يــومــيــاتــ صــائــمـ ....

[متاهة الأحزان]

اليوم الرابع عشر

من أيام العتق والغفران...تمضي منا الأيام دون وعي وإدراك منا من غنم جل وقته بالعبادة والذكر ومنا من...

دخل أبو علاء على أصدقائه بالعمل إذا بهم يتحدثون عن البرامج المسلية والمسابقات الرمضانية الشيقة والمسلسلات الغنية بالقصص المثيرة استمع لهم فترة وجيزة.

أبو علاء: يا أصحابي يا إخوتي بالله منذ ساعة أو يزيد تتحدثون عن البرامج والمسلسلات لم يحدث وأن ذكر أحدكم برنامجا دينيا خالصا لوجه الله لم يتحدث أحدكم عن حلقات الذكر أو دورات تحفيظ كتاب الله

والله يا إخوتي إنني بت أخشى أنكم نسيتم أنه شهر العبادات والاجتهاد بطلب الرحمة بتجديد التوبة ووالله إني أخشى أنكم نسيتم في غمرة متعتكم أن ثمة إخوة لنا يحتاجون للدعاء فهم مشردين خائفين جائعين يواجهون الموت كل ساعة فقط لأنهم يرفعون كلمة التوحيد عاليا.

أبو فاضل: لم ننسى يا أخي لكنا بحاجة للترويح عن أنفسنا بين الحين والآخر.

ابتسم أبو علاء: وهل كان صحابة رسول الله يروحون عن أنفسهم بمتابعة كل رخيص مبتذل يصرفهم عن ذكر الله ؟؟؟

أبو فاضل: لكنها برامج راقية ومفيدة و...

أبو علاء: لم أنكر هذا ولم أفتي بحرمة متابعتها ولكنها تكون رخيصة إذا ما قورنت بما يخسره رصيدنا للآخرة فالطريق طويل والزاد قليل.

أبو فاضل: صدقت فيما ذكرت جزاك الله عنا خير الجزاء سأنصرف لذكر الله لعلي أدرك مافاتني من خير عظيم.

[متاهة الأحزان]

اليوم الخامس عشر

من أيام رمضان ...ها قد مضى نصف هذا الشهر الفضيل نعبد الله ليل نهار ولكن لكل عين سهوة ولكل نفس غفلة ...

أتت أم سمير لزيارة شقيقها وقد حدثته عن خصام حل بينها وزوجها في الليلة الماضية .

أبو علاء:دعي عنك الهم والكدر وأخبريني هل طلب زوجك أمرا فيه معصية لله ولرسوله كأن تفطري نهار رمضان دون عذر أو تتركي الصلاة أو الخروج متبرجة مكشوفة الرأس والجـــ

أم سمير: أعوذ بالله أعوذ بالله أنت تعرفه حق المعرفة هو رجل يتقي الله في سره كما علنه فكيف يطالبني بالمعصية ...؟؟؟!!

أبو علاء: إذن اغسلي وجهك بالرضا واتصلي به وطيبي خاطره حتى يرضى عنك فرضاه سبيلك للجنة.

أم سمير : لكنه يغيظني بطلباته التي تأتي بأضيق الأوقات وأحرجها.

أبو علاء: يا حبيبتي تقبليها بصدر رحب فقد قال صلى الله عليه وسلم لو أمرت المرأة أن تسجد لغير الله لسجدت لزوجها أما إن عجزتي عما يريد فلا ترفضيه بتعنت إنما بلين ورقه وأطلعيه على سوء حالك حتى لا تنالي غضبه فتلعنك الملائكة حتى الفجر.

أم سمير: صدقت يا أخي والله لقد غفلت عن كون الملائكة تلعن من نامت وزوجها غضبان منها اللهم اغفر لي وارحمني سأتصل به وأعتذر منه.

[متاهة الأحزان]

اليوم السادس عشر

من شهر الخير والبركات ... يتزاور الأهل ويتواصل الأحبة في شهر رمضان أكثر من غيره من الأيام على أن البعض يثقل كاهله بالهدايا المكلفة ظناً منهم ...

جلس أبو علاء يتحدث مع جاره فبدأ أبو رامي يتذمر من المصاريف الزائدة .

أبو علاء: أين تذهب بكل هذا المال...؟

أبو رامي: هدايا لشقيقاتي وعماتي وبعض أرحامي.

أبو علاء:لكنك تكلف نفسك ما لا طاقة لها به.

أبو رامي:هن أرحامي وواجبٌ علي زيارتهن وتقديم الهدايا لهن .

أبو علاء: يا جاري هذه الزيارة ليست حكرا على شهر واحد في السنة كما أن صلة الرحم لا تكون بما تقدمه من هدايا باهظة الثمن إنما صلة الرحم أن تزور أهلك كل ما سمح لك الوقت بهذا أما الهدايا فاحمل ما تيسر منها ولا ترهق نفسك بالمصاريف الزائدة .

هز أبو رامي رأسه باسما: صدقت يا جار بمشيئة الله سأتبع نصحك ولن أقطع أرحامي بعد اليوم ولن أكلف نفسي ما يفوق قدرتي .

[متاهة الأحزان]

اليوم السابع عشر

من أيام الرحمة...مضى رمضان وبدأ يطرق أبواب الرحيل ...طوبى لمن غنم فيه الخير الوفير...

قرعت نوره باب حجرة والديها ففتح والدها الباب وقد بدا عليه الكسل والخمول

ابنتي الحبيبة أتحتاجين شيئا في هذا الوقت المتأخر من الليل ...؟

نوره: يا أبي مضى من رمضان ثلثيه تقريبا وما تزودنا للآخرة إلا باليسير وقد دخل الثلث الأخير من الليل فأردت لكما أن تقضياه بالصلاة والدعاء

أن اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني

وأنت تعلم أن لكل متعبد في هذا الوقت دعوة لا ترد.

قبل إبراهيم رأس ابنته: حسنا سأوقظ أمك تتوضأ ثم نجتمع للصلاة والدعاء.

استدارت باسمة الوجه: سأستغفر ربي وأحمده إلى أن تأتيا.

[متاهة الأحزان]

اليوم الثامن عشر

من أيام الرحمة والغفران...ما أسرع مضيك يا رمضان

خرج أبو علاء مع عائلته لكنه عرج لباب جاره فدقه

أبو رامي:أهلا بك يا جار تفضل بالدخول.

أبو علاء: بارك الله فيك كنت خارجا مع عائلتي للمسجد الجديد هناك سيقيمون الصلاة طوال الليل وسيلقي الإمام على المسامع بعض الدروس وقد تمنيت أن تكونوا معنا لتستفيدوا بإذن الله .

أبو رامي: لكن المسجد الجديد بعيد من هنا وــ

أبو علاء: على قدر المشقة يكون الأجر

ضحك أبو رامي: جعل الله نصيبك في الجنة حسنا انتظرونا بضع دقائق لنمضي سوية.

[متاهة الأحزان]

اليوم التاسع عشر

من أيام العتق من النار ...من أيام تصفيد الشياطين وفتح أبواب الجنة للتائبين

نظر حازم للشاب المقعد بغضب ونفث التبغ في وجهه:

أخبرني يا هذا أما مللت من طرق باب داري ؟؟

ابتسم الشاب:وهل يمل العبد من الدعوة إلى الله ...هل أمل من إخبارك أن الله يحبك...؟؟!

قهقه حازم بسخرية: صدقا ما تقول ؟كيف يحبني وأنا أعصيه بالجهر كما بالخفاء؟؟؟

الشاب: يحبك وقد سخرني لدعوتك كي تعود عن ضلالك لو أنه لا يحبك لصرفني لغيرك من الناس أو لأقعدني عنك طول الطريق.

حازم: طول الطريق ...لكن أين تسكن..؟؟

الشاب : في القرية الواقعة على قمة الجبل.

صعق حازم :وتأتي من هناك لتدعوني إلى الله

الشاب: بل وأصل إلى المدن البعيدة كي أدعو من استطعت من الناس.

حازم: لكنك مقعد والطريق ــ

الشاب: الدعوة إلى الله لا تحتاج لرجلين بل لقلب تعلق بالله ونفس تتوق شوقا إلى جنانه.

طأطأ حازم رأسه وقد ألقى لفافة التبغ من يده: ويقبل توبتي بعد كل ما فعلت

الشاب: قال تعالى

قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم

صدق الله العظيم

جلس حازم مكانه باكيا يطلب من الله الرحمة والغفران بينما دفع الشاب عجلات عربته مبتعدا باسم الوجه : كن صادقا في توبتك ولا تيأس من مغفرة الله لك بقي من رمضان عشرة أيام اقضها بالعبادة والدعاء وإني أسأل الله الذي جمعني بك في الدنيا الفانية أن يجمعني بك في جنة الخلد الباقية.

[نسيان]

يالله يالله
سبحان من يسخر الناس للناس و هذا و الله هو خلق المسلم حريص على جاره يحب لجاره ما يحبه لنفسه
يمنع اذيته و يتمنى له الخير بل و يحرضه على فعله
اسمحي لي ان اضع حديث لابن عباس وان كان ضعيف لاجل تبيان كيف يحرص الاسلام على خلق المسلم

عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله، قال: إن شراركم الذي ينزل وحده، ويجلد عبده، ويمنع رفده. أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: من يبغض الناس ويبغضونه، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: الذين لا يقبلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شر5 ) .

متاهة الاحزان فان لله في دنيا الله نفحات لا يظفر بخيرها الا الاصفياء السمحاء الذين يتمنون للناس و للغير الخير

بارك الله بعطاءك يشبة الماء الذي يروي الصحاري فترتدي الاخضرار

ما شاء الله تبارك الله على هذا العطاء و الفكر كنوز جميلة كل يوم دانة و ياقوت

[الــمُــنـــى]

[align=center][tabletext="width0%;background-color:black;borderpx groove burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]

/
\

هو ما ذكرته الأخت الغالية / نسيان
تبارك الذي وهبكِ من الأبجدية ما يساعد على كتابة هذه الدرر والنفائس لأدبية الرائعة
هنا مقتطفات من زوايا الحياة تنوعت وتعددت لكنها في النهاية تدعو لشيء واحد
أغتنام العمر والوقت بما يرضى الخالق
والحرص كل الحرص على الأستفادة من الأيام في الطاعات والذكر ..
وحتما لا مانع من الترفية والنوم ولكل لنحرص على خيرات رمضان
التي لربما لا تتوفر على في غيره
فأبواب الخير مفتوحه وابواب الشر موصدة ..
والنفوس في رمضان لها همة ليست كسائر أيام العام
رب أجعل كل حرف كان هنا في ميزان حسناتها
وتقبله قبولاً حسنا يوم لا ينفع مال ولا بنون ..

متاهة الأحزان ..
بصمة رائعة وإرث أدبي عظيم تركته هنا
لا حرمكِ المولى أجره وثوابه ..
كل التقدير والأمتنان لهذه الروائع
منى
[/align][/cell][/tabletext][/align]

[كاريزما]

تستحق والله متاهة الأحزان وسام على هذا المتصفح الجميل

[نسيان]

متاهة الاحزان اسمحي لي بهذا البيت
دنياك عطر و احلام مجنحة**** يحيا الربيع بها طيبا و ريحانا
فما تكتبينه غاليتي ياخذنا لعوالم و للنفوس نغوص و نتعلم
عجبي لمن يضمر الشر لقلوب ما تعرف الاذية بوركت يا غالية