وعانق صديقة بحب :سنحارب معاً وننتصر معاً عدني يا آسر أن نكون يداً واحدة في هذه الحرب .
نكس آسر رأسه بألم: وما ذنبك حتى تقتحم الجحيم معي ...ماذا لو خسرت حياتك في معركةٍ لا ناقة لك فيها ولا بعير...؟
عذراء من هتفت مجيبة: بل له أخٌ صادقٌ صدوق ...تعلم يا آسر رغم خوفي من القادم إلا أنني أبدا لن أرضى بتخلي إدريس عنك ثقا بالرب فقط وهو من سينصركما,لا تطيلا الغياب فآسر وورد كذلك ينتظرانكما بفارغ الصبر.
نظرا لبعض ببلاهة وعادا لها بنظراتٍ تحمل الأسئلة فابتسمت: بالأمس أخبرتني الطبيبة أن توءمي ذكر وأنثى فأسميتهما منذ اللحظة آسر وورد.
عم الفرح يمسح بعض الحزن والقلق المتسلط على القلوب,انقضى النهار ثقيلاً فالحرب المرتقبة شرسة ولا مجال فيها للخطأ.
كانت ورد كلما احترقت بقلقها وخوفها لجأت لمصلاها وعذراء كذلك كثيراً ما صلت من أجلهما اتصالات آسر وإدريس قليلة إن لم تكن نادرة على أن إخوة عذراء كثيراً ما بثوا الطمأنينة في القلوب الخائفة فقد تعاونوا كثيراً مع آسر في كشف أوراق عسكر للعدالة.
بعد مضي ثلاثة أشهر جاء ورد اتصال من آسر كان بعد الغروب بقليل ردت عليه بلهفة فألجمها صوته الحزين
: جنتي اشتقت لك كأرضٍ ضربها الصيف طويلاً جدباء تتحرق شوقاً لدموع السماء أحبك أكثر من زهور الياسمين التي توجتك بها مراراً قلبي معك ولكن ...هذا المساء سيكون الفيصل في حربي الشرسة ,مغادرٌ أنا قد لا تكتب لي عودة رغم هذا أقصدُ إن رحلت أسكنيني التراب ودعي قلبك لآخر لا يورثك حزناً أسود وانتظارٌ على قارعة الموت لا ينتهي.
كانت تبكي ولا قوة بها لترد ـ آه يا جنة لو أستطيع مسح دموعك الآن لو أستطيع أن أربت على قلبك بحنان عديني يا حبيبتي أن لا تتركي الدنيا خلفك مجدداً إن رحلت ,لا تجعلي ترابي قبلتك كما فعلت في السابق.
أخيراً أجابته بصوتٍ يتقطع حسرة: إذن عدني أنك لن تموت.
هتف بها: وهل أستطيع ذلك تعلمين للموت سلطاناً يا جنـ
هتفت بلوعة: وللحب على القلوب سلطاناً كما الموت تماما فلا تطالبني بما لا طاقة لي عليه.
حبس دموعاً غص بها: حسناً يجب أن أغادر الآن فقط أردت وداعك فقد لا يتاح لي هذا بعد ما أنا مقبلٌ عليه.
بكت بحرقة: سأرسل دعواتي لك إلى عمق السماء والله أكرمُ من أن يرد دعاء المضطر ـ كاد أن يغلق الخط فهتفت به ـ فارس ـ استمع باهتمام ـ فارسٌ أنت والنصرُ حليف الفرسان أودعتك لله يا حباً ما غيبته سنين الغياب الله معك كذلك قلبي معك.
ابتسم يداعب الأمل قلبه , الخوف والرهبة حقيقة كالموت تماماً في موقفٍ عصيب كالقادم لا مجال كي لا نخاف لا نهاب على أن الشجعان وحدهم من يتقدمون بلا تردد.
العظماء وحدهم من يحملون الأرواح على الأكف سعياً لإماطَة اللثام عن وجه الشر القبيح.
كانت ليلة قاسية وكادت أن لا تنتهي طويلةٌ هي وشاقة تماماً كصحراء قاحلة تبتلع طفلاً حافي القدمين عاري الصدر أتاها بلا زاد,على أن الله لا يخذل ه
من عليه اتكل وإليه لجئ.
لقد طال عمر الباطل وها قد آن له أن ينتهي بزغَ الفجر وداعبت الشمس وجه الأرض الحزين تلقت عذراء اتصال من شقيقها الأكبر يطلب منها المغادرة مع ورد إلى مدينتها فعسكر انتهى أمره وجلَّ أتباعه في قبضة العدالة.
هي على علمٍ بما حدث لكن سماعها صوت إدريس الحنون بثها شجاعةً وقوة سافرتا إلى حيث يرقد آسر ركضت إليه ورد باكيه ...رباه أيكون هذا رقوده الأخير...؟استفسرت من الطبيب الذي رد بكثيرٍ من اليأس إذا مضت عليه أربع وعشرون ساعة وهو على قيد الحياة فقد نجا بإذن الله هذه الساعات ستكون الحكم على حاله بالغد فصلي من أجله كثيراً لأننا لا نملك له غير الصلاة والدعاء أي شيء.
كانت تبكي بهدوء قلبها يحدثها أنه بخير ثمة أمل رغم صعوبة الموقف داعبُ روحها جلست جواره تتلو آيات الذكر الحكيم بشيء من الجلد.
مرت الساعات بطيئة دقائقها أزمنة حزن عقاربها مخلوقاتٌ تنهش في جسد القلب أه متى ينقضي هذا النهار ؟!
لم تعي أي شيءٍ من حولها حتى أنها لم تتنبه لإصابة إدريس حين حلَّ المساء أتاها بالطعام فذهلت حين رأته.
قالت بصدمةٍ واضحة: أنت كذلك مصاب...؟!
استقام بوقفته وعيناه معلقتان على وجه صديقة: حتى الآن مصاب وأدعو الرب أن لا يكسر ظهري, آسر يحبك يا ورد فإن كنت له عاشقة تناولي طعامك وتجلدي بالصبر وتحلي بالقوة اللازمة لمواجهة الغد.
نظرت لوجه آسر الشاحب جداً: لن أكترث مادام حياً لا أريد من هذه الفانية غير وجوده أي شيء...ضغطت قلبها بيدها, يشعر به أجل لازال يشعر به أسمع نبضه آسر لا يمكن له أن يرحل من جديد هو لن يفعل أليس كذلك...؟
نظرت لإدريس الباكي بصمت: وضعه لا يبشر بالخير يا أخيه.
هزت رأسها بعنف ترفض الاستماع: لا لن أفقده من جديد كانت تبكي حين انتبهت على صوتِ الارتطام لتكتشف أن إدريس غرق في غيبوبة استمرت لساعتين.
كان الطبيب يتحدث بأسى :لم أشهد بحياتي كهذين الصديقين وصل آسر للمستشفى في حالٍ يشبه النزاع على أنه يهتف بنا أنقذوا إدريس وهذا المجنون رفض الراحة في سريره وفضل الموت بجوار صديقة من أين لنا بقلوبٍ كقلوبهم مليئة بالطهر والصدق.
اقتربت ورد من الطبيب تغالب البكاء:سيكونا بخير أليس كذلك ؟
هز رأسه: إدريس بلا أما آسر فلازال تحت الخطر فجر الغد يأتينا بالخبر اليقين .
\
\
يتبع












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
قديم 20-06-18, 05:03 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج 18

مضت ساعات الليل طويلة وشاقة لم تغفوا ورد بل لم تكف عن الدعاء والتلاوة على أن شروق الشمس جاء ضاحكاً يحمل معه البشائر فقد تجاوز آسر مرحلة الخطر الشديد ...سيبقى تحت العناية المكثفة لكنه قوي الجسد صُلب الإرادة ويبدو أن رحلة العمر أمامه مازالت طويلة.
مضى على رقوده بالمستشفى أسبوعين قبل أن يتمكن من الحديث إلى الآخرين في ذلك اليوم حضر باسل لزيارة المقاتل العنيد فتلقاه باسم الوجه.
قبض على يد ورد بضعف: تعلم يا عمي أنا من فجر السيارة بأبي ـ نظرت له ورد مصدومة ـ لقد طلب مني والدي وعداً بأن لا أفتح دفتر الموسيقى جميعكم كنتم على يقين بأني لن أترك هدية جنتي لأي سبب ,بعد مدة أخبرني أبي أن قنبلة زرعت في السيارة وبرمجت لتنفجر إذا فتح الدفتر فقد زُرع به عدادها التنازلي.
قال لي أننا سنلتقي وحدة تفكيك القنابل على بعد ثلاث كيلو متر من صحراء الجنوب ,جاءه اتصال فبدا متوتراً يقودها بسرعة في تلك الأثناء صدم فتى يقطع الشارع أظنه في مثل عمري بدا متسولا مشرد أو ما يشبه ذلك .
ركضنا له نحمله إلى المقعد الخلفي كان أبي ينوي إيصاله للمستشفى أما أنا فقد نسيت أمر الدفتر تماما بعد أن ألقيته على المقعد الخلفي حين هممت بالركوب كانتا عيني والدي الذي لف حزام الأمان على جسده معلقتان على المرآة بذهول وقد صرخ لا تفعل لا تفعل في نفس اللحظة دفعني بقوة خارج السيارة التي تناثرت حطاماً أسود في كل مكان لم أعي أي شيء أخر ما رأيته ألسنة النار ...
الكابوس الآن فقط أدركت لماذا يصرخ لا تفعل الفتى المحترق في المقعد وجد الدفتر ففتحه لم يكترث أبي لأي شيء غير نجاتي من الانفجار ,ربما سقوطي من السيارة أو حتى إصابتي بسبب الحطام المتناثر من أفقدني ذاكرتي التي ما رغبت يوماً باستعادتها بعد عودتي للحياة من جديد.
نظر لباسل بامتنان: ألم تكن المتصل ...أعلم أنك حاولت إنقاذنا من تدبيرٍ ما لكن جرت الريح بما لا تشتهي السفن ...ماذا قلت له حتى ارتبك...؟
بكى باسل بضعف: علمت بمحض الصدفة أن القنبلة مضبوطة لتنفجر بعد وقتٍ محدد من إدارة المحرك ,اتصلتُ بعبد الله حتى يعرج بها إلى أي مكانٍ تنفجر فيه دون أن يتعرض الناس من حولها للأذى ,لم أتوقع أن يرتبك كانت الصدمة قاتلة ربما خطط عسكر لإرباك أخيه باتصالي فسرب لي الخبر...ثم بكى بقهر ...أقسم لك يا ولدي أنني بذلت قصار جهدي لكني كنت مكبلاً بجرائم لم أرتكبها خفت في ذلك الوقت خفت من السجن ومن حبل المشنقة أن يلتف حول عنقي ظلماً وبهتان وذاك الخوف جعلني دمية في يده .
لم أكن بشجاعتك يوماً وحين حدث فقدتُ أغلا ما أملك زوجتي وولدي ربما عاقبني الله بخسارتهما كما خسارة ساقي وربما قبل توبتي المتأخرة فطهرني من الذنوب بحجم الابتلاء بعد حين جَبُنت ولزمت جانب الصمت خوفاً على جنتك التي ستعيدك من دهاليز الضياع عن ماضيك .
والدك رجلٌ تتشرف به كل الأمة وأمك سيدة عطاءٍ وحب أكرمت الأيتام وآوت المشردين وأغدقت بالعطاء على المساكين سيدة كتلك تاج عزٍ على رأسك.
ضحك آسر بضعف: حمداً لله أنني أراها بعيني قلبي.
اقتربت ورد تهمس له: فقدت ذاكرتك طويلا ...كان غيابك قاتلاً.
نظر لها بحب: تعلمين يا جنتي مهما طوانا النسيان ومهما فقدنا من ذكريات على أن ذاكرة النبض تبقى حية لا تموت أجل القلب يا جنة ذاكرته لا تمحى أبداً لقد عشتُ حياتي في الغرب بقلبٍ مبتور مشقوقٍ إلى نصفين أحدهما معي والآخر لا أدري له سكنا ولا وطن حين التقيت بك اكتمل قلبي ونبض بي حباً مجنون.
كنت وطني على الدوام ورغم فقدراني الماضي لم أستبدلك بوطنٍ آخر.
شدت على يده بحب مضى وقتاً طويل حتى غادر آسر المستشفى كانت عذراء قد أنجبت توءمها تزوجا آسر وورد قبل وفاة باسل بأيامٍ قليلة ثم رحلا برفقة إدريس وزوجته والطفلين غرباً لتلتقي جنة بوالدي زوجها في تلك البلاد.
في المطار كانت ورد تحمل آسر الصغير تحيطه حباً وحنان كذلك عذراء مع وردتها الصغيرة آسر وإدريس ينعمان بالإهمال التام من قِبل الزوجتين .
ردد آسر متذمراً : أنت عروسي عليك الاهتمام بي دعي هذا الطفل لوالده الممل وتعالي إلي.
ضحكت ورد: أعشق الأطفال دعني أتنعم بروعته لبعض الوقت.
كان إدريس غارقاً بالتفكير قبل أن يقول بحماس: هيا يا أصدقاء أنجبا إدريس وعذراء.
ضرب آسر على رأسه: يال مصيبتي هل ستتبعني في أدق تفاصيل حياتي ومن قال أنني سأسمي طفلي باسم غبي مثلك.
وكزه إدريس قائلاً بغضب مفتعل: غبي أنا الآن غبي أيها الأحمق سأريك عاقبة كلامك الآن.
ضحكت ورد: حسناً تشاجرا كما تحبان ولكن تذكرا أنكما لستما الوحيدين في المطار لا تثيرا الفوضى.
قال آسر ضاحكاً وهو يدفع إدريس عنه :ما أروعك يا جنتي سيقطعني إرباً وأنت تخشي إزعاج المسافرين.
هزت كتفيها بلا مبالاة واستدارت في مواجهة عذراء: هل سنصل بلاد الغرب أرملتين؟
في تلك اللحظات ارتفع صوت الضحك من خلفهما فهذين الرجلين لن يكبرا أبداً.
نهرتهما عذراء: صوتكما أيها الطفلين المزعجين .
حدقا بها ببلاهة مفتعلة ثم أشار إدريس إلى فمه : هل يوجد ما يغلقه؟
ضحكت وأعطته كيساً مليء بالمكسرات فابتسم برضا : هذه العذراء تعرف كيف تغلق فمي وفمك أيضا بالوقت المناسب.
\كانت أروع رحلة بين الشرق والغرب رحلة تحمل قلوبا لا تعرف إلا الحب ولا تنبض إلا بالطهر والصدق ...
وفي الختام

حقاً ذاكرة النبض فينا أبدا لاتمحى.












عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 7
متاهة الأحزان, محمد الطيب, محمد عبد الغفار, الخضيري, الــمُــنـــى, احمد الحسني, عبدالرحمن منصور
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 05:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009