العودة   قطرات أدبية > الأقـــســــام الأدبــيـــة > قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
التسجيل القرآن الكريم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-09-16, 05:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 194
المشاركات: 1803
المجموع: 1,997
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 25-03-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,703
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي الحج في قصائد الشعراء



" الحج في قصائد الشعراء "



عرف العرب الحج قبل فجر الإسلام، منذ أن أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام ببناء البيت العتيق، وأن يؤذن في الناس بالحج فكانت العرب قبل الإسلام تحج البيت الحرام على دين إبراهيم الخليل عليه السلام، ثمّ حرّف العرب قبل الإسلام شريعة إبراهيم (عليه السلام) ، فعبدوا الأصنام ، وطاف بعضهم حول البيت عرايا ، إلى أن جاء الإسلام ، وفُرِض الحج ، فتغيّر مفهوم الحج وما كان عليه العرب قبل الإسلام . وأصبح الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، كما أضحت الرحلة إلى الحج هي أهم رحلة يقوم بها المسلم في حياته كلها، فهو يتوق ليها في كل عام ويشتاق إلى مرأى الكعبة المشرفة، وعلى هذا الامتداد الزمني الطويل من عمر الأمة الإسلامية، تغنى بعض شعراء العربية قديما وحديثا بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام ووصفوا رحلتهم للحج، ووقوفهم بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات بمشعر منى الطاهر، فمنهم من أطال وأسهب، ومنهم من أوجز واختصر.

وسنستعرض في هذه الصفحة مقتطفات شعرية من تلك القصائد التي قيلت في عصور شتى، وأزمنة مختلفة، لنستشف من خلال ذلك ما خلده هؤلاء الشعراء من صور تضج بالحنين والعاطفة لزيارة بيت الله العتيق، وما يعتري أنفسهم من مشاعر جياشة لرؤية الكعبة المشرفة. وقد قرأت في هذا الجانب واخترت لكم ما راق لذائقتي، متأملاً أن ينال استحسانكم و ورضاكم، محاولاً ترتيب تلك القصائد ترتيباً زمنياً قدر المستطاع، بدأ من العصر الجاهلي مرورا بالعصور التالية وصولاً لعصرنا الحاضر.

فأول ما يطالعنا الشاعر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر الكندي وهو من قبيلة كندة اليمنية ، فهو يحزن لفراق مكّة والُمحصب ، فيقول :
فلله عينا من رأى من تفرق *** أشتّ وأنأى من فراق الُمحصبِ
فريقان منهم جازع بطن نخلة *** وآخر منهم قاطع نجد كبكب


أمّا الشاعر الجاهلي لبييد بن ربيعة العامري من قبيلة عامر بشرق الجزيرة ، فيذكر في معلقته منى ، والأشهر الحرم ، فيقول :
عفت الديار محلها فمقامها *** بمنى تأبد غولها فرجامها
دمنّ تجرم بعد عهد أنيسها *** حجّج خَلون حلالها وحرامها


و يقسم الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى ، وهو من قبيلة مُزينة التي تنزل بنجد شرقي المدينة ، بالبيت ، في معلقته ، ويذكر الطواف حوله مُشيراً إلى قريش وجرهم الذين بنوه ، فيقول :
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله *** رجال بَنَوهُ من قريش وجرهم

وكانت قريش في أشعارها تفتخر بمكانتها من البيت وتعتزّ بحمايته وخدمته ، وكذلك فعلت قبيلة جرهم من قبل ، التي تحسّرت حينما فقدت هذه المكانة ،
يقول شاعرهم فضاض بن عمرو بن الحارث الجُرهمي :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولــم يسمر بمكّة سامر
بلى نحــن كنــا أهلها فأزالنا *** صروف الليالي والجدود العواثر
وكنّا ولاة البيت من بعــد نابت *** نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
فسحّت دموع العـين تبكي لبلدة *** بها حـــرم آمن وفيها المشاعر
وتبكي لبيت ليس يوذى حمــامُه *** يظــــلّ به أمناً وفيه العصافر

وفي قصيدة طويلة للنابغة الذبياني ،يُذكر فيها وصف رحلة الحج التي قام بها ، ويذكر المواضع التي مرّ بها ، ويعتذر لصاحبته; لأنّه في رحلة مقدّسة لا يحل لهُ فيها لهو النساء ، فهو عزم على الدين أو الحج ، في ركب من إبل يرجون البرّ والمعروف ،
يقول فيها :
قالت أراك أخا رحل وراحلة *** غشى متالف لن ينظرنك الهرما
حياكِ وُدّ فإنا لا يحلّ لنا *** لهو النساء وإن الدين قد عزما
مشمرين على خوص مزممة *** نرجو الإله ونرجو البرّ والطعما

ويقول في قصيدته : إنّ إبله باتت ثلاث ليالي التشريق في منى ، ونفرت في الرابعة إلى سوق ذي المجاز . تلتمس لها طريقاً في الزحام ،
باتت ثلاث منى من ثم واحدة *** بذي المجاز تراعي منزلا زيما

وهناك قصيدة لأبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين مكانة الكعبة وحرمتها عند قريش احتوت القصيدة على ذكر البيت والحجر الأسود والصفا والمروة وحجّاج البيت والمشاعر ، كعرفة والمزدلفة ومنى والجمرة الكُبرى . ومن أبياتها:
أعوذ بربّ الناس من كــلّ طاعن *** علينا بسوء أو مُلـــــحّ باطلِ
وبالبيت ، حق البيت ، من بطن مكّة *** وبالله إنّ الله ليس بغــافـــل
وبالحجـر المُسود إذ يمسحونـــه *** إذا اكتنفوه بالضحى والأصـائل
وموطي إبراهيم فــي الصخر رطبه *** على قدميه حافياً غـــير ناعل
وأشواط بين المروتـــين إلى الصفا *** وما فيهما من صورة وتمـــاثل
ومن حجّ بيت الله من كــل راكب *** ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
وبالمشعر الأقصــى والمنازل من منى *** وهل فوقها من حُــرمة ومنازل

وهذا الفرزدق يمدح علي زين العابدين بن الحسين حينما رآه بالحرم الشريف فقال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقى النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم


ولم يكن الشعراء هم الذين تفردوا بنقل مشاعرهم وأحاسيسهم شعراً ، فقد سبقهم العلماء في هذا الجانب وقل أن تجد عالماً قرض الشعر أو كتبه ولا تجد له قصيدة في الحج ؛ فمكة المكرمة وقدسيتها متأصلة في نفوس المسلمين ، والحج وهو الركن الخامس أمل يتطلع له كل مسلم ومن الشواهد الحية على ذلك ما قاله ابن القيم - رحمه الله في وصف عرفات:

فَلِلَّهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الأَعْظَمُ الَّذِي *** كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ
وَيَدْنُو بِهِ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلالُهُ *** يُبَاهِي بِهِمْ أَمْلاكَهُ فَهْوَ أَكْرَمُ
يَقُولُ عِبَادِي قَدْ أَتَوْنِي مَحَبَّةً *** وَإِنِّي بِهِمْ بَرٌّ أَجُودُ وَأُكْرِمُ
فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي غَفَرْتُ ذُنُوبَهُمْ *** وَأُعْطِيهِمُ مَا أَمَّلُوهُ وَأُنْعِمُ
فَبُشْرَاكُمُ يَا أَهْلَ ذَا الْمَوْقِفِ الَّذِي *** بِهِ يَغْفِرُ اللَّهُ الذُّنُوبَ وَيَرْحَمُ
فَكَمْ مِنْ عَتِيقٍ فِيهِ كَمَّلَ عِتْقَهُ *** وَآخَرُ يَسْتَسْعِي وَرَبُّكَ أَكْرَمُ


أما المحدث المشهور ابن حجر العسقلاني رحمه الله قصيدةٌ تبلغ أربعة وأربعين بيتًا، بدأها بدايةً غزليةً ثم تطرَّق إلى تفاصيل كثيرة، يختلط فيها الشوق بالدموع والرجاء والرغبة بالخضوع، مصوِّرًا الكثير من أمور الحج ورحلته المقدسة، يقول ابن حجر:

معذبتي بالصـــد مالي ومالها *** وما مال قلبي عن هواها وما لَهَا
نأت فدنا الهــم القوي مسلما *** وأنْكَرَتِ النفسُ الضعيفةُ حَالَهَا
وقالوا صُغت نحـو الوشاة ملالة *** ومن لـي بأن تدنو وتبقى ملالها
وقيل لها مضناك مغناك قـد سلا *** فيـا صاحبيَّ استعذرا واحلفا لها

إلى أن يقول:
ولبُّوا فبلُّوا بالنسيــم غليلهم *** وحيوا فأحيــوا للنفوس كمالها
فكـــم تائب مستغفر متيقن *** بمغفرة تهمي بفيض سجـــالها
وذي علة قـد طال عمر مطالها *** فقصر عفــــو الله عنه مطالها
وإذ نفروا فازوا فهـم نفر التقى *** سقتهم سحاب العفو صفوا زلالها
وزمزم حاديهم بزمزم كـم صد *** تروى وذي صــد جبته وصالها
وبــل غليلاً في طواف وداعه *** فأحسن لكــن كم دموع أسالها
وقد رفعوا أيدي الدعا بانكسارها *** وجزم الرجـا حتى أتى الفتح حالها
وما استكثروا من أدمع مستهلة *** نهـــار استقلوا للرحيل انهمالها


وللشاعر ابن الأمير الصنعاني قصيدة طويلة ومشهورة في ذكر الحج بشكل مفصل ودقيق جاءت في مئتان وسبعون بيتاً، بدأها بوقوفه على الأطلال وحنينه لأحبابه الذين حال بينه وبينهم الفراق في ثمانية وعشرون بيتاً نذكر منها هذه الأبيات التي يقول فيها:
أيا عذبات البان من أيمـن الحمـى *** رعى الله عيشا في ربـاك قطعنـاه
سرقناه من شرخ الشباب وروْقـه *** فلما سرقنا الصفو منـه سُرقنـاه
وجاءت جيوش البين يقدمها القضا ***فبـدد شمـلا بالحجـاز نظمـنـاه
حرام بـذي الدنيـا دوام اجتماعنـا *** فكم صرمت للشمل حبـلاً وصلنـاه
فيا أين أيام تولـت علـى الحمـى *** وليل مع العشـاق فيـه سهرنـاه
ونحن لجيـران المحصـب جيـرة *** نوفي لهم حسـن الـوداد ونرعـاه

وفي بقية القصيدة وعدد أبياتها مئتان واثنان وأربعون بيتاً يذكر فيها جميع مناسك الحج من الإحرام من الميقات وطواف القدوم والمرور بمزدلفة والوقوف بعرفة وعرفة ورمي الجمرات والطواف بالبيت العتيق وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسأذكر منها بعض المقطفات القصيرة حيث يقول:

في لإحرام من الميقات يقول:
ولمـا بـدا ميقـات إحـرام حجـنـا *** نزلنـا بـه والعيـس فيـه أنخـنـاه
ليغتسـل الحجـاج فيـه ويحـرمـوا *** فمنـه نلـبـي ربـنـا لا حرمـنـاه
ونـادى منـاد للحجـيـج ليحـرمـوا *** فلـم يبـق إلا مـن أجــاب ولـبـاه
وجـردت القمصـان والكـل أحرمـوا *** ولا لبـس لا طيـب جميعـاً هجرنـاه
ولا لهو ولا صيـد ولا نقـرب النسـا *** ولا رفـث لا فسـق كُـلاً رفضـنـاه
وصرنـا كأمـوات لففنـا جسومـنـا *** بأكفانـنـا كــل ذلـيـل لـمــولاه
لعـل يـرى ذل العـبـاد وكسـرهـم *** فيرحمـهـم رب يـرجـون رحـمـاه
ينادونـه : لبيـك لبـيـك ذا الـعـلا *** وسعديك كـل الشـرك عنـك نفينـاه
فلو كنـت يـا هـذا تشاهـد حالهـم *** لأبكاك ذاك الحـال فـي حـال مـرآه

وفي ذكر الطواف بالبيت العتيق يقول:
ففـي ربعهـم لله بيـت مـبـارك *** إليه قلوب الخلـق تهـوى وتهـواه
يطوف بـه الجانـي فيغفـر ذنبـه *** ويسقـط عنـه جرمـه وخطايـاه
فكـم لـذة كـم فرحـة لطـوافـه *** فلله مـا أحلـى الطـواف وأهنـاه
نطوف كأنا فـي الجنـان نطوفهـا *** ولا هـم لا غـم فــذاك نفيـنـاه
فواشوقنـا نحـو الطـواف وطيبـه *** فذلـك شـوق لا يعـبـر معـنـاه
فمن لم يذقه لـم يـذق قـط لـذة *** فذقه تذق يا صاح مـا قـد أذقنـاه


وفي قصيدة للشاعر العربي أبو نواس قالها عندما حج فأخذ يلبي ويقول:
إلهنـا مـا أعدلـك ***** مليك كـل من ملـك
لبيك قـد لبيت لـك ***** لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** ما خاب عبد سـألك
لبيك إن الحمـد لـك ***** أنت لـه حيث سلـك
لولاك يا رب هلـك ***** لبيك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** والليل لما إن حلـك
والسابحات في الفلـك ***** على مجاري المُنسلك
كـل نبـي وملـك ***** وكـل مـن أهلّ لـك
سبح أو صلى فلـك ***** لبيـك إن الحمـد لـك
والملك لا شريك لـك ***** يا مخطئا ما أغفلـك
عجل وبـادر أملـك ***** واختم بخيـر عملـك
لبيك إن الحمد لـك ***** والملك لا شريـك لك

وقد ذكروا في التاريخ العربي أن الشاعر اليمني عبدالرحيم البرعي في حجه الأخير أخذ محمولا على جمل فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة؛ هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة، فازداد شوقه للوصول، لكن المرض أعاقه عن المأمول، فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير .. يقول فيها:
يا راحــــلين إلـى منـى بقيـادي ---هيجتموا يوم الرحيـل فـــــؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي ***** الشوق أقلقني وصــوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم ***** يا ســـــاكنين المنحنـى والـوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصف ***** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائـما جـد الســُـرى ***** عرفات تجـلو كل قلب صـادي
من نال من عرفات نظـــرة ساعة ---نال الســـرور ونال كل مــراد
تالله ما أحــلى المبيت على منـى ---في ليل عـــــيد أبـرك الأعيـــاد
ضحوا ضحاياهم فســال دماؤهــا***** وأنا المتيم قد نحـــرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شــارات اللقاء ***** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صــلني بهـم ***** "فبحقهـم" يـا رب فُــــك قيـادي
فإذا وصلتـم ســــــالميـن فبلغـــوا ***** مني الســلام أُهيـل ذاك الـوادي
قولوا لهـــــــم عبـد الرحيـم متيـم ***** ومفـــــــارق الأحـبـاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـــــــدى***** ما ســار ركب أو ترنـم حـادي

وقد تغنى وانشد بهذه القصيدة الكثيرون وهذا احدها بصوت عبدالعزيز الاحمد [flash=https://www.qtrat.com/up_ar/ar/yarahlen-mena.swf]WIDTH=171 HEIGHT=25[/flash]



وفي العصر الحاضر تغنى الكثير من الشعراء بحب مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، واخذوا يصفون شوقهم لزيارة بيت الله الحرام، ويصورون مشاعرهم وهم يطوفون بالبيت العتيق، ويؤدون مناسك الحج.

فهذا أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة رائعة ينادي حجاج بيت الله الحرام وهم وقوفاً في مشعر منى فيقول:

إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِراً
وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ
تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ
رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ
بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما
أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُناً
مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم
لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافاً وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ
إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ


وفي قصيدة " الكعبة الزهراء " للشاعر بدوي الجبل التي يتخيل فيها رحلته إلى الديار المقدسة فيقول فيها :

بنور على أم القرى وبطيب غسلت فؤادي من أسى ولهيب
لثمت الثّرى سبعا وكحّلت مقلتي بحسن كأسرار السماء مهيب
وأمسكت قلبي لا يطير إلى (منى) بأعبائه من لهفة ووجيب
فيا مهجتي : وادي الأمين محمد خصيب الهدى : والزرع غير خصيب
هنا الكعبة الزّهراء . و الوحي و الشذا هنا النور. فافني في هواه وذوبي
ويا مهجتي : بين الحطيم و زمزم تركت دموعي شافعا لذنوبي
وفي الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي وعطّر أبواب السماء نحيبي


وهذه قصيدة للشاعر المكي محمد حسن فقي يقول فيها:
مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ
يداني جلالَها أو يفوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ و السحرِ
فمعناكِ ساحرٌ و رشيقُ
سجدت عندهُ المعاني فما
ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
و مشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً
يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
أنتِ عندي معشوقةٌ ليسَ يخزي
العشقُ منها و لا يُضِلُّ الطريقُ

إلى أن يقول:
و يشدّ القلوبَ نحوكِ يا مكّةُ
حبٌّ يطوي القلوبَ وثيقُ
ما نطيقُ الفراقَ عنكِ و هل
يحملُ قلبٌ في الحبِّ ما لايطيقُ
يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ
لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ
أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى
السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ

ونختم هذه الصفحة بقصيدة رائعة للشاعر الكبير طاهر زمخشري رحمه الله، يتذكر فيها مكة وهو بعيدٌ عنها، فتزيده هذه الذكرى التياعاً وهياماً، فتغنى بهذه القصيدة الباذجة:

( المروتين )
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المروتين

وأهفو إلى ذكر غاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي بآمــاقيه
ويجري لظاه على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعماقيه
فأرسـل من مقلتي دمعتين
*******
أهيم وعبر المدى معبد
يعلق في بابه النيرين

فإن طاف في جوفه مسهد
وألقى على سجفه نظرتين

تـراءى له شفق مجهد
يواري سنا الفجر في بردتين

وليس له بالشجا مولد
لمغترب غـائر المقلتين
*******
أهيـــم وقلبي دقـــاته
يطير اشتياقاً إلى المسجدين

وصدري يضج بآهاته
فيسري صداه على الضفتين

على النيل يقضي سويعاته
يناغي الوجوم بسمع وعين

وخضر الروابي لأنـاته
تردد من شجوه زفرتين
*******
أهيم وحولي كؤوس المنى
تقطر في شفتي رشفتين

فأحسب أني احتسبت الهنا
لأسكب من عذبه غنوتين

إذا بي أليف الجوى والضنى
أصاول في غربتي شقوتين

شقاء التياعي بخضر الربــى
وشقوة سهم رماني ببين
*******
أهيـم وفي خاطري التائه
رؤى بلد مشرق الجانبين

يطـوف خيالي بأنحائه
ليقطع فيه ولو خطوتين

أمـرغ خدي ببطحائه
وألمس منه الثرى باليدين

وألقي الرحال بأفيائه
وأطبع في أرضه قبلتين
*******
أهيم وللطـير في غصنه
نواح يزغرد في المسمعين

فيشدو الفـؤاد على لحنه
ورجع الصدى يملأ الخافقين

فتجري البوادر من مزنه
وتبقي على طرفه عبرتين

تعيد النشـيد إلى أذنه
حنيناً وشوقاً إلى المروتين

وقد لحن هذه القصيدة الرائعة الموسيقار طارق عبدالحكيم وتغنى بها الكثيرون
وهي هنا بصوت الفنان الراحل محمد أمان [flash=https://www.qtrat.com/up_ar/ar/ahemo-berohe.swf]WIDTH=171 HEIGHT=25[/flash]


وفي الختام أسال الله لي ولكم حج بيته العتيق
وتقبلوا خالص التحايا والتقدير

الوجيه















عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
2 أعضاء آرسلو آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة:
قديم 11-09-16, 09:13 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
 الخضيري  
اللقب:
:: شـاعـر ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 29-10-09
العضوية: 10
المواضيع: 268
المشاركات: 2192
المجموع: 2,460
بمعدل : 0.47 يوميا
آخر زيارة : 24-03-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 5392
قوة التقييم: الخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond reputeالخضيري has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 714
وحصلتُ على 496 إعجاب في 378 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الخضيري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : عبدالرحمن منصور المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

أحسنت أخي المفضال عبدالرحمن
تقبل الله منا ومكنم صالح القول والعمل
كل عام وأنتم بخير












توقيع : الخضيري

[حسبي الله وكفى.. ليس وراء الله منتهى]

عرض البوم صور الخضيري   رد مع اقتباس
قديم 13-09-16, 06:13 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
 الــمُــنـــى  
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية الــمُــنـــى

بيانات العضو
التسجيل: 29-10-09
العضوية: 5
المواضيع: 229
المشاركات: 7208
المجموع: 7,437
بمعدل : 1.41 يوميا
آخر زيارة : 16-02-24
الجنس :  أنثى
الدولة : الإمارات
نقاط التقييم: 25590
قوة التقييم: الــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond repute


أفضل مدونة درع التميز الوسام الثالث للمشرف المميز المركز الأول في مسابقة  أجمل بطاقة رمضانية الوسام الثاني للمشرف المميز الوسام الأول للمشرف المميز 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 1,207
وحصلتُ على 1,790 إعجاب في 969 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الــمُــنـــى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : عبدالرحمن منصور المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;borderpx inset skyblue;"][cell="filter:;"][align=center]/
\

لبّيك اللهُم خوفاً ورجاءاً ,
لبيك قلوباً قد اشتاقت إلى لُقياك ,
لبيك ربِي وإن لم أكن
بين الحجيج ساعياً وملبّيـاً


الـــوجيه ..
رزقنا الله واياكم وكل العابرين من هنا
زيارة بيته الكريم عاجلا وليس آجلا ..
وجعلنا من المُلبين العام المقبل إن شاء الله ..

الـــوجيه
أضحى مبارك إن شاء الله بداية ..
جهد رائع أثابكم الله عليه ..
وتبقى مكة هي المنى وقبلة بلاد المسلمين
التي لا يختلف عليها أثنان
ويبقى الشوق دائم ولا تمله النفس

دمت راقيا بطرحك
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]












توقيع : الــمُــنـــى


::

( لو أدركتم ما لصلاة الضحى من فوائد ما تركتموها أبداً )

عرض البوم صور الــمُــنـــى   رد مع اقتباس
إضافة رد

أنت عضو منتدى قطرات أدبية فاجعل ردك يعكس شخصيتك ومدى ثقافتك و وعيك وإطلاعك



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(عرض الكل الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 7
متاهة الأحزان, المَنْتَهيـےَ, الخضيري, الــمُــنـــى, ايوب صابر, عبدالرحمن منصور, نسيان
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصائد في معنى الخال الخضيري قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 2 17-08-17 01:39 PM
قصائد مؤثرة اخترتها فكم الخضيري قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 7 06-10-15 06:42 PM
فارس الشعراء الشاعر منصر فلاح قـطــرات الـشـعـر الـفـصـيـح 1 28-01-15 02:35 PM
قصائد وأشعار ** لشكسبير (William Shakespeare) ماااريا قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 9 20-01-14 02:43 PM
~~قصائد للشاعر الايطالي بترارك~~ ماااريا قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم 3 01-08-11 03:21 PM

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية


 

      تعريب وتطوير  شبكة بلاك سبايدر التقنية 16-10-2009  

الساعة الآن 11:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع قطرات أدبية 2009